الفهلوي، كلمة مأخوذة من الفهلوية، وهي من اصل فارسي او اغريقي، تستخدم للدلالة على التمرس في اتقان ترويج الاكاذيب، فالفهلوي لديه خبرات وادوات لا يمتلكها الكثيرون، وهو ليس بالضرورة ذكياً، ولكنه يتذاكى، والفهلوي لقب براق يخفي وراءه المعنى الحقيقي للممارسات البشعة.
سمات الفهلوي، قدرته الفائقة الايهام على حل أي مشكل، يستخدم مواهبه في جوانب الشر، يسجل مواقف تطرب لها آذان السامعين واعين الناظرين، طمعاً في تسمين رصيده الشعبي، واعطاء انطباع بأنه المنقذ والمخلص.
لا بأس ان كانت الفهلوة في مجال السياسة، ليستخدم فيها الفهلوي شخصيته بنرجسية مطلقة، وكأنه دون سواه في المشهد، يلقى هذا النوع رواجاً في المناطق العربية، وبخاصة في المناطق الفقيرة والاقل تحصيلاً، فدرجة ثقافة المجتمع هي التي تساعد على زيادة هذا النوع او رفضه بالمطلق.
في الاردن، تمارس جماعة الاخوان المسلمين سياسة الفهلوة، وباتت لا ترى الا نفسها، على صعيد العمل السياسي، تحت وهم احتكار الحقيقة، ونفاذ الرؤية، وعمد بعض قياديي هذه الجماعة الى نفث سمومهم في محاولة منهم للتأثير على الرأي العام، تحت ذرائع مختلفة، وعبر حملات تشكيك بنهج الاصلاح وطرائق مكافحة الفساد وزج المجتمع في قصص وتفاصيل واهية لا تقود الا الى الفتنة بين ابناء الوطن الواحد.
دعاة «امتلاك مفاتيح الحل السحري» بدأوا يجاهرون في مخططاتهم واهدافهم بذات الاجندات الخاصة، لفرض واقع على مقاسهم، لا يتسع فيه المجال لرأي آخر او لتيار سياسي آخر، حالمين بأن رياح ما يسمى بـ «الربيع العربي» ستكون بمثابة سند وعون لتنفيذ اهدافهم على الارض، حاكوا خيوطها ببراعة الفهلوي مع من كانوا يرون فيهم اعداء الامة والاسلام، وهم في ذلك يظهرون خلاف ما يبطنون، في محاولة بائسة لتسلم سلطة، هم ليسوا جديرين بها، والماثل امامنا خير شاهد.
نماذج الفهلوة التي يمارسها قادة الاخوان من معسول الكلام، حول اسس «المدينة الفاضلة» وبريق التصريحات حول مكافحة الفساد والمحسوبية، الاعيب لم تعد تنطلي على احد، يتعذر معها على الفهلويين التلاعب بمصير دولة وشعب ينعم بالأمن والاستقرار وسط براكين هائجة تطلق حممها في منطقة تتقاذفها رياح «ربيع» مسموم يأتي على الاخضر واليابس.
سياسة الرفض المطلق، التي تمارسها جماعة الاخوان، ضد أي وصفة وطنية، والاصرار على هذا الموقف، شكل نكسة انعكست على علاقة القوى والتيارات السياسية مع هذه الجماعة، بعد ان قطعت هذه القوى الشك باليقين، بأن اهداف هذه الجماعة اقصائية واستعلائية بامتياز، لا تتقبل الرأي الآخر، وبخاصة بعد ان نصبت من نفسها رباناً يمتلك جميع المقومات بغض النظر عن مصالح البلاد والعباد.
المعارضة الوطنية هي تلك التي تنهج السبيل القويم، بهدف احداث التغيير الايجابي عبر الادوات الديمقراطية المعروفة، لا من خلال استعراضات عسكرية اخوانية تجوب الشوارع، وتجييش وقلب حقائق وتصريحات مفبركة، مع الاصرار على الاستمرار في ممارسة سياسات الفهلوة، التي لم تعد تجد لها مناخاً بفضل درجات الوعي التي يتمتع بها ابناء شعبنا الوفي.
eyadwq@yahoo.com
"الراي"