يديعوت تتوقع نشوب انتفاضة جديدة في فلسطين بعد سقوط مرسي
04-07-2013 02:39 PM
عمون - عن الصحافة الاسرائيلية:
الحاخام الياهو ليس مناسبا
هآرتس – أسرة التحرير:4/7
في نهاية التسعينيات أدخل المستشار القانوني للحكومة الياكيم روبنشتاين تجديدا موضع خلاف لاجمال ملفات الاشتباه ضد الشخصيات العامة، والذي سمي في حينه باسم "تقرير عام". وفي خاتمة قراراته لاغلاق الملفات والامتناع عن رفع لوائح اتهام تحدث المستشار بحدة ضد بعض الجوانب في سلوك المشبوهين، بمن فيهم بنيامين نتنياهو واريئيل شارون. وكان التقرير مثابة بيان للجمهور، في أنه وان كان المشبوه فسد، الا ان هذا ليس لدرجة الوصول الى المستوى الجنائي.
والان يأتي المستشار القانوني الحالي يهودا فينشتاين بتجديد روبنشتايني مشابه: فقد قرر فينتشتاين اجراء استماع لحاخام مدينة صفد، شموئيل الياهو، الذي يتنافس على ولاية الحاخام الرئيس لاسرائيل. وقد كسب الحاخام الياهو لنفسه سمعة حاخام العنصرية والابرتهايد، بالتحريض ضد التعايش اليهودي – العربي. وقد أفتى بعدم تأجير الشقق في صفد لطلاب عرب، وفي ندوة في الرملة في نيسان قال: "في صفد الفتوى نجحت! تبارك الرب في صفد لا تباع الاراضي للاغراب، ولا يؤجرون ايضا ولا يبيعون الشقق. ولا فرق في هذا بين متدينين وعلمانيين".
لسبب ما لم يكن في كل هذا ما يخلق اجراء قانونيا لتنحيته عن منصبه. ولكن قبيل ترفيعه المحتمل الى حاخام رئيس، هرع فينشتاين ووزيرة العدل، تسيبي لفني، اللذين يخافان من المس بصورة دولة اسرائيل.
الاستماع هو آلية اشكالية. فماذا سيستمع فينشتاين من الحاخام الياهو – في أن تحريضه منصوص عليه في الكتب المقدسة؟ وانه يمكن ان نجدفي الفقه سندا للعنصرية؟ واذا كان لا بد من استماع للحاخام الياهو، فلماذا ليس لحاخامين آخرين حرضوا ضد قطاعات كاملة، او شجعوا العنف ضد اصحاب مناصب رسمية؟ واذا كانت لفني محقة، في اشارتها الى الضرر على اسرائيل جراء مواقف استفزازية مثل مواقف الحاخام الرئيس، فلماذا لا تطبق هذه القاعدة ايضا على مسؤولين أكبر منها، كأفيغدور ليبرمان حين كان وزيرا للخارجية؟
اذا كان مع ذلك معنى في الاستماع للحاخام الياهو فانه يكمن في أنه في أعقابه سيتزود فينشتاين بمبررات لعدم الدفاع عن التعيين اذا ما رفع التماس الى محكمة العدل العليا في هذا الشأن. هذه المبررات جديرة بان توجه ايضا الى المحافل السياسية التي تستعد لدعم ترشيح الحاخام الياهو، وعلى رأسهم الوزير نفتالي بينيت و"البيت اليهودي". فهم العنوان لتقرير عام مسبق.
الحاخام الياهو لا يمكنه أن يشغل منصبا عاما في دولة ديمقراطية. في أقواله العنصرية اقصى نفسه عن أن يكون حاخاما في اسرائيل، في مدينة كصفد، فما بالك كحاخام رئيس في الدولة.
لم ينته الأمر
يديعوت أحرونوت- اليكس فيشمان:4/7
(المضمون: إن تنحية الاخوان المسلمين عن الحكم في مصر ستؤثر في حماس وقدرتها على السيطرة على غزة وستؤثر كذلك في اراضي السلطة الفلسطينية بحيث تصبح الظروف أكثر تهيؤاً لنشوب انتفاضة جديدة).
هل استسلم الاخوان المسلمون؟ الجواب لا الى الآن.
اذا قدّروا في الساعات القريبة أنهم سينجحون في الحفاظ على الحكم بالقوة فسيقاتلون، فالاهانة التي تلقوها من الجيش لاذعة جدا. بنت الحركة نفسها في مدة ثمانين سنة وانهارت في ثلاثة أيام، ويصعب ان نراهم ينتقلون الى حياتهم العادية. ومن الجهة الاخرى اذا قدّروا ان العنف سيضائل قوتهم أكثر فسيعملون على ضبط أنصارهم. وهم الى الآن يرفضون ان يكونوا في مجلس الحكم المؤقت.
نجح السيسي في عزلهم وانشأ ائتلافا واسعا يشمل اسلاميين ليسوا من الاخوان المسلمين. وقام الجيش بعمل ممتاز في ثلاثة محاور. ففي المحور السياسي تم اصدار الانذار وعُرضت خريطة طريق لتبديل الحكم الى موعد الانتخابات. ومن جهة العلاقات العامة جمع وزير الدفاع حوله القوى المركزية في المجتمع المصري التي صاحبته في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه تنحية مرسي. وفي مجال العمليات نجح الجيش في نشر قوات بلا عنف وعزل مرسي وأخاف كبار مسؤولي الاخوان المسلمين وجمع الوسائل القتالية من مراكز المنظمة.
إن عملية الجيش المؤلفة من مراحل توحي بقدر كبير من القوة مع قدرة على الردع. لكن حينما يكون الحديث عن متطرفين اسلاميين هم على يقين من أنهم مُنحوا الحكم برعاية قوة عليا لا يحكم المنطق الردود ولا يزول تهديد العنف.
في مقابل هذا، يؤثر انهيار حكم الاخوان المسلمين مباشرة في وضع حماس في الساحة العربية والفلسطينية. وفي هذا الوقت الحالي تلقت حماس ضربة شديدة. وغزة منذ اسبوع أخذت تختنق بسبب حصار مطلق من الجانب المصري، ولا يدع الجيش المصري غزة تتنفس لئلا يأتي الشر من هذه الحدود في سيناء. وتم وقف كتيبة دبابات مصرية بازاء القطاع بموافقة اسرائيل وبدأوا في حماس يُجرون حسابا: فقد خسروا أولا بارادتهم سياسيا وماليا المحور الايراني السوري وهم يخسرون الآن غير راغبين الدعم الكبير الذي توقعوا الحصول عليه من مصر.
يمكن ان يعبر عن ضيق حماس الحالي قدرتها على السيطرة على غزة بازاء الجهاد الاسلامي والمنظمات السلفية وكذلك مكانتها الدولية. ويسألون الآن في الاجهزة الامنية في اسرائيل كيف ستؤثر الزعزعة في مصر مثلا في نحو من 100 ألف اكاديمي عاطل عن العمل في داخل اراضي السلطة الفلسطينية. وهم في جهاز الامن يُعرفون الضفة بأنها ارض مهيأة لتدهور أمني: فالوضع الاقتصادي سيء والمحادثات مع اسرائيل مجمدة، وأبو مازن يشيخ بلا وريث، والعالم العربي يتضعضع، والأمواج الارتدادية للتفجير الجديد في مصر أصبحت تتجه الى المنطقة. إن جميع الظروف مهيأة لانفجار لكن لا يستطيع أحد أن يحزر ما هو الحدث الذي سيُشعل الارض.
هذه ليست ديمقراطية
معاريف - بن – درور يميني:4/7
(المضمون: حكم الميادين لا يبشر بأي تغيير. يوجد بالطبع من يفرحه سقوط الاخوان المسلمين، وعن حق. غير أن هذه المرة، في الظروف الناشئة ليس واضحا على الاطلاق بان هذه بشرى كبرى).
يمكن أن نسمي هذا أمورا كثيرة. أما الديمقراطية فلم تكن هناك. عندما تخرج الجماهير الى الميادين، وتتسبب بالاطاحة برئيس منتخب، هذه ليست ديمقراطية. عندما يصل الجيش، مرة اخرى، الى القصر الرئاسي كي يطيح بالرئيس، هذه ليست ديمقراطية. عندما يؤخذ رئيس منتخب للدولة الى الاقامة الجبرية، هذه ليست ديمقراطية.
قبل سنة، سنتين وثلاث سنوات كانت حماسة شديدة للمحللين وكُتّاب الرأي. فقد أقنعونا بان "جيل الفيسبوك" يؤدي بمصر الى مستقبل جديد. وهذا لم يقتصر فقط على التقارير. فمعهد بحوث جدي، المعهد الدولي للسلام، نشر استطلاعا يقضي بان معظم المصريين يؤيدون السلام مع اسرائيل ولا يريدون حزبا يفرض قوانين الدين. عمرو موسى الذي استقال من منصبه كأمين عام الجامعة العربية كي يتنافس على الرئاسة، نال أغلبية بارزة على كل باقي المرشحين. مرسي والاخوان المسلمون كانوا خارج الصورة. والتتمة معروفة. الفارق بين الميادين وصناديق الاقتراع صرخ الى السماء. الاخوان المسلمون والحزب السلفي نالا أغلبية سبعين في المائة.
مع كل الاحترام لجمهور الميادين، فهذا هو جمهور المدينة. هذا ليس الجمهور الذي يمثل مصر. صحيح أن الحديث يدور عن جمهور مع كثير جدا من القوة، فان مذيعين ومحللين انضموا الى ثورة الميادين ودعوا الى رحيل مرسي. فهل هذا ما يريده الشعب المصري؟ مرة واحدة سبق أن تبين ان هذا كان وهما.
ينبغي تخفيض مستوى الاوهام: الاستطلاعات التي تجرى في مصر على مدى السنوات الخمسة الاخيرة تدل على ميل واضح – الجمهور المصري يتطرف نحو الاتجاه الديني. يدور الحديث عن تحول اسلامي، تأييد للشريعة، تأييد لاعدام الكفار. صحيح أنه ليس لطيفا حقا ذكر هذه الاستطلاعات عندما تكون اغلبية قنوات الاتصال في العالم تبث مشاهد الالعاب النارية من ميدان التحرير. فهذا يبدو رائعا. هذا احتفال. واضح ان هذا ما يريده المتظاهرون الذين وصلوا الى هناك. هم الان على الحصان. غير أنه توجد مشكلة: ليس واضحا ان هذا ما يريده معظم المصريون.
لقد سبق ان كنا في هذا الفيلم. فقد ابتهجنا بأوهام الفيسبوك والديمقراطية. وتبينت الحقيقة في صناديق الاقتراع. الشعب المصري جدير باعادة البناء، التنمية، الازدهار والرفاه. والاخوان المسلمون لم يوفروا البضاعة. غير أن سنة واحدة ليست زمنا كافيا للوصول الى الاستنتاجات. وبالتأكيد ليس للوصول الى الاطاحات. لانه مشكوك أن تكون هناك قوة في العالم يمكنها أن تحدث التغيير سريع الذوبان. مصر على شفا افلاس. حكم الميادين لا يبشر بأي تغيير. يوجد بالطبع من يفرحه سقوط الاخوان المسلمين، وعن حق. غير أن هذه المرة، في الظروف الناشئة ليس واضحا على الاطلاق بان هذه بشرى كبرى.
مصر هي الدولة الاكبر والاهم في العالم العربي. وقد تحللت من ذخائرها، وتوجد في مرحلة من الالام. في النظرة الاسرائيلية، علينا أن نتمنى لمصر خروجا سريعا من الازمة. فنحن نريد جارا يؤدي وظائفه ويزدهر ولا ينزف. مساء أمس تلقت مصر نوعا من اللجنة المعينة. هذه ليست بالضبط ديمقراطية، ولكن ينبغي تمني لها النجاح.
نكران اسرائيل
يديعوت أحرونوت- الون بنكاس:4/7
(المضمون: من ناحية اسرائيل، في مصر لم يحصل شيء. لا يوجد تأثير فوري أو جوهري على اسرائيل، على مكانتها وعلى سياستها في المنطقة. ولكن يوجد هنا نكران عميق. ظاهرا، ما يحصل في مصر يبرر انعدام الفعل والتبطل السياسي. ولكن عمليا يجب القيام بالعكس).
اسرائيل تنكر. اسرائيل في حالة نكران بان مبارك كان حليفا مصداقا، في أن مرسي كان "على ما يرام"، وان تنحية مرسي هي ميزة أو نقيصة. كل ما يحصل في مصر هو موضوع داخلي مصري لا يعني اسرائيل وعمليا يؤدي الى ضعف العالم العربي.
اسرائيل تتدبر أمرها بشكل أفضل مع الجيش المصري، ذي الميل المؤيد لامريكا، وذلك لان معظم الضابطية العليا في الجيش المصري مرت بالاكاديميات العسكرية للجيش الامريكي. مع الجنرال عبدالفتاح السيسي لدينا لغة مشتركة لم تكن مع مرسي.
كله صحيح، كله غير صحيح. صحيح أن مصر ضعيفة. صحيح أنه لم يعد هناك "عالم عربي". صحيح أن اسرائيل ليست الهدف. ليس صحيحا ان هذا لا يؤثر علينا. ليس صحيحا ان هذا يغير المشكلة الاساس لاسرائيل مع الفلسطينيين. هذا هو جوهر النكران.
يجلس رئيس وزراء اسرائيل في القدس ويرى الشرق الاوسط يتفكك امام عينيه ويفكر لذاته بصوت عال: قلت لكم ان هذا حي خرب. مصر دولة ضائعة، 90 مليون نسمة بدون مستقبل اقتصادي وبدون قدرة حقيقية على رسم مستقبل. سوريا ممزقة بعنف طائفي – فئوي وعديمة الافق الاقتصادي – السياسي. الاردن يترنح، العراق ممزق، لبنان مرتبط وراء سوريا، الفلسطينيون ضعفاء، السعودية ودول الخليج منشغلة بايران.
ظاهرا، الاحداث في مصر وفي سوريا تعزز الفرضية الاساس التي تقول ان الشرق الاوسط في هزة قابلة للانفجار ويعيش عدم استقرار بنيوي. هذا هو الوقت لضبط النفس وللموقف المحافظ. اسرائيل "تتابع بيقظة وقلق". اسرائيل هي جزيرة استقرار ديمقراطي في بحر عربي يعج بالفوضى. كله صحيح.
عالم قديم الى حد واسع. مصر ليست مركز العالم العربي. لم تعد هناك عمليا "الجامعة العربية". فضلا عن ذلك، القوى الاقليمية القوية والديمقراطية الثلاثة ليست عربية: ايران، تركيا واسرائيل. عمليا، من ناحية اسرائيل، في مصر لم يحصل شيء. لا يوجد تأثير فوري أو جوهري على اسرائيل، على مكانتها وعلى سياستها في المنطقة. ولكن يوجد هنا نكران عميق. ظاهرا، ما يحصل في مصر يبرر انعدام الفعل والتبطل السياسي. ولكن عمليا يجب القيام بالعكس.
الاسلام ينزل والفوضى تزداد
هآرتس - آري شبيط:4/7
(المضمون: سيفشل النظام الجديد في مصر بعد مرسي كما فشل مرسي بعد مبارك ويتوقع ان تفضي الامور في الشرق الاوسط بعامة وفي مصر بخاصة الى فوضى واضطراب وعدم نظام مطلق).
في الاسبوع الذي نُحي فيه حسني مبارك سُئل مسؤول اسرائيلي كبير ماذا سيحدث في مصر. وأجاب المسؤول الكبير باللغة التي يحبها وهي الانجليزية: تركيا الاولى أو تركيا الثانية أو ايران: فاما نظام ديمقراطي في ظاهر الامر يُديره الجيش وإما نظام ديمقراطي في ظاهر الامر يُديره الاسلام وإما جمهورية اسلامية. وأصبح واضحا بعد ذلك بسنتين ونصف ان احتمال ان يكون مثل ايران في مصر قد انحط. فلن تتحول ارض النيل في المستقبل القريب الى نظام حكم ديني يحكمها الاخوان المسلمون. لكن الامكانين الآخرين منذ مطلع 2011 ما زالا يتصادمان في القاهرة.
إن ما يحدث أمام أعيننا هو محاولة مصرية منظمة جيدا كي يُستبدل بالبديل التركي الجديد وهو حكم الدين بزينة ديمقراطية البديل التركي القديم وهو حكم الجيش بزينة ديمقراطية. لكن في الوقت الذي تحل فيه تركيا الاولى محل تركيا الثانية يُثار الآن امكان ثالث ايضا وهو عدم نظام. ففي الوقت الذي نكص فيه التهديد الاسلامي لمستقبل مصر أصبح التهديد الجديد الذي يزداد قوة هو تهديد الفوضى.
إن الأنباء الطيبة، الطيبة جدا، هي ان الاسلام السياسي ليس قوة سياسية لا تُهزم. وليس الطوفان الديني الذي أغرق الشرق الاوسط في السنتين الاخيرتين هو آخر طوفان تاريخي. إن الاخوان المسلمين بحسب الواقع اليوم فشلوا في محاولة إقرار نظام دائم وواقع دائم. وفي حين انشأت الثورة السوفييتية حكم استبداد استمر سبعين سنة، لم تنشيء الثورة الاسلامية السنية جهاز دولة يؤدي عمله ويحافظ على هيمنته ولو سنة واحدة. وظهر وهْم من كان يخشى 100 سنة خلافة مظلمة. وكان على حق من آمن بقوى الحياة وتوق المصريين الجدد للحرية. وقد تعلم جيراننا من الجنوب في وقت قصير أن الاسلام ليس الحل وأنه يجب عليهم ان يبحثوا عن الحل في مكان آخر.
لكن الأنباء المقلقة المقلقة هي ان مصر تبدو الآن دولة بلا حل. فالاقتصاد من جهة ينهار ويقترب سريعا من نقطة الانصهار. ومن جهة اخرى لا توجد قوة مدنية تُغلِّب القانون والنظام. إن توقعات عصر "غوغل" هي توقعات عالية أما واقع الأفواه الجائعة فهو واقع لا يُطاق. ولا توجد نقطة التقاء بين التوقعات والواقع، ولا توجد نقطة انطلاق بين روح الحرية والجمهورية المُنحلة. وتصبح مصر نتيجة ذلك دولة لا تؤدي عملها ولا بقاء لها ولا يمكن حكمها. وفي المكان الذي فشل فيه مبارك وفشل فيه مرسي من المنطق ان نفترض ان يحدث فشل آخر.
تجتمع عند أسفل الأهرام الآن ظاهرتان مختلفتان. الاولى عولمية وهي تمرد الطبقة الوسطى المدنية. إن ما بدأ في التحرير وانتقل الى روتشيلد وثار في اسطنبول واشتعل في ريو دي جنيرو عاد الى التحرير بصورة كبيرة. والحال في مصر كما هي في سائر العالم وهي ان الشباب المتصلين بالانترنت لم يعودوا مستعدين للتسليم بحقيقة ألا تكون لهم صلة بمراكز الحكم، ولهذا يُضعضعونها. والظاهرة الثانية عربية وهي ان انهيار الاستبداد العلماني وفشل الاستبداد الديني أحدثا عدم هدوء دائماً. ومع عدم وجود مستبد قوي ومع عدم وجود قاض حكيم ومع عدم وجود ديمقراطية جفيرسونية، فلا جهة تُنظم الحياة العامة وتضبط الجموع.
إن اجتماع التمرد العالمي مع زوال الخوف العربي هو الذي أطلق في القاهرة في 2013 الموجة الارتدادية التي لا يستطيع أي نظام الثبات لها، لا النظام السابق ولا الحالي ولا النظام التالي. وهكذا نشأ وضع مخيف مثير للحماسة هو وضع شغب الشعب مع عدم وجود نظام. وسيشغب الشعب ويفضي ببلده الى شفا هاوية. وسيكون الاحتمال الوحيد آخر الامر هو تركيا الاولى. ففي مصر الحالية وفي الشرق الاوسط الحالي كل من أمل أكثر مما يستطيع جنرالات متنورون إعطاءه سيحصل على أقل من ذلك. لكن سؤال هل سيستطيع الجيش المصري أن يمنح الشعب المصري تنويرا عصريا بقي بلا جواب، والفوضى قريبة كامنة. والخطر الجديد الذي يغطي الشرق الاوسط هو خطر عدم نظام مطلق.
حرب ثقافية
يديعوت أحرونوت- تسفي مزال:4/7
(المضمون: تعيش مصر أزمة سياسية اجتماعية ثقافية عميقة، قد تكون أهم من الثورة التي أدت الى سقوط مبارك. في كانون الثاني 2011 كان الهدف الاطاحة بالدكتاتور واقامة حكم جديد من خلال انتخابات حرة تدفع بمصر نحو الحداثة. اما هذه المرة فيدور الحديث عن حرب ثقافية ودينية تهز شخصية مصر).
الاطاحة بمرسي وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بادارة شؤون الدولة ليس سوى مرحلة اولى في المساعي لاصلاح الثورة في مصر.
فالجيش تحت قيادة وزير الدفاع السيسي لا يريد أن يكرر اخطاء سلفه محمد طنطاوي الذي أخذ على عاتقه ادارة الفترة الانتقالية وفشل. وكان المجلس العسكري الاعلى بقيادة طنطاوي هو الذي تسبب او سمح للاخوان المسلمين بالوصول الى الحكم فيما أهمل معالجة الموضوع الاقتصادي. واطاح الجيش بمرسي والاخوان المسلمين من الحكم بعد أن حاول السياسي على مدى السنة الاخيرة مرات عديدة احداث حوار بين الاخوان وبين القوى السياسية غير الاسلامية، ولكنه اصطدم برفض مغرور من الاخوان. وجاء تدخل الجيش بالتالي لاعادة التوازن في الساحة السياسية، ولكن في نفس الوقت دفع الى الزاوية بحركة الاخوان المسلمين. الاخوان يوجد الان في حالة صدمة.
تعيش مصر أزمة سياسية اجتماعية ثقافية عميقة، قد تكون أهم من الثورة التي أدت الى سقوط مبارك. في كانون الثاني 2011 كان الهدف الاطاحة بالدكتاتور واقامة حكم جديد من خلال انتخابات حرة تدفع بمصر نحو الحداثة. اما هذه المرة فيدور الحديث عن حرب ثقافية ودينية تهز شخصية مصر. جمهور كبير ثار ضد حكم الاخوان الذي أهمل معالجة الاقتصاد المصري وركز على السيطرة على كل مراكز الحكم بهدف تخليد سيطرة الحركة واقامة دولة اسلامية. يبدو أن 80 في المائة من المصريين على الاقل هم "مسلمون أخيار" ولكنهم لا يريدون دولة اسلامية تفرض الشريعة وتعمل في سبيل الله وليس في سبيل الشعب. ليس هذا صراعا ضد دين الاسلام بل ضد الاسلام السياسي المتطرف الذي يتطلع الى اقامة الخلافة. يمكن بالتأكيد ايجاد حل وسط.
الرئيس مرسي يتمسك بالشرعية التي تقوم على أساس انتخابه لمنصبه في انتخابات حرة. وقد ادعى بان انتخابه كان خطوة ديمقراطية ولا يمكن مقارنة انتصاره في الانتخابات بالوضع الذي ساد في عهد مبارك الذي زور الانتخابات. من ناحية مرسي انذار الجيش كان انقلابا عسكريا. ولم يصدق زعماء الاخوان المسلمين بان الجيش سيعمل ضدهم ويتجاهل شرعيتهم.
غير أن مرسي وزملاءه في الحركة تجاهلوا أن مصر توجد في مرحلة ثورية السيادة فيها للشعب أو حتى للشارع. الشعب هو الذي أطاح بمبارك، وان كان بدعم الجيش. الشعب يواصل كفاحه الثوري لنيل مبتغاه الذي هو حكم ديمقراطي يعمل بشفافية ويركز جهوده على تقدم الاقتصاد والمجتمع في مصر. الثوار الشباب الذين يقودون المظاهرات توقعوا ادعاء الشرعية ولهذا بادروا الى التوقيع على عريضة تدعو الى تنحية الرئيس وجمعوا 22 مليون توقيع – اكثر بكثير من تسعة ملايين صوت اعطاها المقترعون لمرسي.
الجيش والمعارضة عرفا بانه اذا ما أمسك الاخوان المسلمون بالحكم لسنة اخرى أو سنتين فهم بلا شك سيسيطرون على الشرطة، جهاز أمن الدولة، المخابرات والجيش وعندها سيكون من الصعب جدا اسقاطهم من الحكم. ولعل الان هي اللحظة الاخيرة لعمل ذلك.
ان اسقاط حركة الاخوان من الحكم هو ضربة من شأنها أن يدفعها الى الانهيار ويمس شديد المساس بالمنظومة العالمية التي اقامتها كي تحقق هدفها الاساس الذي هو اقامة خلافة عالمية. وتدار المنظمات الاسلامية في اوروبا وفي الولايات المتحدة اليوم من الاخوان المسلمين. والى جانبها تعمل مئات منظمات النساء، الطلاب، الجمعيات الخيرية ظاهرا لجمع الاموال وغيرها ممن هي منظمات وهمية للاخوان المسلمين. وهذه تسعى الى تحطيم الديمقراطية من الداخل وبالتدريج اخذ السلطة. كل هذه المنظومة قد تتضرر مع اسقاط حكم الحزب الام في مصر. كما ينبغي التوقع بان الاخوان لن يستقبلوا الاطاحة بهم بتفهم وانهم سيجدون السبيل لمواصلة كفاحهم. يبدو أنه امام مصر لا تزال تقف مصاعب جمة وفترة طويلة من عدم الاستقرار قبل ان تصل الى اقامة حكم مقبول على العموم.