facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اختلاط السياسي بالفني في " عرب أيدول" .. وليد حسني


23-06-2013 05:30 AM

عمون - وليد حسني - اختلط السياسي بالفني في البرنامج الغنائي العربي الأشهر"عرب أيدول"، منذ بدايات انطلاقه قبل نحو ثلاثة أشهر، من دون أن ينجح القائمون عليه في إخفاء السياسي عن رنات الأوتار، وتصفيق الجمهور، ومتابعات المهتمين في المنازل.

وليس لأي مراقب أن يتجاوز عن" خلطة السياسي والفني" في "عرب أيدول"، فمنذ البدايات كان السياسي يطل برأسه من مسرح البرنامج، لدرجة أن الحلقة ما قبل الختامية، التي بُثَّتْ مساء امس الأول الجمعة، كانت كافية تماما لتبيان موقع السياسي على خارطة "الفني والغنائي".

فالاختيارات، التي تمت مبكرا، لم تكن تخضع لاعتبارات فنية خالصة، بقدر ما خضعت لاختيارات سياسية بحت، وما قرار لجنة التحكيم بمنح المشترك السعودي ورقة الإنقاذ اليتيمة، إلا دليلا ملموسا وواضحا، وهو ما عبر عنه بوضوح، في حلقات تالية، أعضاء في لجنة التحكيم.

والإصرار على بقاء المشتركة الكردية "برواز"، ومنحها فرصة كافية للغناء بلغتها الكردية، وهي المرة الأولى، التي أتابع فيها، وأسمع من خلال برنامج من هذا النوع، الفن الكردي، الذي هو الشقيق للفن العربي.

أراد المسؤولون من وراء ذلك منح الوجود الكردي، الذي ينزع للاستقلال والانفصال عن محيطه الأم، فرصة الوجود باعتباره هوية ثقافية وفنية وقومية منفصلة سياسيا، وللحقيقة فقد تحقق لهم ذلك بكل سهولة ويسر، فضلا عن انه كشف اللثام عن مدى الأمومة المشتركة بين الموسيقى العربية والموسيقى الكردية، وجهت الناس للاستماع والاهتمام بها.

اختلط السياسي بالغنائي في "عرب أيدول" بشكل واضح، لم يتكرر بكل هذا الصخب في دورات البرنامج السابقة من خلال اهتمام السياسي الرسمي بممثليه من المشتركين، فقد شارك وفد كردستاني سياسي رفيع مباشرة داخل مسرح البرنامج من كردستان، والرئيس اللبناني ميشال سليمان يتصل ويتابع المشترك اللبناني"زياد"، وهو الاتصال الذي أثار حفيظة بعضهم، ودفعه ليقول إن اتصال الرئيس اللبناني انقذ مواطنه من خروج محقق من تلك الحلقة، تكريما لاهتمام الرئيس واتصاله.

والرئيس الفلسطيني محمود عباس يقوم بالدور ذاته لمواطنه "عساف"، ومسؤولون فلسطينيون يصرون على الحضور إلى المسرح، وكذلك وصل الحال بالدبلوماسية المصرية لدعم مواطنهم"جمال"، في حين تطوع فنانون سوريون للحضور بأنفسهم للمسرح لتشجيع مواطنتهم "فرح"، وهو تشجيع بدا وكأنه ينحاز للسياسي أكثر منه انحيازا للفني.

ولعل من ابرز ما أشاعه "عرب أيدول" هو تعزيز النزعة الوطنية القطرية الانحيازية، ففي مصر أصبح المشترك "جمال" عنوانا وطنيا ناصعا في مواجهة "الحقبة الإسلامية"، ومنقذا للفن المصري، والمشتركة السورية "فرح" تحولت إلى ايقونة وطنية سورية في مواجهة الحرب والقتل في وطنها، بينما أصبح" عساف" رمزا وطنيا فلسطينيا، ربما اكثر شهرة من الرئيس الفلسطيني نفسه، وتحول إلى رسالة سياسية للعالم، تقول إن الفلسطيني يستطيع الغناء رغم الاحتلال والقهر، وفي لبنان اصبح المشترك "زياد" عنوانا لصحوة جديدة للفن اللبناني، وسط أزماته وصراعاته الداخلية، وكذلك الحال مع الكردية "برواز"، التي تمثل قومية تمارس النضال من أجل الاستقلال الكلي لقوميتها في العراق وتركيا وسورية وإيران.

وفي فلسطين أمسى الناس على موعد في الشوارع لمتابعة مواطنهم عساف، إلا أن سورية، بسبب ما تعانيه، لم تشهد مثل تلك المظاهر، ولو أن سورية تعيش حالة طبيعية خارج متاريس القتل، لكان لها من كل هذا الصخب النصيب الأكبر.

وفي الأول والتالي، فقد تحولت جدران مدن وعواصم مثل بيروت، والقاهرة، ورام الله، والناصرة، وكركوك، وكردستان، إلى جداريات ضخمة، واحتفالات شعبية صاخبة، وانحيازات سياسية وطنية وقطرية واضحة، كل يدعم مواطنه على مسرح"عرب أيدول".

ولعل من ابرز ما أثاره "عرب أيدول" هو تدخل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "افيخاي ادرعي"، من خلال تغريدتين له على حسابه على "التويتر"، اعلن في الأولى إعجابه بصوت المشترك الفلسطيني" محمد عساف"، وفي الثانية قال فيها انه لن يصوت لأحد من المشتركين، حتى لا يتم التأثير على النتيجة، فيما رد عليه عساف ردا سياسيا، رفض فيه تصويته له.

ولم يتوقف السياسي عند هذا الحد فقط، فقد أشيع أن حكومة "حماس" في غزة، توعدت مواطنها عساف بالتهديد والوعيد، فيما نشر بعضهم على "الفيس بوك" أن المشتركة السورية هي الأخرى تعرضت لتهديدات، كما أن حالة حزن فرضت نفسها على لبنان، وقبل ذلك على كردستان بسبب خروج مواطنيها من المسابقة.

لقد كشف برنامج"عرب أيدول" عن جملة معطيات، أكدت على أن السياسي لا يمكنه الابتعاد عن الفني، وأن السياسي يتدخل في كل تفاصيل الحياة، كما كشف بوضوح عن وطنيات بكاملها، تركت كل خلافاتها السياسية والعسكرية والاحترابية، وتوحدت خلف الفن والموسيقى، وهو ما عزز حملة "التصويت الوطنية الكبرى" لكل مشترك.

إن "عرب أيدول" التقط بذكاء شديد هذه الخصوصية الصارخة، وختم مهرجانه امس الأول الجمعة بأغنيات وطنية راسخة في ثقافة وعقل أوطان المشتركين الثلاثة، "حقبة جمال عبد الناصر، حافظ الأسد، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين"، وعزفت عليها بقوة، بهدف التحشيد للتصويت والانحياز والمتابعة، وهو ما حدث فعلا بشكل لم يسبق له مثيل. (العرب اليوم)





  • 1 رياض - 1 27-06-2013 | 04:53 PM

    أنا أختلف مع النتيجة التي استخلصها الكاتب بأن البرنامج عزز الوطنية القطرية على حساب القومية الوحدوية رغم صحة وجود المؤشرات التي ذكرها. 1-الأغاني التي كانت تقدم لم تكن بالضرورة أغان القطر الذي ينتمي اليه المتسابق بل كان المشترك المصري يغني لبنانياً وخليجياً والسوري يغني مغربياً ومصرياً والتونسي سورياً وعراقياً. 2-اضافة الى ذلك، جميع تعليقات لجنة الحكام كانت تصب في الشعور القومي بأن الموسيقى والأغاني التي يؤديها المتسابقون تنتمي للثقافة العربية بمشمولها وليس لقطر بعينه.

  • 2 رياض -2 27-06-2013 | 04:59 PM

    3- اختيار أيام تكريمية لفنانين عرب غيبهم الموت أو خلافه ومن عدة أقطار عربية كان لتعزيز صورة الفنان العربي وليس القطري أمام المشاهدين الذين ينتمون لأقطار أخرى. 4- الأغاني الوطنية التي ذكرها الكاتب هي أقرب لأن تكون أغان عربية من أن تكون مصرية وسورية وفلسطينية. فالقضية الفلسطينية هي الأهم تاريخياً في الوعي القومي العربي وربما تكون أكبر عامل موحد بعد عامل اللغة. وأغنية عبدالحليم حافظ ذات الزمن الناصري هي تعبير عما كان يستمع اليه العرب أجمعون من خلال اذاعة صوت العرب.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :