لماذا تركتم (وليداً) وحيداً .. ؟!
عودة عودة
16-06-2013 04:12 AM
عن ( أيام فاتت .. ) و من الذاكرة الصحفية النقابية في الغالية و الحبيبة " الرأي " .. تحضرني في هذه العُجالة الصحفية حكايتان تجسدان هدفين نبيلين و رائعين لا يمكن أن أنساهما ما دام فيّ عرق ٌ ينبض و قلبٌ يخفق ..!
الحكاية الصحفية الأولى .. حدثت العام 93 من القرن الماضي و في مطار القاهرة الدولي , حيث أصرّ " أمن الدولة " في ذلك القطر الشقيق .. و العزيز منع أحد أعضاء الوفد النقابي لنقابة المقاوليين الأردنيين من الدخول و طالبته العودة الى عمّان في أول طائرة ...! , و عندما تلقينا هذا الخبر المؤلم أصر النقيب المهندس محمد مراد نقيب المقاوليين الأردنيين حينذاك و أعضاء مجلس النقابة و الوفد كاملاً و الصحفيين أيضاً العودة جميعهم الى عمّان اذا تم منع زميلهم عضو الوفد من الدخول الى مصر و المشاركة في اجتماعات اتحاد المقاوليين العرب ... و بعد دقائق قليلة جاء الخبر من النقيب المهندس محمد مراد بأن الموافقة قد تمت و هنا صدحت الأكف لأعضاء الوفد بالتصفيق و من الجميع في قاعة القادمين في المطار و منهم مسافرون عاديون و مصريون أيضاً ..!!
الحكاية الصحفية الثانية , كانت على معبر درعا القديم و في العام 94 من القرن الماضي , حيث أصرّ " الأمن السوري " على منع صيدلي من الوفد النقابي لنقابة الصيادلة الأردنيين المشارك في اجتماعات اتحاد الصيادلة العرب المنعقد في العاصمة السورية من الدخول الى سوريا .. حينها غضب الوفد الصيدلاني الأردني و اجتمع لعدة دقائق برئاسة الدكتور عبد الرحيم عيسى نقيب الصيادلة الأردنيين و ( قرر ) بالإجماع العودة الى عمّان اذا لم تأتي الموافقة السورية على دخول جميع أعضاء الوفد الصيدلاني الأردني و الصحفيين .., و في أقل من عشرة دقائق جاءت الموافقة و التي جاء بها النقيب الدكتور عبد الرحيم عيسى فصعدنا فوراً الى الحافلتيين اللتين جاءت بنا من عمّان و دبكنا طويلاً بين درعا و دمشق و نحن فرحيين و مبتهجين .
مناسبة سرد هاتين الحكايتين الرائعتين التي مضى عليهما نحو عشرين عاماً .. و ما حصل يوم الأحد الماضي 9 حزيران , و بالتحديد على جسر الملك حسين حيث منع العدو الإسرائيلي الزميل العزيز ( وليد حسني ) من الدخول الى فلسطين و الذي كان مع عدد من الزملاء الصحفيين في مهمة صحفية مع وفد نيابي أردني حيث سمح الإحتلال الإسرائيلي للجميع من نواب و صحفيين و بعد أربع ساعات من الإنتظار الطويل بالدخول الى فلسطين المحتلة بإستثناء الزميل ( وليد حسني ) و هو صحفي بارز في الزميلة " العرب اليوم " و من خيرة الخيرة بين الصحفيين الأردنيين .
لن ألوم الإحتلال الإسرائيلي ابداّ , فهذا العدو فعل و يفعل و سيفعل الكثير من المظالم على الفلسطينيين و العرب فكل مصائب الأمة من صنعه و اختراعه .. و لكني ألوم نوابنا الأفاضل و لومي أكثر و أكبر لزملائه الصحفيين و مجلس النقابة أيضاً ..!!
في الختام ... تحضرني قصيدة للشاعر العربي الفلسطيني الكبير محمود درويش ( لماذا بقي الحصان وحيداً ) ... و هنا أتساءل : لماذا تركتم ( وليداً ) وحيداً .. ؟!