"أصدقاء سوريا" في الدوحة اليوم
22-06-2013 12:33 PM
عمون - يعقد السبت في الدوحة اجتماع لدول "اصدقاء الشعب السوري"، يخصص لبحث المساعدات التي ستقدم الى المعارضة السورية، ومنها المساعدات العسكرية. يأتي الاجتماع بعيد الكشف عن أن المعارضة السورية تلقت دفعات من الاسلحة الحديثة.
وتوجه وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى قطر في مهمة تهدف الى التنسيق مع الحلفاء حول الخطوات المقبلة في سوريا فيما تدرس الولايات المتحدة الى اي حد يمكنها المضي في خطتها تزويد مقاتلي المعارضة السورية باسلحة.
وقال مسؤول امريكي ان "هدف الاجتماع هو بحث اهمية كل نوع مساعدة تقدمها مجموعة "لندن11" (أصدقاء سوريا) في شكل ملموس وان يتم تنسيقها بشكل كامل والمرور عبر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية فقط".
وصرح دبلوماسي فرنسي ان الاجتماع سيناقش بشكل "مشترك ومنسق ومتكامل" القضايا التي اثارها رئيس اركان الجيش السوري الحر سليم ادريس خلال اجتماع سابق ل"اصدقاء سوريا" في انقرة الجمعة الماضي.
وستطالب المعارضة المسلحة بتزويدها بصواريخ مضادة للطائرات وللدبابات في قتالها ضد قوات النظام، اذ اقتصرت مساعدة الغرب حتى الان على تجهيزات غير عسكرية مثل معدات اتصالات متطورة.
وسيتناول الاجتماع الذي يشارك فيه وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة المانيا وايطاليا والاردن والسعودية وقطر والامارات وتركيا ومصر اقتراح عقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة من اجل وضع حد للنزاع المستمر منذ 27 شخصا وراح ضحيته اكثر من 93 الف شخص.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: "سنحاول في الدوحة ان نستعرض الوضع على الارض وان نرى كيف يمكننا مساعدة المعارضة والتوصل الى حل سياسي".
ومن المفترض ان يبحث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يقوم في نهاية الاسبوع بزيارة الى قطر والاردن كانت مقررة مسبقا، النزاع الدائر في سوريا مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، بحسب مسؤولين.
أسلحة حديثة
أعلن لؤي المقداد، المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر، أن المعارضة السورية تلقت دفعات من الاسلحة الحديثة التي من شأنها ان تغير شكل المعركة مع قوات النظام السوري كما قال.
في غضون ذلك دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صفقات السلاح الروسي مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وقال إن على الغرب الا يرسل أسلحة لمقاتلي المعارضة وبينهم جماعات "إرهابية".
وقال بوتين خلال مشاركته في حلقة نقاشية مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بمنتدى اقتصادي روسي "اذا الولايات المتحدة... تعتبر واحدا من تنظيمات المعارضة السورية الرئيسية وهو جبهة النصرة إرهابيا... فكيف يمكن للمرء أن يسلم أسلحة لأعضاء المعارضة هؤلاء؟"
وأعرب بوتين عن قلق بلاده من حدوث فراغ سياسي في سوريا في حال ترك الرئيس بشار الأسد السلطة الآن وأن يملأ المتشددون هذا الفراغ.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل "نحن قلقون من احتمال حدوث فراغ سياسي في سوريا في حال اتخاذ بعض القرارات الآن بخصوص تغيير الحكومة في سوريا."
أضاف "يرحل الأسد اليوم ويحدث فراغ سياسي - فمن سيملؤه؟ ربما... المنظمات الإرهابية.
تحذير
أمام ذلك، حذر رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا من ان زيادة تدفق الأسلحة لقوات الحكومة السورية وقوات المعارضة سيؤدي إلى زيادة في جرائم الحرب في حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من عامين أدت إلى سقوط ما يزيد على 90 ألف قتيل.
وقال باولو بينيرو: "الدول التي تقدم السلاح عليها مسؤوليات فيما يتعلق بالاستخدام اللاحق لتلك الأسلحة لارتكاب... جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية."
وقال: "تلك الأسلحة ستساهم في زيادة جرائم الحرب. نشعر بقلق بالغ لأن المزيد من الأسلحة سيعني زيادة في وجود تلك الانتهاكات."
وقال بينيرو في وقت سابق هذا الشهر في تقرير قدمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن لدى فريقه أسبابا معقولة للاعتقاد بأن كميات محدودة من الأسلحة الكيماوية استخدمت في سوريا.
وقال التقرير إنه تعامل مع المزاعم بأن كلا من القوات السورية ومقاتلي المعارضة استخدموا الأسلحة المحظورة لكن معظم الشهادات قالت إن القوات الحكومية هي التي استخدمتها.
وأكد بينيرو تلك النتائج من جديد في نيويورك اليوم الجمعة عندما تحدث للصحفيين بعد جلسة غير رسمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة التقرير.
"تنسيق مع أمريكا"
وقال رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء المنشق سليم ادريس لبي بي سي إن التنسيق قائم مع الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية في موضوع تنسيق ارسال السلاح الى المعارضة السورية المسلحة، مجددا مطالبته باسلحة تقليدية متوسطة وثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات واخرى مضادة للدبابات.
ورد ادريس على مخاوف الدول الغربية من ان تقع هذه الأسلحة بيد جهات متطرفة بالإشارة الى أن الإسلاميين المقاتلين في سورية معتدلون، اما جبهة النصرة التي أقر بوجود مقاتلين أجانب في صفوفها فلا تنسق مع قيادة الجيش السوري الحر على حد قوله، وقال ادريس ان جهة النصرة لن تتلقى هذا السلاح والجيش الحر مستعد لتقديم ضمانان بهذا الشان.
وكانت سوريا دعت مجلس الأمن الدولي إلى مطالبة قطر والسعودية وتركيا وفرنسا بالتوقف عما سمته دمشق انتهاكاتها التي تهدد الأمن والسلم في الأراضي السورية.
واتهمت وزارة الخارجية السورية في رسائل وجهتها للأمم المتحدة ومجلس الأمن هذه الدول بدعم الإرهاب.
كما تضمنت رسائل الخارجية السورية اتهاما مباشرا للحكومة المصرية بالتورط في ما وصفته بسفك الدم السوري، بعدما استضافت القاهرة مؤتمرا حضره بعض هؤلاء العلماء مؤخرا.
وجاء ذلك تعليقا على دعوة "رابطة علماء المسلمين" خلال ذلك مؤتمر الى "وجوب الجهاد" في سوريا.
وأعرب مقداد عن تفاؤله "بالموقف الدولي الذي قرر في النهاية حماية الشعب السوري وحماية المدنيين السوريين من خلال تسليح الجيش السوري الحر".
ميدانيا، فقد إستمر القصف الحكومي لمناطق في جنوب العاصمة دمشق وريفها بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، في حين انفجرت عبوة ناسفة في سيارة بمنطقة أبو رمانة في وسط دمشق، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
بينما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بأن وحدات من الجيش "أعادت الأمن إلى بلدة البجدلية في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الناجحة قضت خلالها على من وصفتهم بالارهابيين.
وقالت مصادر المعارضة السورية ان قصفا صاروخيا حكوميا صباح اليوم طال مدينة الرقة شرق سورية ومدينة الطبقة التابعة لها.
وأضافت المصادر ان هذا القصف طال المشفى الوطني في الرقة مما اوقع عدة جرحى، في حين استمرت الاشتباكات داخل ابنية سكن الضباط في الفرقة 17 التابعة للقوات الحكومية وقالت مصادر حكومية انها قتلت 30 مسلحا معارضا خلال الاشتباكات المستمرة منذ اسابيع.
وقالت مصادر معارضة ان الطيران الحكومي قصف محيط الفرقة 17 كما قصف حي الرميلة وناحية عين عيسى يوم امس مما اوقع قتيلين من المدنيين. بي بي سي