النائب حسن عجاج عبيدات

يمثل مجلس النواب حصيلة الممارسة الديمقراطية للجماهير ، ويعبر عن تطلعات
هذه الجماهير في كافة المجالات التي ترنو إلى بناء مجتمع العدل والكفاية،وتحقيق
الأمن والأمان للوطن. ولأن الجماهير هي القاعدة الأساسية في نشاط النائب بعد
نجاحه، فلا بد أن تتبلور لديه الرؤية الواضحة للعمل معها وفي صفوفها.
إن ظاهرة ضعف العمل وعدم توفر الكادر للعمل في المجال الديمقراطي الشعبي
موجودة وهذا هو سبب من أسباب تعثر نجاح العمل الديمقراطي.
إن النائب الناجح يجب أن يمثل في الأساس مصالح الطبقات الاجتماعية الفقيرة
وفي مقدمتها طبقة العمال وطبقة الفلاحين . ولا يستطيع النائب أن يحقق ذلك
إلا إذا تمكن من بناء علاقاته المباشرة مع المواطنين ،بالتواصل الدائم ،والحوار
المستمر،والتفاعل الإيجابي،وإلا إذا استطاع إقناعهم وغلغلة أفكاره وشعاراته
بينهم ونجح في توعيتهم وتعبئتهم وتنظيمهم. فالعلاقة بين النائب والمواطن
هي علاقة جدلية حية،والتأثير بينهما متبادل ومستمر،فالنائب بدون ارتباط حي
بالمواطن هو مجرد فرد غير فاعل.إن العمل بين المواطنين هو القانون الحتمي
لنشاط النائب الحقيقي ، وهو الواجب الأول والرئيسي الذي يرافق عمله طيلة
فترة بقائه عضوا في مجلس النواب.
وتزداد الأعباء الجماهيرية للنائب في هذه المرحلة التي يشهدها الأردن حيث
عمليات التصحيح الاقتصادي ،والبناء مستمرة ،وهي أصعب وأدق المراحل على
الإطلاق.
إن الغاية من العمل بين الجماهير تختلف وفقا لطبيعة المهمات المستجدة المطروحة على الأردن . كما إن العمل يتنوع ويتمايز داخل المرحلة الحالية
فلكل طبقة شعبية خصائصها ومشاكلها النوعية ،ومستواها الاجتماعي
والفكري الخاص.ورغم أن العمل بين مختلف الطبقات من الشعب يصب كله
في مجرى عام مشترك واحد،فإن كل ميدان من هذه الميادين له صفاته
وأساليبه وشروطه الخاصة.فالعمل بين الفلاحين والفقراء يختلف عن العمل
بين الفلاحين المتوسطين والموسرين.وكذلك الحال داخل الطبقة العاملة نفسها
فالعمل بين عمال المشاريع الصناعية الكبرى هو غيره بين عمال المنشأت الصغيرة.
إن النائب الناجح هو النائب الذي يؤمن أيمانا عميقا بأن الصلة التي تربطه
بالجماهير هي سر قوته،وأنه يأخذ من الجماهير ويعطي الجماهير لا كوصي
أو قائد بل كمرشد وصديق،يعتمدعلى حكمة الجماهير ولا يتقدم بخطوات متسرعة
تفصله عنها،بل يسير دوما معها مقيما أفضل وأمتن الصلات بها.
وعلى النائب أن يضع خططه للعمل مع الجماهير في برنامجه الإنتخابي بحيث
لا يغفل أية فئة شعبية،ويعمل على كسب أوسع القطاعات الجماهيرية،وعليه أن
يسترشد دائما بشعار"إعمل حيث توجد الجماهير"لذلك فإنه لايتردد عن العمل
داخل أكثر التنظيمات المهنية والنقابية والشعبية،وعليه أن يراقب ويتابع مزاج
الجماهير ولا يتخطاه،وأن لايتجاوز هذه الجماهير عند طرح شعاراته وسياساته.
إن التزام الحقيقة مع الجماهير في جميع مراحل العمل معها ،هو أحد المنابع
الرئيسية لنجاح عمل النائب بينها.
إن أي نائب مهما كانت هيبته أو شعبيته ليس إلا قطرة في بحر بالنسبة للجماهير
الواسعة .
إن مهمة ودور النائب يجب أن تتوسع وتشمل الوطن بكل أطيافه ومكوناته،وأن
لا تبقى أسيرة المصالح الشخصية فالرقابة والمساءلة والتشريع قاعدتها مصلحة
الجماهير ،وهدفها الوطن بأسره.