همسة في أذن "إخوان" الأردن
احمد ابوخليل
06-07-2013 07:46 AM
من حق ومن واجب جماعة "الإخوان" في الأردن أن يتضامنوا مع إخوتهم في مركز التنظيم في مصر. هذا ما تقتضيه أصول وأخلاقيات الشراكة في الفكر والمبادئ والأهداف، وهذا أيضاً ما تقتضيه المصلحة التنظيمية والحزبية، وهم إذا لم يقوموا بذلك، سيستحقون تهماً كثيرة من شتى المستويات.
لكن هذا بالمقابل يوجب عليهم أن يفكروا وبأقصى درجات البرود بما جرى لشركائهم في مصر، لأن ذلك سوف يفيدهم في الأردن حتماً. إن الاصطدام بالمجتمع وثقافته أقسى من الاصطدام بالسلطة. ومن المؤسف بالنسبة لتنظيم عمره أكثر من ثمانين سنة، أن يجد نفسه بمواجهة هذا الكم الاستثنائي من البشر متعددي الانتماءات السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية والمذهبية، لا يجمعهم سوى شعورهم بأن حكم الإخوان يشكل خطراً على دولتهم ووطنهم وحتى على دينهم بالمعنى الذي عرفوه وتعايشوا معه خلال قرون.
الملاحظة الثانية تتعلق بما تكرر خلال اليومين الماضيين من كلام حول التشفي. هنا علينا أن نعترف أن التشفي تحول الى عادة سياسية عابرة للتنظيمات والتيارات، ورغم أن الجميع بما في ذلك الاخوان، ينكرون ممارسة التشفي لفظاً ولكنهم يمارسونه فعلاً.
إن الأداء العام لحكم الإخوان خلال السنة الماضية جعل منهم اليوم وللأسف، حالة جاذبة للتشفي، لقد دفعوا خصومهم دفعاً الى ذلك. علينا أن نتذكر مستوى التعالي والاستعلاء بل والرعونة التي مارسوها تجاه المجتمع كله وليس فقط الخصوم السياسيين. لقد وزعوا الاستفزاز على الجميع، واستخفوا بكل ما هو مختلف عنهم.
الكلام قد يطول، لكنها مناسبة لدعوة إخوان الأردن للتفكير الهادئ والنقدي، وذلك الى جانب التضامن والعواطف الجياشة.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم