.. من يشوش على مهمة «حسام»؟
30-06-2013 02:57 AM
عمون - أمجد المجالي - منذ الاعلان رسمياً عن تعيين المدرب المصري حسام حسن مديراً فنياً للمنتخب الوطني لكرة القدم، وحملات التشويش توجه حول القرار، وبمعنى آخر، الاختيار والجدوى الفنية؟.
بعض الحملات صدرت بالفعل من وسائل اعلام مصرية، وهذا الأمر ليس غريباً، فهناك من كان يحارب حسام وهو ينتشل فريق الزمالك من مركز متأخر ليضعه في قمة ترتيب الدوري المصري، واستناداً الى دوافع خاصة ونادوية.. وهي نفسها الجهات التي هللت لخبر رحيله عن تدريب الفريق رغم البصمة الفنية المتميزة والتوليفة الشابة التي أوجدها ويجني حالياً الزمالك ثمارها.
الغريب في الأمر أن بعض تلك الحملات أمتدت الى الأردن ووجدت أرضية خصبة لدى البعض نحو مزيد من الترويج لها، فهناك من ينتقد الاختيار ويقلل من كفاءة المدرب ويحكم على مهمته بالفشل حتى قبل أن تبدأ.
حديث الصراحة يقودنا في بادىء الأمر الى بيت القصيد، وتحديداً أوساط الأندية، فهناك أصوات صدرت عن بعضها، تنتقد وتبدي الاستغراب من اختيار حسام حسن .. ليقفز الى ذهني المثل الدارج : شر البلية ما يضحك!.
تجارب الأندية مع اختيارات المدربين تبقى دائماً محط الجدل والنقاش، فالكثير منها يقوم بتغيير الجهاز الفني اربع الى خمس مرات خلال الموسم الكروي الواحد .. وأتذكر انني أشرت الى تلك المسألة قبل انطلاق الموسم الأخير عندما عنونت مقالتي : توقع وأربح، أي توقع كم مدرباً سيصمد في موقعه حتى نهاية الدوري!.
وفق ما سبق، عن أي آلية يتحدث البعض؟.. وكيف يبادر الى مسألة ليفتي بها ومشاهد التجاذب والتغيير الفني تعصف بفريقه؟.
عندما نعود الى الوراء، سنوات مضت، نجد بأن أصواتاً، مشابهة، أنتقدت اختيار المدير الفني عدنان حمد، وحكمت على مهمته بالفشل، ومع مرور أربع سنوات ونصف بدا الحديث ينصب على انجازات المنتخب، نهائيات آسيا وبلوغ الملحق المؤهل للمونديال.
في ذلك دلالات هامة على دروس ذات قيمة يقدمها الاتحاد لكن طريقة الاستقبال تشوبها مشكلة ما، فالاتحاد بقيادة وتوجيهات الأمير علي بن الحسين، يحرص دوماً على ترسيخ ميزة الاستقرار الفني لأن في ذلك فوائد جمة يصعب حصرها، فالراحل محمود الجوهري مكث مع المنتخب الوطني أكثر من خمسة أعوام وساهم بإحداث نقلة كبيرة على المستوى العربي والآسيوي والدولي، وهذا ما ينسحب ايضاً على التجربة الرائعة للمدرب حمد مع المنتخب.
وهنا نعود للسؤال ذاته : من هو النادي الذي استطاع ان يرسخ ميزة الاستقرار الفني ؟ .. وبمعنى آخر : ما هي المدة الزمنية الأطول لمدرب مع ناد محلي، منذ تطبيق الاحتراف؟.
مساحة التعجب تمتد لتشمل -بعض الاعلاميين- الذين يلتقطون الاشاعة ويقومون بالبناء عليها حتى دون التأكد من صحة المعلومة، فهل دور الاعلام بات ينحصر على نقل المعلومة دون التحري عنها؟.
أكد حسام حسن، غير مرة، أنه لم يبحث بعد تفاصيل التعاقد مع الاتحاد، ولا حتى الأمور الخاصة بتشكيل الجهاز الفني المعاون، وهو ما أكده أمس الأول لكاتب السطور ايضاً، ورغم ذلك تتواصل أخبار -التشويش-، بنفس درجة تصاعد مؤشر الانتقاد لمهمة تدريبية لم تبدأ بعد!.
للآسف، وأقولها بصراحة، هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يجيدون سوى الوقوف دوماً عكس التيار، وهم الاشخاص ذاتهم الذين يوجهون الانتقاد وفي نفس الوقت يتسلقون على الانجاز عند تحقيقه.
.. وماذا عن الجانب الفني؟
الأكثر غرابة أن من يوجه النقد على آلية اختيار حسام حسن يستند الى جوانب فنية، وكأنه خبير في ذلك الجانب!.
والمؤكد أنهم -من يوجه النقد- لم ينتبهوا الى ما شدد اليه الأمير علي في تصريحاته التي أعلن فيها قرار الاتحاد اسناد المهمة الى المدرب حسام «لقد وجدنا في المدرب حسام حسن صفات نموذجية وننظر بكل تفاؤل بأنه سيكون جاهزا للعمل مع المنتخب الوطني لان الوقت الذي يفصلنا عن استحقاقات مهمة يتطلب منا عدم التاجيل».
بالطبع يدرك الأمير علي أهمية الجانب الفني، وذلك محط اعجاب بما يتمتع به حسام حسن، لكن ما لفت اليه سموه يصيب الجانب النفسي والمعنوي في هذه الفترة تحديداً، وأهمية أن يتمتع المدير الفني الجديد بتلك الصفات التي تؤهله لاستخراج أقصى الطاقات من اللاعبين، فالفترة الزمنية التي تفصلنا عن استحقاقي تصفيات آسيا والملحق تحتم الالتفاف اكثر الى مزايا الجوانب النفسية والمعنوية وقدرة المدير الفني على تهيئة كل الظروف المناسبة للارتقاء أكثر بمستوى جاهزية نشامى المنتخب.
وفق ماسبق، لنمنح المدير الفني الجديد فرصة العمل بهدوء، ولنوفر له كل متطلبات النجاح، والأهم ايضاً أن نقف وقفة رجل واحد خلف المنتخب الوطني، فالمرحلة التي يتأهب اليها تتطلب كل الدعم والمؤازرة، لا التنظير والتصيد بالماء العكر!.
الراي.