إخوان الأردن .. إستعياب الدروس والعبر من مصر
ايمن حياصات
04-07-2013 03:42 AM
ربحنا مصر وسنربح الأردن .. كلمات جاء على ذكرها القيادي في جماعة الاخوان المسلمين في الأردن حمزه منصور ، واثارت في حينها أستياء الشارع الأردني كغيرها من حالات النشاز التي صدرت عن الجماعة في الأردن والتصريحات الرنانه التي لم تخدم الجماعة بقدر ما افقدتهم شعبيه كانوا على الاقل يحتفظون بشيء منها قبيل نزولهم الى الشارع بمسيرات تجاوزت بعضها أدبيات وأطر تجانس المجتمع الاردني وسلامة أمنه واستقراره .
اليوم ثبت يقيناً أن القيادي حمزه منصور قد كان متسرعاً في فهم حسابات ومعادلات الشارع العربي والمصري تحديدا ، فهاهو يخسر مصر ولم ولن يكسب الأردن اطلاقا ، وهو يعرف ذلك جيداً ولكنهم راهنوا واستندت ظهورهم على حيطان مايله كما يقول المثل ، بل ثبت شرعاً أنها حيطان واقعه عالأرض .
مواقع التواصل الأجتماعي عبر صفحاتها عبرت عن الحالة المصرية بطبيعة المصريين الطيبين كأصحاب نكته ودعابه وخفة الدم ، حيث تداولت كاريكتر لقط ( الشعب ) يجري وراء فأر ( الأخوان ) بصور سريعه جداً وذلك في حاله تشبيهيه للوضع المصري واعتقد ايضا جازما للوضع العربي ، هذه الحالة والتشبيه وأن كان مصرياً بالدرجة الأولى وعربيا بالدرجة الثانيه ، إلا أنه ليس أردنيا على الاطلاق ولا مجال للتشبيه به أردنيا ، فخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني كان واضحاً بهذا الخصوص وجلي لكل من تتبع كلمات وعبارات ومفاهيم خطاب سيدنا إذ قال .. اقتبس .. (نحن دولة حضارية قائمة على مبدأ العدالة وسيادة القانون، واحترام حرية وكرامة الإنسان. ) أنتهى الأقتباس .
الدروس والعبر كثيره في الحالة المصريه واخوان الأردن هم ابناء الاردن ومن رحمه ، واذا كنت في مقالات سابقه اهاجم حراكهم على الأرض الأردنيه بشدة وصلابة دون هوادة وهم في أوج قوتهم ، فأنني اليوم أخاطبهم بروح العقل والتروي والأحترام وهم في ضعفهم بعدما سقط الجدار الذي يستندون عليه سقوطاً مدويا ، أخاطبهم ليحكموا انفسهم وليراجعوا حساباتهم أردنيا ، ولينظروا بعين الأعتبار روية وحكمة وحلم الاردنيين قيادةً وحكومة ممثلة باجهزتها العسكرية والأمنيه وشعباً ، ممن صبروا جميعاً خلال السنوات الثلاث الماضية على تجاوزات وتطاول السنة أفرادهم في مسيراتهم واجتماعاتهم ومجالسهم .
ولما كان الأردنيين وفي العديد من المواقف والخطابات والمقالات قد دعوا اخوان الاردن الى اعادة هيكلة الجماعة وتسليم سدة القرار والراي فيها الى من كان رشيداً حكيما ، واقصاء المتشددين مما تطاولوا على الأردن قيادة وشعباً وحكومة ، فإن الحقائق على الأرض الآن تدعوهم الى الأسراع في تبني مفهوم الأقصاء للمتشددين لحفظ ما بقي من ماء الوجه للجماعة في الأردن ، والمباشرة في حوار وطني هادف وبناء يضمن المشاركة السياسة لا التمسك بمبادئ الاستئثار والاستفراد على الطريقة المصرية التي ثبت فشلها المدوي وسقووطها المخزي .
ولا قدر الله فأن لم تسعى الجماعة الى اعادة هيكلة صفوفها بما يخدم مصالح الوطن والشعب وضمن قواعد تحفظ للجميع اسس المشاركة السياسه في بناء الوطن والسير بخطى واثقة وحكيمة نحو الوصول الى اعلى مراتب الاصلاح ومكافحة الفساد ، فان الأردنيين قادرين على جعلكم من دون تكرار التجربة المصرية بكم ، قادرين على جعلكم خلفهم لا يلتفتون اليكم ابدا ولا الى صوت الكبير بكم .
هداكم الله الى طريق الصواب وجعل فيكم من هو أقدر على تحمل المسئولية بحكمة وحلم ، ولنجتمع معاً على أردن حضاري كما آراده جلالة الملك قائماً على مبدأ العدالة وسيادة القانون ، واحترام حرية وكرامة الإنسان .