بيع ميناء العقبة وهؤلاء النواب وغيرهم !
د. بسام الزعبي
26-06-2013 09:21 PM
في 15/6/2008 كتبت مقالاً افتتاحياً للعدد الثامن عشر لمجلة جوردان لاند، ونشر بالتاريخ نفسه في موقع عمون الالكتروني تحت عنوان: بيع ممتلكات الدولة.. بين المصلحة الوطنية والمزايدة عليها، وتناولت في ذلك المقال بشكل غير مباشر موضوع بيع أرض ميناء العقبة الحالي للأشقاء الإماراتيين، من خلال الشركة التي أسستها شركات كبرى في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة للاستثمار حول العالم.
وجاء حديثي في الموضوع لكثرة اللغط والقيل والقال الذي رافق عملية البيع وما ترتب وسيترتب عليها، وقد وصل الحديث في وسائل الإعلام حينها حول العملية لدرجة متدنية (للأسف) من حيث الطرح والأسلوب والمضمون، لدرجة أشعرت الناس بأن دمار الأردن قد بدأ فعلياً لا سمح الله، بسبب ما بثته تلك الوسائل من سموم وشؤم وإساءة حول عملية البيع، وبالطبع فإن من كان وراء إثارة تلك الأحاديث والبلبلات أشخاص نعرف أهدافهم ومطالبهم.
وفي 1/7/2008 أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني حوار مع وكالة الأنباء الأردنية تناول فيه العديد من المواضيع والملفات الوطنية الساخنة، وكان من بين تلك المواضيع بيع أرض ميناء العقبة للأشقاء الإماراتيين، وتحدث جلالته حول الموضوع بالتفاصيل الدقيقة وبكل وضوح وشفافية، ووضع النقاط على الحروف لكل من كان لديه استفسار أو سؤال أو (تحفظ) أو من كان خائف على مصلحة البلد أكثر من الملك نفسه ومن أي مواطن أخر.
لا أريد أن أدخل في تفاصيل حوار الملك، فمن السهولة الرجوع إليه الكترونياً، ولكن ما أريد قوله، ما هي مصلحة بعض النواب الكرام في إثارة موضوع بيع الميناء من جديد، بعد أن قُطعت أشواطاً طويلة في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مرسى زايد، وضخت عشرات الملايين في جزء من أرض ميناء العقبة التي لم تتسلمها الشركة المشترية كاملة لغاية الآن بسبب عدم اكتمال مشروع الميناء الجديد، وهذا تقصير منا!!! ، وبعد أن وقعت اتفاقيات التطوير مع المقاولين وبدأت عمليات بناء مسجد الشيخ زايد (رحمه الله)، وقرية الراحة السكنية، بل أن بعض تلك الشقق قد بيعت بالفعل للمواطنين وغيرهم!!!
بعض السادة النواب المطلوبين أمام القضاء ، أو المشكوك في صحة نيابة بعضهم، أو الذين نجحوا بفضل المال السياسي، أو الذين لا يعرفون أساسيات الحوار والنقاش، أو الذين لا يعرفون في أي جهة من مدينة العقبة يقع مشروع مرسى زايد، وغيرهم ممن يحركون بعض النواب من وراء ستار.. وغيرهم وغيرهم ممن نصبوا أنفسهم محامين عن الوطن، هؤلاء جميعاً يبدو أنهم بحاجة للعديد من الدروس والدورات في فن الحوار والإدارة والتفكير بعيد المدى، بالتزامن مع بعض الدروس المكثفة بالحساب واللغة.
هذا الأسلوب (الردح والاستعراض) في التعامل مع القضايا التي تهم مصلحة الوطن العليا (والمواطن البسيط المخلص)، أصبح أسلوباً باهتاً لا طعم ولا رائحة له، لأنه أسلوب فئة لا تفرق بين المحافظة على مصلحة الوطن والمواطن وبين التشهير بهما، وخلاصة القول، الأردن أكبر من (هؤلاء) جميعاً، وحمى الله الأردن، وأهلاً بمرسى زايد اسماً ومكاناً.