بعد خمسة وثلاثين عاماً دعستُ ( كلاتش ) وبالأحرى صرتُ أعرف الكلاتش ..كنتُ أسمع به سُمعة والآن هو تحت رجلي الشمال ؛ ما بينفع بالرجل اليمين ..هكذا قال لي مدرب السواقة ( أبو هيثم السعايدة ) ..!! أخيراً تقابلنا أنا و الكلاتش مش وجهاً لوجه ؛ بل وجهاً لـَ رِجِلْ ..لم أكن أدري أنه مهم إلى هذه الدرجة ..!! لم يكن بخاطري أن السيد كلاتش هو الذي يسمح لك بالغيارات من الأول و لغاية ( الريفيرس ).. وأين المُفارقة ؟؟ أن الكلاتش لا يُقدِّم لك أية تسهيلات باختيار الغيار إلاّ بعد الدعس عليه ؛ تماماً كالمواطن العربي ..فلماذا لا يتم استبدال اسم المواطن العربي باسم ( المواطن كلاتش ) ..!!
كل غيار قابل للتبديل بمساعدة الكلاتش ( شوفوا عبقريتي بإعطاء المعلومة ) ..طيب لماذا لا نستخدم الكلاتش لاستبدال الحالة الاقتصادية من الوضع تحت الصفر إلى الوضع صفر ..؟؟ ولماذا لا نترجّى الكلاتش كي يساعدنا في الانتقال من حالة الريفيرس إلى حالة الأول عَ الأقل ..؟؟ ليش كل أمورنا رجوع للوراء رغم حالة ( النيوترن ) و التهويرة التي تستبدّ بنا ..؟؟
أكثر جملة يكررها أبو هيثم لي و هو يدربني : ادعس كلاتش ..!! فلماذا لا يقوم أبو هيثم بالطلب من العراقيين أن يدعسوا كلاتش ؛ قد يساعدهم ذلك على تغيير حالة الدم و وضع البلاد والعباد في حالة الأمان ..؟؟ أو لماذا لا يقوم المدرب أبو هيثم بالسفر إلى ( العبابسة ) و ( المشاعلة ) والطلب منهم أن يدعسوا كلاتش عَ الآخِرْ كي نقتنع أن اتفاق مكة مبارك وأن دمهم حرام على بعضهم ..!! أبو هيثم ( خبير الكلاتش ) يجب أن يتحرّك وأن يجعل الجميع يتعملون دعس الكلاتش ؛ تمهيداً للغيار القادم ..لأن الوضع أصبح على حافة التجاوز الخاطئ و القادم إليك شاحنة محمّلة بالبارود وأنت وهي لا تملكان السيطرة على الشارع ..!!
لم أكن ذات يوم أحلم بتعلّم السواقة ..ولم أحلم بامتلاك سيارة ..ولكن ها قد فعلتها الآن ..وها أنا أخذتُ الدرس الثاني ..وصرتُ أتفشخر وراء الستيرنج وكأنّ ( مي و وحيد ) عندما غنّيا ( يا سايق السيارة ) كانا يقصدانني أنا ..؟؟ وكأن الشوارع كلها ( تسفلتت ) لأنها بانتظاري ..!! و غداً ؛ إذا كُتب لي نصيب واشتريتُ سيارة ( الحلم الجديد ) ..بالتأكيد ستكتب ابنتي بغداد بعد أن تعطيها ابنتي جيفارا القلم على زجاجها الخلفي : لا تسرع يا بابا نحن بانتظارك ..!! حينها فقط سأكون أدركتْ أن دعسي على الكلاتش جاب نتيجة و تغيّر وضعي عن جد ..!!