عمون – محمد الخوالدة - يسجل لفرع نقابة المعلمين في الكرك اطلاقه اول مبادرة من نوعها على صعيد العمل التطوعي العام في محافظة الكرك، حيث تهدف المبادرة الى جمع كلمة المؤسسات الاهلية العاملة في هذا الصعيد لتفتح عينها على قضية اساسية هي خدمة مجتمعها المحلي من خلال عمل مؤسسي مؤطر في ائتلاف يضم ممثلين ذوي قرار لكافة مؤسسات المجتمع المدني من تنظيمات سياسية وحزبية وجمعيات تطوعية خيرية وتعاونية ومنتديات واندية وملتقيات والتي يفوق عددها هنا في محافظة الكرك المئات.

وبالاستناد الى هذه المبادرة فيمكن القول ان فرع نقابة المعلمين في الكرك اراد ان يضرب مثلا بنفسه كتجربة صالحة للاقتفاء في كافة مناطق المملكة وذلك بمغادرة الاطر التقليدية لعمل مؤسسات المجتمع المدني الى فضاءات ارحب، فخدمة منتسبي تلك المؤسسات كما قال رئيس فرع النقابة في الكرك احمد الصعوب واجب اساسي، لكن هناك واجب مهم اخر وهو ان يكون النقابيون والمهنيون والشباب وسواهم من رواد العمل الاجتماعي التطوعي قدوة لغيرهم من ابناء مجتمعهم وبحيث يلتقي الجميع على مسؤولية واحدة هي الخدمة العامة المجردة عن الهوى.

الصعوب اوضح لـ"عمون" كذلك ان الائتلاف مدار التركيز لايلغي خصوصية اية مؤسسىة تنضوي تحت عنوانه، بل وان يعمل ايضا ان مفهوم الاصلاح الذي نسعى اليه مسؤولية هو تشاركية يلتقي عليها المواطن مع الحكومة بغض النظر عن الاجتهادات السياسية لكل طرف، وفي مقدمة الاصلاح الذي يرومه الوطن هو النماء والتطور وضمان العيش الكريم لابنائه.

ولنضع القارىء في صورة هذا الحدث الذي يمكن اعتباره الأول من نوعه في محافظة الكرك نشير الى ان الفكرة التي اختمرت في اذهان الهيئة الادارية لفرع نقابة المعلمين في الكرك كانت مدار نقاش مستفيض في جلسة حوارية دعى اليها الفرع واقيمت في مدينة الكرك بمشاركة ممثلين لمختلف مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة، وخلصت الجلسة الى اتخاذ قرار عملي بتشكيل لجنة تحضيرية من بين الحضور اسندت اليهم مهمة التواصل منع مختلف التشكيلات الشعبية في المحافظة لتأسيس الائتلاف الذي اشرنا اليه في مقدمة هذا التقرير والذي سيقوم بعد تشكيله باجراء دراسات مستفيضة لمطالب واحتياجات المحافظات التنموية والخدمية في القطاعات كافة وجدولتها وفق اولويتها، ومن ثم تشكيل لوبي ضاغط باتجاه اقناع صناع القرار داخل وخارج المحافظة بتبني تلك تنفيذ تلك المطالب والاحتياجات.

ماميز الجلسة الحوارية هو ذلك الحماس الذي اظهره الحضور وما قدموه من رؤى وافكار متقدمة وضعت الاصبع على الجرح مشخصة المرض وناصحة بالعلاج حيث لفت متحدثون في تلك الجلسة الى هنات تشوب مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة، فهي اولا كثيرة العدد لكن اغلبها غير فاعل، بل حتى الناجح من تلك المؤسسات يبدو في الكثير من الاحيان بعيدا عن المعاينة الحقيقة لواقع مجتمعها، فهي لتنطق باسمه لابد وان تتحدث اليه وتستمع منه ليكون معيناً لها في ترجمة تطلعاتها حقيقة على ارض الواقع، والمتحدثون لم يغفلوا ايضا مايسود مجتمعنا من سلوكيات طارئة بعيدة عن عاداته وتقاليدة الاصيلة، فالشباب يعيبون المهنة والعمل اليدوي، فالوظيفة باتت لديهم مغنما، فاهملنا الارض ونهبت العمالة ولاتزال تنهب الكثير من خيرات الوطن.

المتحدثون لم يكتفوا بلوم مؤسسات المجتمع المدني فالمؤسسات الحكومية بعيدة عن نبض الشارع هي الاخرى، ودليل ذلك بحسب المتحدثين في الجلسة ان وزارة التخطيط هي التي تتولى رسم السياسات التنموية ليس في محافظة الكرك وحدها بل وفي عموم مناطق المملكة، وهي ايضا من يجترح المشاريع، فالمجالس الاستشاري المشكلة في محافظات المملكة واجهات ليس الا، بل وعلى لسان بعض اعضاء المجلس الاستشاري في الكرك ممن حضروا الجلسة الحوارية فإن دور المجلس الاستشاري شكلي ولايملك في توجيه القرار التنموي شيئا خاصة وان وصفهم بالاستشاريين كما قالوا يعني أن آراءهم غير ملزمة لصانع القرار لتأتي المشاريع التنموية والخدمية مبتورة أو غير ذات جدوى.

يبدو ان مبادرة فرع نقابة المعلمين في الكرك لن تكون الاولى او الاخيرة، فهناك بحسب الناشط في الفرع معاذ البطوش الكثير من الافكار التي يعكف الفرع على انجاضها في غضون وقت قريب.