تقول النكتة : ان أحد مدراء المصانع وخلال تجواله في المصنع لاحظ شابا يستند إلى الحائط ولا يقوم بأي عمل.
.اقترب منه وقال له بهدوء :كم راتبك؟ .. كان الشاب هادئا ومتفاجئا بالسؤال الشخصي
وأجاب : تقريبا 400 ليرة شهريا يا سيدي، لمَ ؟
من دون إجابة المدير أخرج محفظته وأخرج 400 ليرة نقدا وأعطاها للشاب بمثابة إنهاء الخدمة
ثم قال : أنا أدفع للناس هنا ليعملوا وليس للوقوف
والآن هذا راتبك الشهري مقدما وعمرك لا توريني وجهك !!
اخذ الشاب المبلغ واستدار وأسرع في الإبتعاد عن الأنظار
نظر المدير إلى الباقين
وقال بنبرة تهديد :هذا ينطبق على الكل في هذه الشركة !
من لا يعمل ننهي عقده مباشرة
اقترب المدير من أحد المتفرجين وسأله من هو الشاب الذي قمت أنا بطرده ؟
فجاءه الرد المفاجئ : كان رجل توصيل البيتزا يا سيدي !!
حين تأتي أية حكومة فان اول ما تنظر له هو ( العجز ) المالي .. منهم من هو عارف الصحيح فيغطرش على الموضوع .. ومنهم من يبحث عن أسباب العجز الحقيقية ليضع على أساسها الحلول المناسبة .. ومنهم من يريد ان يتفلسف فينظر الى جيب المواطن كما نظر صاحب المصنع الى هذا الشاب من دون أن يحمل نفسه عناء السؤال عن سبب العجز ؟!
يا من تتفلسفوا ... وتشرحوا لنا باسهاب اليات الرفع !!
اشرحوا لنا ولو لمرة واحدة .. اليات خراب البيت ؟!
بورقة وقلم .. احسبوا لنا ان كنتم فطاحل في الحساب أين صرفت 17 مليار مجموع مديونية الدولة ؟!
اليس مثل هذا المبلغ الضخم لبلد مثل الاردن يساهم في ايجاد نهضة قومية شاملة ..
اليس الاردن كان بأفضل حال قبل مديونية 17 مليار .. فيه تعليم .. و فيه صحة .. وفيه شوارع وانفاق .. و فيه خدمات بلدية .. و فيه كل مقومات الدولة ..
الم يكن من المنطق والمعقول ان نحسب حساب هذا اليوم فنورد فرق سعر النفط وسعر الغاز الذي كان يأتينا بسعر تفضيلي ويباع بسعر السوق الى صندوق مخاطر نجده في يومنا الاسود ..
لمَ لم نخبئ قرشنا الابيض من المساعدات وبيع المقدرات وتضمين الاراضي ليومنا الاسود ؟!
لمَ لا يستعمل المسؤول سيارته الخاصة ويوقف رفاهيته في هذا اليوم الاسود ؟!
لمَ لا يسارع رجالات البزنس ورجالات الدولة بدفع ما عليهم من ضرائب في هذا اليوم الاسود ؟!
الم يصل لكل منهم كتاب شكر وامتنان على عظيم مانهبوه من هذا الوطن ..
أخاف أن يحصل مع كل ( متفلسف ) ما حصل مع صاحب المصنع ..
يرفع .. ويرفع .. ويرفع .. على المواطن المسكين .. ومن ثم يسأل : لماذا بقي العجز !!
s.arabeyat@alarabalyawm.net
العرب اليوم