أخطأ الإخوان في إدارة المرحلة الانتقالية وإدراك تضاريسها السياسية، فوقعوا في حقول متفجرات، لكن ما يحدث الآن في مصر من اعتقالات لقيادات الإخوان، وإهانات لهم على الهواء، واعتداءات خطيرة، وقبل ذلك إحراق المقرات وأعمال بلطجة، برعاية الجهاز الأمني، وتقديم الرئيس المنتخب إلى القضاء بحجج واهية، واعتقال المرشد العام، وسقوط مريع للإعلام المصري الذي خلع كل معاني المهنية والموضوعية، وأصبحت بضاعته التحريض والتأليب على الجماعة، وجزء كبير من ذلك بدعم مالي قذر، كل ذلك إنّما يدفع بالتيار الإسلامي عموماً نحو الحائط، وإلى خيارات راديكالية.

كان يمكن أن نفهم تدخل الجيش بوصفه حلاً للانسداد السياسي، والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكن ما أعقب ذلك وما سبقه من تواطؤ بين الجيش والإعلام الفاسد والزج بالقيادات وإعلاميين مقربين من الجماعة في السجون، هذا وذاك يعطي ألف نقطة لصالح نظرية المؤامرة التي تتمتع بالحضور والانتشار لدى شباب الإخوان في مواجهة ما حصل معهم!

الأسوأ من هذا وذاك أن يضع سياسيون ومثقفون أنفسهم في صف بلطجية وزعران ويتغاضوا عما يفعله هؤلاء بحق الإخوان ومؤيديهم..

بالتأكيد هذا لا ينفي أن الإخوان ارتكبوا بدورهم أخطاء بحق الطرف الآخر وربما انتهاكات، لكن ما يحدث معهم اليوم يمهد الطريق إلى خيار الصدام