عمون -"قضية مخصصات اسر الشهداء المقطوعة" .. أول قضية فلسطينية وطنية تُطرح على أجندة سفير النوايا الحسنة الفنان الفلسطيني محمد عساف، حيث وقف أهالي الشهداء في اعتصام جماهيري بمدينة غزة يطالبونه بضرورة التدخل واستخدام منصبه الجديد، في حل معضلتهم التي لم تلق اهتمام من السياسيين والوزراء وقيادات فلسطينية.
وأعرب المتظاهرون عن تذمرهم الشديد لعدم تسوية أوضاع أبنائهم الشهداء والجرحى رغم مرور أكثر من خمسة سنوات على استشهادهم وإصابتهم، وأدانوا استمرار ضياع حقوقهم رغم تدهور أوضاعهم المادية بعد استشهاد أبنائهم.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" قرر منح الفنان محمد عساف لقب “سفير النوايا الحسنة”، بالإضافة لامتيازات دبلوماسية تقديرا لفنه.
ورفع أسر الشهداء شعارات تطالب الرئيس عباس بحل قضيتهم ومن بين الشعارات التي تتساءل عن حقوقهم :"هل نكافئ أسر الشهداء بقطع الرواتب عن أسرهم؟" ، "أيتام + قطع رواتب أسر الشهداء = معاناة ومعادلة لا يمكن القبول بها"، "لا لربط أسر الشهداء بالمناكفات السياسية" ، "نطالب الرئيس عباس بصرف رواتب أسر شهداء الحرب"، كما رفعوا في ذلك الإطار يافطات تطالب الفنان الفلسطيني محمد عساف بضرورة استخدام منصبه الجديد بما يخدم الصالح العام، ويخدم القضايا الوطنية الأساسية :"نطالب سفير النوايا الحسنة بالتدخل لحل مشكلة مخصصات اسر الشهداء المقطوعة، عساف أعطيناك الثقة فبادلنا إياها".
مناشدة عساف
"وكالة فلسطين اليوم" التقت اسر الشهداء مقطوعي المخصصات المالية، والذين عبروا عن أسفهم لإهمال قيادات سياسية ومسئولين في الحكومات لتك المشكلة، معربين عن أملهم في أن يكون محمد عساف من خلال منصبه الجديد البلسم الشافي لقضيتهم التي وصفوها بـ"المعضلة الوطنية".
الحاجة فاطمة (55 عاماً) والدة أحد الشهداء استعرضت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أصابت عائلتها بعد فقدانها المعيل الوحيد، موضحة أن عائلتها لا تستطيع توفير احتياجات الحد الأدنى من المتطلبات اليومية.
واستنكرت الحاجة أم أحمد في الوقت ذاته صمت المؤسسات الحقوقية والاهلية، وعدم التفات الحكومات الفلسطينية المتعاقبة لقضيتهم، وقطع الرئاسة الفلسطينية لمخصصاتهم، محذرة من كارثة إنسانية تقع بحق أهالي الشهداء والجرحى في حال استمرار قطع المستحقات.
وقالت الحاجة:"لقد طرقنا جميع الأبواب من وزراء ومسئولين ومؤسسات حقوقية وأهلية.. لكن لا مجيب لدعواتنا، وأحوالنا الاقتصادية في كل يوم تزداد سوء".
وأضافت الحاجة :"اليوم نعتصم هنا، ونحمل يافطات تطالب الفنان الفلسطيني محمد عساف الحاصل على لقب سفير النوايا الحسنة بضرورة التدخل العاجل عبر منصبه الجديد، لحل مشكلتنا".
وطالبت الحاجة الفنان عساف بضرورة التوسط لهم عبر ذلك المنصب عند رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لإطلاعه على قضيتهم ومشكلتهم، وذلك لحلها.
وتابعت "حتى تكون الثقة متبادلة كما منحها إياه الشارع الفلسطيني، لابد للفنان الشاب أن يتبنى حل القضايا الوطنية، والوقوف إلى جانب الفقراء، واسر الشهداء والجرحى والأسرى".
وكانت السلطة الفلسطينية أوقفت رواتب 1400 أسرة شهيد3000 جريح من ضحايا حرب غزة ولم تعترف بهم كشهداء وجرحى ضمن مؤسسة رعاية الشهداء والجرحى حتى الآن، ما يحرم ذويهم من المخصصات المالية كباقي أسر الشهداء والجرحى.
حال الحاج أكرم 50 عاماً لم يكن بأفضل من حال سابقته، حيث الأوضاع الاقتصادية الصعبة في ظل المتطلبات المعيشية المتزايدة.
وأستنكر الحاج أكرم قطع مخصصات الشهداء، واصفاً الخطوة بـ"المهزلة" التي تنتقص من تقدير ما قدمه الشهداء والجرحى لأوطانهم، موجهاً لومه في وجه المسئولين على تقصيرهم في حق شهداء حرب غزة وتركهم أبناء هؤلاء الشهداء يواجهون مصيرهم بأنفسهم.
وطالب الحاج كرم الفنان عساف بضرورة تبني قضيتهم وبلورة رأي عام مساند لهم في إطار حل المعضلة، قائلاً :"بعد أن يئسنا من مطالبة الوزراء ومكتب الرئاسة اليوم نضع وبكل جدية وبكل ثقة قضيتنا أمام ذلك الشاب، الواعد ليستخدم منصبه في ما يخدم المصلحة الوطنية".
عن فلسطين اليوم.