سالم كايد العبادي صحفي لندن

زار الملك مؤخرا العاصمة البريطانية لندن بحث خلالها على وجه الخصوص الازمة السورية التي تمثل مصدر ارق وقلق ليس للاردن فحسب بل للعالم اجمع.

وقد ادلى الملك خلال زيارته بالحديث الى جريدة الشرق الاوسط السعودية اليوم حيث كرر تحذيراته من مخاطر تحول الازمة السورية الى حرب طائفية ضروس. واود ان اتساءل هنا كصحفي اردني اعمل مع اكبر هيئة اعلامية محايدة في العالم عن استبعاد الصحفيين الاردنيين في الخارج من اجراء مقابلات مع الملك بدلا من اعطاء هذه الميزة لصحف يملكها امراء خليجيون هدفها هو انتزاع تصريحات تتماشى مع سياسات الدول الخليجية. ان القاريء لمقابلة الملك في صحيفة الشرق الاوسط يلاحظ ان الاسئلة التي طرحت شبيهة بكل المقابلات السابقة التي اجرتها الصحف الخليجية التي تتخذ من لندن مقرا لها, فقد تناولت المقابلة الحديث عن حزب الله اللبناني وما يوصف بالهلال الشيعي.

اقول ان كافة زعماء العالم الذين يزورون لندن يخصصون وقتا في برنامجهم للالتقاء مع صحفيي بلادهم واعطائهم مقابلات مهمة تحتل عناوين رئيسية في وسائل الاعلام العالمية. لماذا لا يتحقق مثل هذا الترتيب في زيارات الملك للندن؟ لم يتكرم المكتب الصحفي للملك حتى بالاجابة على طلبات صحفيين اردنيين بمقابلة الملك منذ عدة شهور, وتذهب هذه المقابلات في معظمها الى قنوات فضائية محسوبة على دول الخليج.

واللافت الاهم في تصريحات الملك لصحيفة الشرق الاوسط انه لم يفكر في زيارة دمشق لبحث الازمة مع القيادة السورية, رغم ان الاردن من اكثر المتضررين من الحرب التي دفعت بمئات الالاف من اللاجئين الى الاردن.

ان المعلقين ومنهم صحفيون اردنيون - يتساءلون عن اسباب عدم قيام المسؤولين الاردنيين بزيارة دمشق وبحث حلول لتداعيات الحرب على بلادهم. اليست دمشق اقرب بكثير من واشنطن ولندن؟ زيارة دمشق لا تحتاج الى الاقامة اياما وليالي في الخارج! وهي على مسافة ربع ساعة بالطائرة من عمان.

تساؤلات كان لا بد من طرحها, لان تجاهل فئة اعلامية مرموقة من الصحفيين الاردنيين يشعرهم بالغبن وخاصة من مليكهم.