استعير عنوانا لقديم شاعرنا الكبير الاستاذ حيدر محمود عندما كتب ذات يوم "حدث في موزمبيق" مستهلا القول عن ماذا يحدث في بعض الشركات المساهة العامة في بلدنا ، مستعيرا ايضا ما اورده الاداري الشهيرالمهندس كارلوس غصن في كتابه التحدي عن تجربته في شركة نيسان اليابانية. تحدث غصن عن انه وجد ان الادارات الفرعية لا تتصل ببعضها و لا تنسق عملية الانتاج ، فالتصميم يعمل بمعزل عن المبيعات و كذلك ادارة التزويد و الماليه ، اي كل اتخذ نسق الاستقلال دون التنسيق.
و كانت انطلاقة اصلاحه الاداري مستندة الى ضرورة الحوار و التنسيق بين الادارات المختلفة ، و احتفظ للادارة العليا بحق التدخل و المراقبة و وضع الاستراتيجيات و الخطط اللازمة للنهوض بالشركة.
اسوق ما تقدم و نحن نشهد في بعض الشركات حالة من التقاطع و التداخل ما بين المناصب ، فمن هو يعمل رئيسا لمجلس ادارة شركة ما ، لا يربأ بنفسه ان يكون ايضا مسيرا لاحد الفروع اذا ما تحققت له مصلحة مادية، و لا يكتفي بالمنصب الارفع و لكنه ينافس حتى في المناصب الصغرى، ناسيا و متناسيا وظيفته الاولى ، و متطفلا على فرع لعله يصيب منه هدفا .
و السؤال هنا ، الى متى تبقى بعض الادارات العليا في شركاتنا اسيرة لمصالحها الضيقة ؟ و الى متى ستبقى هذه الادارات ضاغطة و مانعة للتجديد في مؤسساتنا الوطنية ؟ و الى متى ستبقى تلك الادارات مدعية بأنها تملك وحدها الحكمة و الحقيقة؟ و الى متى ستبقى تحرم شابا، من ان يتبوأ منصبا ملائما، حتى لو كان ذلك المنصب رئيسا لتحرير مطبوعة او نشرة داخلية ؟؟؟