الإذاعات الرسمية الخاصة .. متخصصة
نايف المحيسن
25-06-2013 04:03 AM
على نظام الاذاعات المدرسية اصبح لدينا اذاعات في الاردن تمثل جهات رسمية عديدة وقد انتشرت ظاهرة الاذاعات بأسماء جهات تنتمي اليها هذه الاذاعات، ولكن في الغالب فان الاذاعات صحيح هي بأسماء مؤسسات حكومية، ولكنها تناقش مواضيع عامة وتطرح قضايا مثلها مثل الاذاعات الرسمية التابعة للمؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون ومثل الاذاعات الخاصة.
هذه الاذاعات تنافس في المضمون الاذاعات المعروفة، ولكنها لا تنافس في تحقيق دخل ربحي من عملها وهذا يبدو انه لا يعنيها، فهذه الجهات تصرف وتحمل الاذاعات من موازنتها الخاصة في حين نسمع ان بعض هذه الجهات وخاصة امانة عمان او الجامعة الاردنية او الجامعات الاخرى تعاني من مديونية وعدم قدرة مالية لتسيير امورها.
لا ادري ما هي مبررات وجود مثل هذه الاذاعات، هذا مع العلم انها لا تجعل اولويات طبيعة عملها ضمن اولويات اجندة برامجها، فمثلا اذاعات الجامعات والمفترض فيها ان تبحث في امور الطلبة فيها نجدها في الغالب لا تعطي الطلبة الا جزءاً يسيراً من ساعات بثها مع ان المفترض ان يكون البث على مدار الساعة مخصصا لهم لان الاذاعة تمثلهم عندما تكون باسم جامعتهم.. هذا بالاضافة الى ان الطلبة والمفترض بهم ادارة امور هذه الاذاعة بدل الاستعانة بكادر من خارج الجامعة لا يتم فسيح المجال لهم في العمل في الاذاعة، فالاذاعة لهم وهم اهل جامعة وجدت فيها الاذاعة.
وكذلك لا ندري ما هي مبررات اذاعة الامانة طالما هي لا تعالج او تبحث في الامور التي تهتم بها الامانة اوان تكون ايضا منبراً للعاملين فيها لتشجيعهم على العمل وخاصة عمال الوطن، فما المانع ان تعطي هذه الاذاعة عامل الوطن ساعة يوميا من بثها لتتعرف قضاياه ومشاكله ومعاناته وتطوير آليات عمله وتشجيعه على الاستمرار والانجاز.
امانة عمان لها علاقة مباشرة بالمواطن وتتدخل في حياته من خلال جوانب عديدة، فالمواطن يراجع الامانة ولا ادري لماذا لا يكون هناك برنامج او عدة برامج تتناول القضايا التي يراجع فيها المواطن الامانة للوقوف على طبيعة عمل العاملين في الامانة وبحث سبل تعطل معاملات المواطنين وفقدانها المستمر في الامانة بهدف تحسين الاداء ووضع الحلول الناجعة..؟ فالتغطية الناجحة تساعد على تحسين الاداء والاذاعة ان كان هناك مبرر لوجودها في مثل هذه الحالات يجب ان تكون اعلاماً فاعلا هدفه الرقابة ووضع حد للترهل بدل الاستمرار فيه، فالمواطن الذي تستمر معاملته في الامانة عدة شهور للحصول على ترخيص معين هو انسان وجد عراقيل او قد لا يجد عراقيل ولكن لم يجد من يرشده الى طبيعة انجاز معاملته المتشعبة، واعتقد ان وجود الاذاعة يسهل على المواطن ان احسن استغلالها لتوجيهه في الطريق الصحيح لانجاز معاملته.
الاذاعات يجب ان لا تكون ترفاً لشخص المسؤول الاول وان لم تكن كذلك يجب ان تكون هناك رؤيا حقيقية لطبيعة عملها المتناغمة مع طبيعة عمل الجهة التي انشأتها، فالاذاعة الخاصة لجهة معينة يجب ان تخدم الجهة نفسها وان يكون العاملون فيها من نفس الجهة لا ان يكونوا مفروضين عليها من الخارج وايضا لا اعتقد ان هناك ضرورة لتفرغ العاملين فيها، بل يجب ان يكونوا من اصحاب الاختصاص ودون تفرغ لها.
فالاذاعات المتخصصة عليها ان تبقى ضمن اختصاصها حتى في نشرات الاخبار فيها يجب ان تعني في الجهة الموجودة فيها، فالاذاعات الاخرى مليئة بنشرات الاخبار وليس ضروريا ان تعاد هذه النشرات في مثل هذه الاذاعات.
الدستور