العطلة الصيفية فرصه مهمة لدى الأسرة للتفكير في الاستفادة منها على المستوى النفسي والاجتماعي والزمني كونها من المواسم الأساسية التي تساعد الطلاب على تلبية رغباتهم وإشباع ميولاتهم المشروعة وتنقلهم من روتين الحياة الدراسية والواجبات والمذاكرة وارق وقلق الامتحانات ، إلى الترويح عن النفس وممارسة الأعمال والأنشطة التطوعية والرياضية والفنية التي قد تكن ممارستها غير سانحة بما فيه الكفاية خلال أوقات الدراسة والتحصيل العلمي، ففي العطلية الصيفية يستطيع الشباب أن يستثمـروها في إنضاج خبراتهم، وبلورة كفاءاتهم، واكتساب المهارات الجديدة والبرامج المفيدة التي تملأ فراغهم والحرص على استثمار هذه الاوقات كون وقت الفراغ من العوامل التي تؤدي للانحراف وإلى بروز مظاهر سيئة في الوسط الاجتماعي ، ولكن للأسف يوجد فئة كبيرة من الطلاب يقضون العطلة الصيفية بدون نشاطات او انجازات، والبعض الآخر يلجأ للعمل لمساعدة الأهل في اعباء الحياة الاقتصادية فتكون العطلة الصيفية ملاذ له ولاهلة لمساعدتهم في اعباء الحياة.
وبهدف استيعاب الشباب والطلبة في العطلة الصيفية في برامج ترفيهية وتأهيلية وإذا لم تتمكن الأسر من ملء هذا الفراغ، فإن هدر الوقت وخلق أجواء التوتر على مستوى أفراد الأسرة بسبب عدم إشغال اوقاتهم بما يعود عليهم بالفائدة سيكون من أسوء المظاهر السلبية في المجتمع، وعند الحديث عن العطلة الصيفية لا بد لي أن أشير إلى ضرورة عدم استغلال فرصة العطلة الصيفية من قبل بعض أصحاب المدارس الخاصة او النوادي في وضع رسوم باهضة التكاليف للمشاركة في الأنشطة المختلفة التي تقوم بها هذه المدارس والذي يؤدي الى عزوف الطلبة عن المشاركة فيها بسبب الوضع الاقتصادي وعدم قدرتهم على دفع مصاريف الالتحاق في هذه المدارس، الأمر الذي يتعذر معه التفكير بإلحاق الأطفال في نواد صيفية أو دورات ترهق ميزانية الأسر وخاصة الاسر التي كانت تدفع رسوم باهظة في المدارس الخاصة وتنتظر قدوم العطلة الصيفية للراحة من دفع الرسوم.
وبعد،،، الاستفادة من العطلة الصيفية، بحاجة إلى تكاتف الجهود وتشجيع المؤسسات والشركات الخاصة على القيام ببعض البرامج والأنشطة الصيفية التي تستوعب الطلبة بهدف تأهيلهم وتنمية مواهبهم واسثمار الكثير طاقاتهم الشابة في المجتمع والاهم من كل هذا العمل على تغيير مسمى العطلة الصيفية الى مسمى الاجازة الدراسية ، كون العطلة ارتبطت في اذهان المجتمع بانها تعطل وراحه مكافاة للطلبة على قيامهم بالواجبات التعليمية لمدة سنة دراسية كاملة !!!.
مسك الكلام،،،البرامج التي تقوم بها الوزارات والدوائر والمؤسات الحكومية لا تستطيع استيعاب مليون ونص مليون طالب على مقاعد الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة والمعاهد والجامعات ، فالمؤسسات والاندية والجمعيات والمنتديات الخاصة مدعوة للمشاركة في استثمار طاقات الشباب في الاعمال التطوعية المتنوعة والمتعددة التي تخدم المجتمع الأردني .
ohok1960@yahoo.com