تميم آل ثاني وأمانة «رؤية الدولة عام 2030»؟!
ممدوح ابودلهوم
28-06-2013 03:08 AM
المتغير الرئيس أمس الأول في قطر الشقيقة على مستوى (شخص الحاكم) لا على (شكل الحكم)، يفتح شهية المحلل السياسي على أكثر من مقاربة أو مقارنة وغير جدلية أو إحالة لا بد وتفتّان في عضد هذه الموضوعة الحيوية السياسية، في الأولى المقاربة بين حالة النقل أو الإنتقال وحالة التنازل ثم التسليم، إذ أن انتقال السلطة هو إجراء ينزل في باب العادي أما التنازل فهو فعل مبادر مبدع وبالتالي خارق للعادي الأول..
تنازل سمو الأمير الأب حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم لنجله الثاني ولي العهد سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وعلى هذا النحو الحضاري المدني والديمقراطي المرن حكما سياسيا والسلس حكمة وحنكة قياديتين، هو يمثل وبغير قراءة حالة سياسية غير مسبوقة على الصعيد العربي بل والإقليمي أيضاً منذ نصف قرن على وجه التقريب..
أضاف الشيخ حمد الثلاثاء الماضي فصلا فارها موقرا ومقدرا في سيرة حكمه لدولة قطر الشقيقة، فتنازله الطوعي بأريحية وإيثار لا يكدح دالُّهما نحو توفر مدلولهما فما يحتاجان أيضاً إلى شهادة ولا ينقصهما برهان، فسمو الشيخ أبو جاسم الديمقراطي العروبي الزعيم والإنسان يتنازل عن سدة الحكم ليس لأسباب صحية كما حاول بعض المغرضين ترويجه أو زهدا في الحكم، لا بل هو يسلم الراية لنجله الأمير الجديد الشاب كخير خلف لخير سلف وهو في أوج عطائه صحة وعمرا وإبداعا شهد به القاصي قبل الداني وقال بتألقه العدو قبل الصديق..
إلى ذلك كله ومن باب إنصاف الأمير الأب الشهادة بأن الشيخ حمد قد كان حاكما فذا عظيما بكل اللغات والمقاييس، إذ يسجل لسموه تمثيلا لا تدليلا أنه وضع بلده الصغير جغرافيا وديمغرافيا الكبير دورا تفعيلا وتأثيراً على خارطة العالم المتقدم، وجعل منها بؤرة الإهتمام حضورا وإشعاعاً إن على مستوى دول مجلس التعاون وأقطار العرب والإقليم أو على مستوى أمصار العالم أجمع، فعلى قدم وساق وجنبا إلى جنب بعد إذ تأكد بيقين أن قطر الشقيقة إستوت على سوقها كدولة أكثر نماءً وتطوراً بل والأشهر رفاها وتقدما، راح يقدم العون والدعم والمساعدات بدءا بأمته العربية عشيرته الأقربين يطير إلى غزة هاشم مثالاً رغم المخاطر المحدقة ليلثم الجرح ويشد الأزر ويبني ما هدمته أظلاف دولة بني صهيون، وعن إصلاح ذات البين ومبادرات حقن الدماء فعاصمته الدوحة كانت دوحة تظل غصونها الوارفة الأخوة المحتربين في فلسطين والسودان ولبنان بل وفي أفغانستان فتكونا المعمورتان العربية والإسلامية قد نالتا من الخير القطري العميم..
قطريا.. لن يتغير نهج الحكم لكن فرقاطة التقدم ستمضي قدما إلى الأمام، فقد تم وعلى خير ما يرام إنجاز ما خطط له من مشاريع متطورة وعلى الصعد كافة، وذلك وفق ما أطلق عليه الشيخ حمد (رؤية الدولة عام 2030)، وها قد وضع سموه نهاية الحقبة الأولى لهذه (الرؤية) بعد إذ حكم (18) عاما، أما ال(17) عاما لتمام هذه الرؤية عام 2030 فسيقود احتشاداتها سمو الأمير الجديد تميم بن حمد آل ثاني.
الرأي