الملك يستشرف المستقبل .. مها الشريف
06-07-2013 09:11 PM
حمل جلالة الملك عبد الله الثاني هم وطنه وشعبه ومستقبل المنطقة وأمن اجيالها خلال اللقاء الذي اجرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية معه قبل ايام، وأكد جلالته على خطورة تطور العنف الدائر في سوريا محذرا من سهولة تصدير الأزمة السورية الى الخارج خاصة مع وجود مساعي للهروب من هذه الأزمة داخليا عبر تحويلها الى أزمة اقليمية.
بدى جلالة الملك واثقا بشعبه الذي وصفه بالواع لخطورة ودقة المرحلة والتحدي الذي تفرضه الأزمة السورية، مؤكدا بأن اللحمة الوطنية التي يعتز بها أبو الحسين هي الجبهة الداخلية الموحدة وهي الاساس في حماية المملكة.
تحدث الملك بشفافية حول مستقبل المنطقة واستقرارها وأمن أجيالها مركزا على التفاصيل التي تفرض نفسها على بلد يعيش الأمن وسط محيط مضطرب يسعى لتوسيع الأطراف المشاركة في القتال الدائر ليمتد من حرب أهلية الى نزاع اقليمي ومذهبي ويعمل جاهدا لجر الأردن الى بحره المليء بالفوضى والعنف.
ما يجري في منطقتنا من فوضى واضطراب يذكرني بفيلم وثائقي كان قد بث قديما عن رئيس الوزراء الايراني الأسبق محمد مصدق وانقلاب بريطانيا عليه بعد ان اصدر قرارا بتأميم شركات النفط البريطانية في الايران في خمسينات القرن الماضي كما ورد في مستندات المخابرات الانجليزية التي افرج عنها بعد خمسين عاما.
وقد بين الفيلم كيف يمكن للقوى الخارجية ان تتدخل في افساد النجاحات وتحطيمها، وبناء على الفيلم فقد قامت المخابرات البريطانية بمساعدة من المخابرات الامريكية بحشد مجموعة صغيرة من "الفتوات" مقابل مبالغ زهيدة للقيام بأعمال شغب واثارة فتن واطلاق هتافات معادية تمس مصدق، وقد استقطبت هذه المظاهرات مجموعة من التجار والمتنفذين الساخطين عليه، وسرعان ما توسعت هذه المظاهرات بمشاركة جماهير ساذجة هائجة حققت مصالح المستعمر، فكان الانقلاب الذي ادى الى مذابح وتصفيات ضد مناصري مصدق وحكم عليه بالاعدام، ولكن شاه ايران خفف الحكم الى السجن مدة ثلاث سنوات ووضع مصدق بعدها تحت الاقامة الجبرية في مزرعته حتى لا يصبح مصدق بطلا وتثور الجماهير مرة اخرى.
ما زالت كلمات المعلق البريطاني تتردد في اذني عندما قال كان مصدق يمثل واقعا جميلا للايرانيين حوله الغربيون الى كابوس، وأضاف كم أتمنى ان تحظى بلادي انجلترا برئيس وزراء بثقل ووطنية مصدق، ولكن هيهات ان تسمح الأصابع الخارجية لنجاحات تتحقق على حسابها.
يعج التاريخ والواقع بالدروس ولكن اتمنى ان نتعظ ونتعلم هذه المرة.