رويترز : "اخوان" مصر تتحصن لمواجهة المجهول
20-06-2013 02:28 AM
عمون - (رويترز) - بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين .. يمثل حكم مصر عبور حقل الغام. ومع اقتراب الرئيس محمد مرسي من إكمال عامه الأول في منصبه تعكف الجماعة التي ينتمي اليها على إقامة تحصينات لحماية مركزها العام بالمقطم في جنوب القاهرة وكأن حربا وشيكة تلوح في الأفق.
وخلف الجدران العالية والباب الحديدي الضخم الذي يبلغ سمكه نحو 13 سنتيمترا يحمل مبنى المركز العام للجماعة آثار عام من الانقسام فجر احتجاجات كثيرة شهد بعضها اشتباكات وإراقة دماء. ويبدو ان هناك مزيدا من الاحتجاجات في الطريق فقد دعا معارضو مرسي لمظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو حزيران تستهدف حمله على الاستقالة.
وقال مصطفى الغنيمي عضو مكتب الإرشاد بجماعة الاخوان المسلمين (17 عضوا) لرويترز في مقابلة بالمركز العام للجماعة الذي هوجم في وقت سابق العام الحالي "لازم نبدأ نحصن نفسنا شوية."
وبينما تضيف الجماعة استحكامات لجدران مركزها العام -وهو المقر الرئيسي لها في مصر- تدعم نفسها بطرق أخرى من بينها المشاركة في مظاهرة حاشدة يوم الجمعة مع حلفائها في المعسكر الإسلامي.
وقال الغنيمي وهو طبيب أمراض نساء سجن 20 مرة خلال 35 عاما هي عضويته في جماعة الإخوان المسلمين "إذا كان هناك آخرون يقولون إن معارضي الرئيس كثيرون نقول لهم إن مؤيدي الرئيس أعداد كبيرة جدا جدا."
وفي تعليق يعكس ما يعتبره البعض تجاهلا من جانب جماعة الإخوان المسلمين لرأي المعارضة والأقليات قال الغنيمي إن الأوزان النسبية للأطراف يجب أن تبقى في صورتها الحقيقية. وأضاف أن الداعين لاحتجاجات 30 يونيو حزيران يقولون إن ملايين تقف خلفهم. وتابع أنه يخالف هذا الرأي.
وبعد دعوة مؤيديها للتظاهر لا تظهر الجماعة أي استعداد للنزول على رغبة معارضيها من الليبراليين واليساريين الذين هزمتهم في مختلف الانتخابات التي أجريت بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.
ويصف الغنيمي أحدث مطلب للمعارضين بشأن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بأنه سخيف ويدخل بمصر في نفق مظلم. وقال "كل شهرين تلاتة عايزين يغيروا الرئيس."
ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين عازمة على مواصلة الحكم دون اعتبار للمنتقدين. ومن بين هؤلاء المنتقدين الآن إسلاميون كانوا حلفاء لجماعة الإخوان يضمهم حزب النور الذي زاد انتقاداته للجماعة هذا العام.
واليوم يوثق الإخوان المسلمون صلاتهم بالجماعة الإسلامية التي كانت في السابق فصيلا متطرفا. وأثار مرسي عاصفة هذا الأسبوع بعد أن عين أحد أعضاء الجماعة الإسلامية محافظا للأقصر التي شهدت عام 1997 مذبحة قتل فيها 58 من السائحين الأجانب برصاص أعضاء هذه الجماعة.
وقال الغنيمي إن تعيين عادل الخياط محافظا للأقصر يؤكد النظرة الشاملة لمرسي ويؤكد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. وأضاف أن الجماعة الإسلامية متصلة بالمجتمع المحلي في المنطقة وأن هذا يساعد على حفظ الأمن في المدينة المليئة بالآثار الفرعونية.
ومع ذلك يرى منتقدون أن تعيين المحافظ الجديد ضربة قوية لصناعة السياحة التي تعاني من الانفلات الأمني وغيره من أوجه الإخفاق منذ الإطاحة بمبارك.
ومن وجهة نظر جماعة الإخوان يمثل هذا الجدل مؤشرا على رغبة معارضيها في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء حين كان الإسلاميون في السجون لا في الحكم.
وقال الغنيمي "(المطالبة بانتخابات رئاسة مبكرة هي) محاولة أن يظل الإقصاء الظالم والمستبد على هذا الفصيل."
وأضاف "دكتور مرسي يدعو كل الطوائف وكل الاتجاهات وكل الفصائل أن يشاركوا (في حوار معه) وهم يرفضون." وتابع "هناك رغبة قوية من الرئاسة لمحاولة مد الجسور ولكن الأبواب من طرفهم موصدة. ماذا أفعل؟"
ومن جانبها تقول المعارضة إن دعوة مرسي للحوار لم تكن صادقة. وتتهم جماعة الإخوان بمحاولة احتلال مؤسسات الدولة وضمان استمرار حكمها من خلال عمليات "الأخونة".
وأجرى مرسي تعديلا وزاريا لضم المزيد من الاسلاميين. وعلى الأرض يبدو أن الجماعة مهتمة أكثر بالتواصل مع الناخبين وليس المعارضين. وعرض الغنيمي أوراقا تبين أن هناك حملة نفذتها الجماعة في الأشهر الستة الماضية قدمت خدمات لستة ملايين مصري.
لكن استطلاعات الرأي تشير إلى تصاعد مشاعر السخط بين المصريين البالغ عددهم 84 مليون نسمة ويخشى كثيرون منهم تفاقم الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية على أحوالهم المعيشية.
وقال الغنيمي إنهم سيرون "حجم الإنجازات" قريبا. لكنه اعترف بأن هناك أزمات. وأضاف "الناس تعاني... إحنا بنقول بعد الثورات في كل أنحاء الدنيا فيه فترة من فترات المعاناة."
وتابع "مجرد ما يهدأ الشارع ولو قليلا أعتقد أن عملية الإنتاج هتنطلق." وقال إن العمل الحكومي يشبه طريقا زرع عليه مخربون ألغاما خاصة أولئك الذين حققوا ثروات في عهد مبارك.
ونظرا لغموضها بالنسبة لكثير من المصريين يصف المعارضون جماعة الإخوان المسلمين بأنها جمعية سرية نهجها استبدادي. وهناك اعتقاد واسع أن مكتب الإرشاد هو الذي يوجه مرسي من وراء ستار.
وقال الغنيمي إن مكتب الإرشاد يقدم النصح للرئاسة مثلما تفعل أحزاب أخرى. وأضاف "منقدرش ننفصل عن الرئاسة." وتابع "في النهاية الرئيس يأخذ به أو لا يأخذ به وكثيرا ما لا يأخذ به. وفي الغالب (لا يأخذ به)."
ومضى موضحا "في الغالب نرسلها (النصيحة) عبر الحزب.. الحرية والعدالة.. في بعض القضايا.. إنما ليس في كل القضايا."