في حوار حول الضفة الغربيه
د. معن ابو نوار
28-06-2013 11:44 PM
خلال دراستي للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة أوكسفورد عام 1978 ؛ شاركت بحوارات ومناقشات عديده حول العالم العربي والعالم الإسلامي ؛ وحول العروبة والإسلام ؛ وقد استفدت كثيرا منها ؛ وأعتقد أنني تمكنت من صد هجمات صهيونية عديده؛ منها واحدة حول الضفة الغربيه.
وفي عشاء ضم أربعة من الأصدقاء والزملاء البريطانيين ؛ كنت العربي الوحيد بينهم ؛ جرى حديث ونقاش شيق حول ما يجري في الضفة الغربيه وقطاع غزة ؛ وقد كان لي شرف الفوز بإجماع البريطانيين على أن :
إستمرار إحتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشريف ؛ وقطاع غزه ؛ مخالف للقانون الدولي ؛ وميثاق هيئة الأمم المتحدة ؛ والأعراف الدولية وحقوق الإنسان.
العنف العسكري الإسرائيلي بالذخيرة الحية من المشاة والدروع والمدفعية والطائرات المروحية والطائرات والمقاتلة وقاذفات القنابل ؛ ضد المجتمعات المدنية الفلسطينية ؛ خاصة الشرطة مخالف لقوانين الحرب ؛ والمباديء الإنسانية ؛ والأخلاق الدوليه ؛ ومعظمها يصنف كجرائم حرب.
مع الأخذ بعين الإعتبار غياب الإرادة بسبب إنحياز الغرب لإسرائيل ؛ وسكوت هيئة الأمم المتحدة الرهيب ؛ وتخاذل الأسرة الدوليه ؛ خاصة الدول العربية والإسلاميه عن نجدة عسكرية للشعب الفلسطيني ؛ لا يمكن حل المشكلة المتفاقمة إلا بالتسوية السلمية العادله.
يدعي قادة إسرائيل أنه لا يمكن العودة إلى المفاوضات ؛ متخذين معذرة وهميه بالعنف الفلسطيني ضد المدنيين ألإسرائيليين .
وسألوا كيف الحل ؛ وكان واضحا أن سؤالهم وجه إلي.
فوضحت لهم:
تعلمون جيدا أن العنف ضد العسكريين البريطانيين في فلسطين قد بدأ من قبل العصابات الصهيونية التي دمرت حتى قيادة القوات البريطانية في فندق الملك داوود في القدس ؛ وبعد كل الجرائم التي ارتكبتها تلك العصابات المجرمه ؛ بما فيها شنق عسكريين بريطانيين قرب تل أبيب ؛ وقتل بريطانيين آخرين بإغتيالهم ؛ وبعد ذلك جملة جرائم إرتكبت ضد القوات البريطانية في فلسطين خلال عام 1946 وعام 1947.
وأضفت أنه : ضد الفلسطينيين المدنيين لا يمكن نسيان مذبحة قرية دير ياسين الجماعيه التي تعتبر أصدق شاهد على وحشية القوات العسكرية الإسرائيليه ؛ وتلت تلك المذبحة مذابح أخرى لا تقل وحشية ؛ على عشرات القرى العربية الفلسطينيه الآمنه. وغيرها إرتكبوا مذابح في يافا وحيفا وصفد وعكا وطبريا وغيرها. الإسرائيليون هم الذين بدأوا بارتكاب الجرائم ضد المدنيين ؛ وهم لا يزالوا يرتكبون تلك الجرائم منذ عام 1929 ؛ وحتى اليوم .أيها الأصدقاء الكرام ؛ ماذا لو قامت إيطاليا وإدعت أن بريطانيا كانت من ممتلكاتها ؛ وقد كانت كذلك فعلا في عهد الإمبراطورية الرومانيه ؛ أجداد الإيطاليين ؛ واحتلت محافظة أوكسفورد ؛ وارتكبت من الجرائم ولو القليل من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ؛ ماذا تفعلون لو حدث ذلك ؟.وتطوع أحدهم وصاح: إن هذا السيناريو مستحيل.! وقلت له: لقد ثبت أنه ليس مستحيلا في فلسطين ...!
مجرد التصور ؛ والتخيل ؛ والسؤال ؛ أغضب الأصدقاء الإنجليز ؛ وقال أحدهم أنت تعرف جيدا ماذا سنفعل ؛ ولكن الأهم من كل ذلك ماذا سنفعل لنحصل على السلام؟. أجبته: تنفيذ 242 بجميع تفصيلاته خاصة في مدينة القدس ؛ وسألني آخر : وإذا لم نستطيع تنفيذ 242 فأجبته بكل الأمانة التي أقدر عليها: لن يكون هناك سلام بين العرب وإسرائيل ... إلى الأبد ... ؛ أما إذا وافقت إسرائيل ونفذت 242 فيمكن الحصول على السلام إلى الأبد.
ها نحن الآن في عام 2013 ؛ وإسرائيل تحتل الضفة الغربيه منذ عام 1967؛ أي أكثر من 43 عاما. وترتكب جرائم ليس لها مثيل في العالم كله ؛ خاصة في جريمة الإستيطان بالمستعمرات ؛ بعد تهديم المنازل العربيه ؛ وآخرها مشروع الإستيطان الذي يضم ألف 1000 وحدة سكنيه في القدس الشريف وضواحيها القريبه. مما يجعل أهل القدس المسلمين والمسيحيين أقلية سكانيه؛ في مدينتهم المقدسة.
ترى ما الذي ستقوم به هيئة الأمم المتحدة لمنع الكارثة المقبله التي تخيم على الضفة الغربية والقدس الشريف ؛ ؟؟؟ ما الذي سيفعله العرب لإنقاذ فلسطين العربية من صهينتها كاملة ؛ ؟؟؟ ما الذي سيفعله المسلمون في العالم لإنقاذ المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله من تدميره حسب تهديد العصابات الصهيونية المتطرفه ؛؟؟؟ ما الذي ستفعله الإنسانية العالميه لإنقاذ الشعب الفلسطيني الأعزل المسالم من الهجرة أوالفناء ؟؟؟