.. وهكذا أنقذ الجيش المصري البلاد والعباد من فتنة عواقبها وخيمة..حيث كان من المحتمل جدا نشوب حرب مدمرة بين اطراف المعارضة التي غصت بها ميادين القاهرة والمدن الأخرى من جهة وبين جمهور الموالاة الذي احتشد في ميدان رابعة العدوية.. ومر عام ويزيد ولم يستجب الرئيس المعزول محمد مرسي لمطالب الملايين من ابناء شعبه..
ولم تحقق حكومته إنجازات تذكر.. وتراجعت في عهده فرص التنمية.. وتضاعف منسوب الفقر..وقمعت الحريات وبخاصة حرية الصحافة والاعلام.. واستفردت جماعة الاخوان المسلمين بالحكم أو كادت..وظلت التعددية السياسية والاجتماعية مجرد شعار على الورق..ومورست سياسة الإقصاء للأحزاب والقوى السياسية الاخرى..وتنكر عهد الرئيس مرسي لمبادئ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص.. وباختصار شديد فقد لخص أحد الصحفيين الأمر بقوله: لم يختلف عهد محمد مرسي عن عهد محمد حسني مبارك من حيث طغيان الحزب الواحد وتفرده بالحكم وامتيازاته.. مما دفع ملايين المواطنين دفعا إلى ميادين العاصمة والمدن الأخرى احتجاجا على سياسات داخلية وخارجية خرقاء.. فسياسة التطبيع مع اسرائيل والإذعان للإرادة الاميركية رغم رفض الشعب المصري لها قد استفزت الملايين من نشامى المصريين فراحوا يطالبون برحيل الرئيس مرسي ونظام حكمه وإنقاذ مصر وشعبها من قبضته وطغيان جماعته.. ولإظهار شعبية الرئيس مرسي أمام الرأي العام الغربي والدولي زج بجمهور الموالاة والأتباع في ميدان رابعة العدوية في القاهرة، ففتح المجال واسعا أمام احتمالات المواجهة بين الملايين من المعارضة وبين الموالاة.. فكان لابد من تدخل القوات المسلحة المصرية التي أنذرت الجميع بضرورة التوافق على حل مقبول لإنهاء الأزمة..
ولكن الرئيس مرسي راح يكيل للمعارضة صنوف الشتائم والنعوت المسيئة.. فكان لا بد من تدخل القوات المسلحة حقنا للدماء ودرءا للفتنة وعواقبها الوخيمة.. وكان لا بد من عزل الرئيس مرسي استجابة لمطالب عشرات الملايين من أبناء الشعب المصري الأبي..وكانت مبادرة القوات المسلحة في إنقاذ مصر من قبضة الاخوان المسلمين وتفردهم بالحكم في مكانها..أي أنها فعلت الصواب..
وقد أحسنت صنعا في وضع خارطة طريق تبدأ بتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية في المرحلة الانتقالية والعمل على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة..وحماية الاستقرار والسيادة الوطنية وتعزيز الامن القومي ووضع حد لأشكال التدخل الاجنبي ولا سيما التدخل الاميركي في الشأن المصري..
وبطبيعة الحال فستكون لهذه الاجراءات تداعياتها وانعكاساتها وأصداؤها في المنطقة.. ولا سيما في الدول العربية التي تحكمها أحزاب اسلامية..ولعل الاخوان المسلمين في الاردن يفيدون مما حدث في مصر الشقيقة.. فتكون الديمقراطية والتعددية السياسية والاجتماعية وتداول السلطة واحترام الرأي الاخر حقائق راسخة على أجندة برامجهم السياسية والاجتماعية..
الرأي