لا أحد أقوى من الوطن والدولة
محمد حسن التل
17-06-2013 03:29 AM
أمس كان الأردنيون على موعد جديد مع مواطن الشرف والبطولة، بمعية قائدهم ومليكهم عبدالله الثاني ابن الحسين، حيث قدّمت جامعة مؤتة، وما أدراك ما مؤتة في ذاكرة الأمة، أول الفتح وأول الرايات وأول السرايا للرسالة المؤزرة بنصر الله تعالى خارج جزيرة العرب كوكبة جديدة من الفرسان لميادين الرجولة والولاء للوطن والأمة.
أمس كان الأردنيون وهم يستمعون لقائدهم عبدالله الثاني وهو يشدُّ الهمم، ويؤكد شرعية الدولة الأردنية وقوتها، يجددون الولاء والعهد لوطنهم وأمتهم وقيادتهم، بأنهم سيظلون على العهد والبيعة، كما هو الملك دائماً على الوفاء لشعبه وأمته.
أمس وضع الملك الجميع أمام مسؤولياتهم وواجباتهم في حماية منجزات الوطن، ومنجزات الأجيال التي سبقت، لنكون جميعاً ذخرا لمستقبل الأجيال التي ستأتي وتُكمل البناء العظيم.
لا أحد فوق الدولة ولا أحد أقوى من القانون، كلام ملكي دوّى في سهول مؤتة أمس، ليحفظ للأردنيين أمنهم وكرامتهم في دولة القانون.
قلنا وسنظل نردد خلف الملك، إن العشيرة لم تكن يوماً عائقاً أمام التقدم والحوار، بل كان أبناؤها، كما قال الملك أمس: البناة الحقيقيين للدولة، والمشاركين الأساس في البناء والمضي نحو الإنجاز، وكل رأي يخالف هذا المفهوم منبوذ من الأردنيين.
لقد خطا الأردن بأبنائه وقيادته بمسيرة الإصلاح، خطوات كبيرة وواسعة. وجاحدٌ من لا يعترف بهذا، فعلى امتداد السنوات الماضية، كان الأردن ينتقل من مرحلة إلى مرحلة على طريق الإصلاح، بدءاً من تعديل الدستور، ومروراً بكل التشريعات التي تحفظ للإنسان الأردني كرامته وحريته، وإنشاء المؤسسات الدستورية، وانتهاءً بالانتخابات النيابية، التي أفرزت مجلساً يعبّر عن ناخبيه تعبيراً صادقاً.
ومع هذا فلا يزال الملك ونحن شعبه معه، نطمح بالمزيد، ونبني على هذا الأساس القوي من الأمن والاستقرار، بإشاعة العدالة بين الجميع، وإعطاء الفرص لكل واحد من أبناء الوطن، دون تمييز أو تفريق، وتوزيع مكتسبات التنمية على كل بقعة من بقاع المملكة، من الدرة إلى الطرة.
كل هذا يجب أن يُسيّج ويُحصّن بسيادة القانون، ونبذ العنف الذي نرفض، كما قال جلالته في مؤتة، أن يكون مستقبلُ شبابنا رهينة له، لأن شبابنا هم ثروتنا، ويجب ألا نفسح المجال ولو بثغرة صغيرة، لمن يحاول الصيد في الماء العكر واغتيال منجزات الوطن بهدف إشاعة الفوضى وإستغلال أجواء الانفتاح والحرية، التي نباهي بها.
الأردن واحة مستقرة آمنة، في إقليم ملتهب تغرقه الدماء، ويحاصره القتل والدمار، وواقع الأردن الآمن المستقر ليس من فراغ ولم يأتِ صدفة، بل جاء أولاً بنعمة من الله العظيم، ثم التحام الشعب مع قيادته فكانت هذه النتيجة، حيث يسير الراكب من العقبة إلى الرمثا، لا يخشى إلا الله على نفسه وماله، وهذا وضع يجب أن نحميه بسيادة القانون ونطبقه على الكبير والصغير، فلا أحد فوق القانون ولا أحد أقوى من الدولة، كما أكد الملك أمس، فعلينا جميعاً أن نترجم خطاب الملك في مؤتة، أجهزة الدولة والمواطنين ومؤسسات المجتمع، إلى خطة عمل على الأرض، ليبقى الأردن كما نردد دائماً، وطن الأمن والأمان، وحتى نستطيع أن نمضي إلى الهدف الكبير، وهو الوصول بحياتنا وحياة أبنائنا إلى الأفضل، كما يريد الملك ونريد نحن. فإذا أراد الناس الحق أراده الله تعالى.
الدستور