"زمزم" بشرط أن لا " تتزمزم "
احمد ابوخليل
22-06-2013 03:53 AM
أكتب السطور التالية اعتماداً على ما تمكنت من قراءته في الصحافة من متابعات وأخبار عن المبادرة الأردنية للبناء (زمزم).
الملاحظة الأهم، أنه ثبت -في الظاهر على الأقل- أن المبادرة هي فكرة قيد النمو والتطوير والتشكيل، بمعنى أنها لم تطبخ كاملة ثم تقدم "باردة" أو بعد أن يتم "تسخينها" من جديد، كما جرت العادة. ويمكن في الواقع ملاحظة قدر من التعميق أو التغيير أو التبديل في الطرح، وذلك بين لحظة الاعلان عنها قبل أكثر من نصف عام وبين اليوم.
إضافة الى ما كتبه وصرح به د. رحيل الغرايبة، اطلعت منذ أيام على مقابلة مطولة مع د. نبيل الكوفحي، ويمكن ملاحظة أن المبادرة تقترح شكلاً جديداً للعمل السياسي والاجتماعي/ الثقافي، وهذا يسجل لها، حيث ان المناخ الحالي فقير بالمبادرات. وبالطبع، دعكم في هذا المجال من المبادرات التي تتخذ شكل الوجبات السريعة.
تحاول المبادرة تثبيت فكرة أنها ليست انشقاقاً عن الاخوان، وتقول أن نسبة الاخوان في آخر تشكيل لها لا تتجاوز 15% بعد أن كانت 50% عند البداية. وفي الواقع علينا أن ننتبه الى أن الظروف الحالية في حركة الاخوان ليست نموذجية للانشقاق ، بمعنى أنه لا توجد عند خصوم الإخوان مصلحة مُلحّة في شقهم، بل ربما تكمن مصلحة الخصوم الآن في توحيدهم بغية دفعهم معاً نحو المزيد من التراجع وخاصة فيما يتعلق بقضية الصراع مع "اعداء الأمة"، وهي القضية التي طالما رفعها الاخوان كأولوية جاذبة. ولعلكم تذكرون مثلاً أن أكبر انشقاق عند إخوان الأردن، جرى عندما كانت الحركة تقف في وجه الصلح مع العدو وتأييد المقاومة، بعد وادي عربة وأوسلو فعمل الخصوم على إضعافها بالانشقاق.
المبادرة، تشكل في الظرف الحالي مظهراً حيوياً في أوساط الاسلاميين عموماً، وما المانع أن يتصدر إسلاميو الأردن فكرة إنقاذ صورة العمل الاسلامي السياسي التي تتعرض يومياً لكثير من الانكشاف وخاصة في ميدان أخلاقيات السياسة؟
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم