المعايطة يكتب: صيف حار في دمشق والقاهرة وشواطىء الخليج
سميح المعايطة
03-07-2013 04:02 PM
يبدو ان الصيف الحار لنظام حكم الاخوان في مصر يقدم خدمة كبرى لنظام بشار الاسد ليس فقط لان نظام محمد مرسي اعلن موقفا معاديا للنظام السوري بل لان الوضع الصعب للمعسكر المعادي لبشار في الاقليم يخفف الضغط ويغير الاولويات لدول ومحاور , كما ان فشل الاخوان في مصر وخروج الناس ضدهم يضعف معسكر المعارضة السورية التي تضم الاخوان السوريين في جهة , وتقوم على القاعده والنصره في الجزء الثاني من المعارضة .
من جهة اخرى لايعبر حماس بعض دول الاقليم لاسقاط نظام بشار الاسد عن واقع الازمة السورية , فمفتاح الحل ليس عربيا ولا بيد النظام فالمعادلة دولية واقليمية , ومازال الملف حائرا يبحث عن الخطوة القادمة فلا قرار تسليح المعارضة شكل منعطفا لان المعارضة كانت تتلقى السلاح والقرار ربما قدم بعض الاضافة لكنه ليس تحولا , كما ان المعارضة وفق تعريف امريكا هي الطرف الاضعف عسكريا والاكثر حضورا في اجتماعات تركيا .
صيف سوريا وازمتها يحمل الحقائق التي منها :-
1-ان النظام السوري بعد معركة القصير تحول في منهجه من السعي للتفاوض الى منهج فرض الشروط , واصبح يتعامل مع فكرة مؤتمر جنيف على انها فكرة صعبة التحقق اولا , وان انعقد فليس الطريق للحل .
2-يدرك النظام ان الولايات المتحدة وكل خصومه ليس لديهم البديل الحقيقي للنظام الا الفوضى او جبهة النصرة , وستبقى حالة الفراغ هذه قائمة مادامت الادارة الامريكية مؤمنة بعدم التدخل العسكري المباشر وهو ما اكد عليه جون كيري في جولته الاخيره , فالتدخل العسكري هو القادر على صناعة البديل كما صنع النموذج العراقي في المعارضة والبديل حيث حمل الاحتلال معه وهو يدخل بغداد شخصيات وعناوين سياسية ووفر لها الحماية وركب منها نظاما بديلا , اما في ظل الوضع الحالي فان المعارضة باستثناء القاعدة هي حالة سياسية خارجية لها بعض التواجد العسكري .
3-مازالت الولايات المتحدة لم تحسم امرها في تحديد المصلحة الذاتية والمصلحة الاسرائيلية في المشهد النهائي , فمعركة الاستنزاف والاضعاف للنظام وحزب الله والقاعدة وتدمير الدولة السورية وابقاء حالة القلق السياسي والامني في جوار سوريا , كل هذا يخدم الطرف الاسرائلي والامريكي , وفي نفس الوقت يبقي كل الخيارات الاخرى مفتوحة ومتاحة , ولنتذكر ان مصر القلقة التي تتحرك على بحر من عدم الاستقرار وسوريا المنهارة ولبنان الخائفة من فتن حالة مرضية للمحتل الصهيوني .
4-اما مؤتمر جنيف 2 فالمشكلة حتى اليوم تتعلق بامكانية عقده , لكن الحقيقة ان المشكلة في الخلاف على منهجه ومضمونه , فمؤتمر لانهاء العنف دون النصرة يعني قرارات دون تطبيق , ومؤتمر بمشاركة النصرة غير ممكن لانها ترفض وحتى لو قبلت فان وجودها اعتراف بتنظيم على قوائم الارهاب .
والخلاف الجوهري هل سيكون المؤتمر بوابة لتنازل مرحلي ومتدرج من النظام وهو ما يرفضه نظام بشار , ام هو حوار لشراكة تحت مظلة النظام الحالي ام هي حالة سياسية لاسقاط النظام كما تريدها المعارضة !!
5-ولان المؤتمر لم ينضج تعريفه ومكانته لدى امريكا فانها اعلنت قبل اسابيع عن برنامج لتسليح المعارضة وقال مؤتمر اصدقاء سوريا ان الهدف هو احداث التوازن , والتوازن له معنى التوازن بين المعارضة والنظام وهو امر غير ممكن بسبب الفرق الكبير بين تسليح الطرفين , والتوازن يعني توازن بين المعارضة العلمانية وجبهة النصرة حتى يمكن ان يكون لمعارضة تركيا وزن يفرض حضورا سياسيا , وهذا هدف صعب لاسباب كثيرة منها الحذر والحسابات المعقدة لامريكا في التسليح خوفا من ان يصل السلاح الى القاعده فضلا عن تراجع دول عربيه عن فكرة تسليح المعارضه .
ما بين صيف مصر الذي يزداد سخونه والصيف السوري بمعطياته معادلة لاتغيب عنها تطورات الخليج واولها ما جرى في قطر , وكل هذا ينتج توقعات جديدة سندخل بها رمضان المبارك .