شبابنا الأردني: كن مع الله والوطن ولا تبالي!
د. وليد خالد ابو دلبوح
23-06-2013 03:57 AM
تستودعكم السلامة أيها الجيل الصاعد ... واهلا بكم أيها الشباب القادم!
في أوج تجلي حزيرانهم المشمس ... تتنافس صروحنا العلمية النيّره فيما بينها ... وتفنن في حب الوطن وتتزين ... لتباهي أردننا الغالي ... بثلة جديدة من خيرة شبابها المتحمس المشرق ... وتقدم لعام اخر في عيده السنوي العلمي ... جيل اخر من فلذات أكبادها وصفوة صناعاتها بكل عز ومجد وفخر ... ولتفسح أيضا الطريق وهي منحنية .. راضية وقانعه ... الى معلمتهم الأولى ... تاج مجدهم ... وواسطة عقدهم ... ومكة مناراتهم... لتتربع "الحسناء" على عرشها في ابهى صورها... يشقون الطريق الى صاحبة الرداء الاخضر ... الى أمهم الجامعة ... الى الجامعة الام ... الجامعة الأردنية.
وكأنها تنتظر هذا اليوم من كل عام على احر من الجمر ... تكتسي "الاردنية" اليوم سندسها الأخضر بكبرياء ... يافعة متألقة ... تتزين الأخضر منها وتُزين الأسمرمنا ... وتنثر فخر ثمرها الجميل بزهو وغرور في مختلف ربوع الوطن... وتمضي متألقه ... واثقة الخطى ... في علو وفي شموخ ... تنثر على أرض من أنبتها ... وأرض من شيّدها... هذا البذر الطاهر الطيب ... ليعدو يوما ما ... سمادا لها... وعتادا لنا ... بعد مخاض طويل من ليالي المثابرة والعمل الدؤوب وهي تجبُل حناء الوطن بين جدران قاعاتها... غير متذمره ...كل هذا ... لأجل كُحل عيون هذا الجبل الطاهرالصامد الصامت ... فليبارك الله فيكي ايها الأم الحنون... وليبارك في مداد حناؤك الاسمر ... وليبارك الله فيك ايها الشباب البار ... حيثما وكيفما وليّت وجهك بعد اليوم!
الشباب الجميل التائه: شقي أم سعيد؟!
يحزم شبابنا اليوم حقائبه, يودعنا ولا يعلم وجهته, ولكنه ذاهب لا محال ليصارع الدنيا بنكدها وضنكها وفتنتها, يشق طريقه حائرا الى المجهول... لا يعرف ما خُبئ له وماذا سيكتب له... سعيد أم شقي ؟! سيمضي تائها قُدما ... في منعطفات البقاء عراك الأكتاف ... وأزقه السماسرة وانصاف الرجال... وفي غياهب ... من أين يؤكل اللسان والكتف ... فكان الله في عونكم!
أتمنى أن ينتظر شبابنا, أيام مشرقه خير من أيامنا, منيرة لا مظلمة, يكون عمادها الكفاءه لا الوساطه, المشاركة لا المناكفة, الوطنيه لا الشللية, حتى يستطيع هو والأردن ان يعيش بعز مرفوع الرأس. وأخاف على شبابنا أن يضعف أمام الفتن وقهر الرجال, وأن يضطر لأن يدخل حلقات ودوائر, لا يعرفها ولكنه بحاجه اليها حتى يستطيع أن يقاوم قهر الجوع وعتمة المجهول, فيصبح ولاءه لهم ... لا للوطن ... ويمسي انتماءه لهم ... لا للأردن ... فيصبح من المهرجين السحيجة المطبلين, بعدما مسخت شخصيته وكرامته مروئته, فيكون مدادا ليراعهم ومزمارا لخطاباتهم وحتى لو كان هذا على حساب الوطن وهو يعلم في باطنه ذلك... فيقع هو والاردن تارة اخرى بين ايدي العصابات "المنتمين" , يقع في الذنب وهو في "لا ذنب" له!
الخاتمة: كن مع الله ولا تبالي!
اتمنى من شبابنا ان يبتعدوا عن الرذيله والشللية والفئويه, مهما بدت لامعه فاتنه لانه "ليس كل ما يلمع ذهبا", وان يخاف على الوطن بأسره كما ينظر الى عشيرته وأهل بيته, وان يبتعد عن الخطابات المشروخه وان لا ينظر الى الاسفل وما تخيه من نعرات وفتن .. وان ينظر دائما الى الاعلى والى العالم كيف انتظم واتحد واصبح مبدعا ومنتجا يمد يده العليا على الصاغرين في الأرض... بعدما صنع انسانه وكرامته قبل ان يحلق الاخير بابتكاراته وانجازاته... كن واثقا بخطاك ... مؤمنا بنفسك وقيمك ومبادئك وافكارك.. صبورا لا عجولا ... سيأتي يوما وجيلا ليشكر وليقدر الرجال من انصاف الرجال ... فلا تخاف في الله لومة لائم ... وكن مع الله ولا تبالي!
Dr_waleedd@yahoo.com