عرب ايدول وبطش الربيع العربي
معن بهجت المجالي
15-06-2013 08:36 PM
عبر العقود الماضية كانت هنالك عبارات عربية تأملية وبالتمني والأكثر انتشاراً وشيوعاً واستهلاكاً ما بين الأقطار العربية لتحقيق أحلام وآمال الأمة بما تصبوا إليه اتجاه غطرسة أعدائها.. المبتدئة من عبارة ما يسمى (بالحلم العربي) بتوحيد الأمة وبأهداف وبأيدي موحدة اتجاه ما سلب من أراضي عربية أسلامية.
حتى جفت تلك العبارة باليأس وخصوصاً عند توسع الصهاينة بنقاط الاحتلال في (فلسطين الحبيب) وباحتلال حرية وحقوق كرامة الأمة حتى جاءت آنذاك عبارة ما يسمى (بالصمت العربي) إلى أن وصل هذا الصمت إلى الشلل الخائب والى أن تفجر هذا الصمت بمحن الأمة بثوراتها حتى نطق بعبارة ما يسمى اليوم (بالربيع العربي).
فلا ربيع عربي دون شتاء عربي في ظل مسلسل المقاومات والثورات العربية المتتالية التي جاءت بيد (المشروع الغربي) فالربيع العربي هو النهج السليم ما ورد ببنود ربيع قلوبنا بالقرآن والسنة من أجل استرجاع كرامة الأمة بنزع فتيل محنها وزرع ثمارها بما ينشر (الدين) حتى يولد الأمن والسلام والعدل ولإعادة حقوق الأمة بدولة فلسطين وباستقرار ثورات الأمة حتى أن يكتمل الاستقرار ويولد هذا (الربيع العربي).
حتى انتقل وللأسف هذا الربيع من الحلم والصمت ونطق ما أسموه (بعرب أيدول) وبتفاهة زمرة بإعتقاداتهم العمالقة المتمثلون للشعوب العربية ولتعبيرهم عن ربيع قلوبهم وأحلام عروبتهم بالبحث عن محبوب عروبتهم بعد هذا الكتمان الذي تألمونَ به خلال مقاومه ثورات ومحنِ بلادهم وبأنظمة فقدت شرعيتها لهذا جاءوا بإنشاء مؤتمر قمة عربية قمة (للدخول للمثلث الذهبي) ولنصرة فراسة العرب ببعضهم بعض في محبوب العرب (عرب أيدول) حتى أوصلوا أنفسهم بهذه الزمرة من حكام ومشاركين بساسة الفن عندها فقدوا معاني وسلوكيات الشعور والأحاسيس والقيم والمبادئ العربية والإسلامية حتى وبعدم الشعور بالعواطف الإنسانية بكل دناءة وعدم استحياء في ظل الظروف العربية القاهرة التي مرت وتمر وستمرُ بها وبالتقليد الأعمى وهو دليل الجهل الأعمى بأصوات نكره بجانب الغضب العربي الذي لا تسمع فيه إلا صوت الرصاص ونقل جثث الشهداء بنزيف فلسطين وقطاع غزة وبدول الجوار بثوراتها المؤلمة الفتاكة.
مقابل ما يتحلى ويتغنى به هذا المثلث الذهبي محبوب العرب من سرورهم ولهذا ألقب البطولي في أذهانهم بجانب شعور نمر بها وتقشعر لها الأبدان وتنزف بها العيون من جرائم ضد الإنسانية وبأرواح قد أزهقت من أطفال أبرياء. ومن بعض النساء حين سرقت كرامتها ومقابل ما يتحلى به (عرب أيدول ) بالعناق والقبل وبجانب صور أحاسيس عاطفية بعناق أمهات عربيات بلقاء أبنائهن بعد الاعتقال الطويل.
ومقابل ما يتحلى ويتجلى به (عرب أيدول) بالاتهم الموسيقية الفاشية بجانب صور آلة القتل والتدمير والتشريد وبالطعن ذبحاً بسن قلوب الوحوش البشرية قبل أن تسن سكاكينهم ومقابل ما يتحلى به محبوب العرب بجولات فنية عبر الأقطار العربية تاركين وراء ظهورهم إعداد المجازر بمناطقها لا بإعداد قتلاها إزاء التصعيد العسكري ومقابل ما يتحلى رغداً (عرب أيدول) من فاتورة مالية عربية وبالرقم الفلكي بجانب شعورنا بالرحمة ما تعاني بعض الشعوب العربية من جيوب الفقر والجوع وما تعانيه المقاومات ومصابي الثورات الذين لم يعثروا على علاجهم أو ثمنه أو العثور بلقمة خبز ومقابل أن يلعبوا زمرة (عرب أيدول) أو عرب محبوب بتصفية اللقب بالبطل القومي والذي في أذهانهم يعتبرونه رمزاً وبطولة وحلم وربيع لهذا العرب بجانب ما تجاهد الشعوب العربية بإسقاط النظام ورؤوس ورموز النظام.
هذا مما أثارني غضباً باللجوء بنزيف سلاح قلمي بالكتابة وهذا بعد أن دعاني جسدي بالمشاهدة لبرنامج محبوب العرب ولبضع دقائق ولأجل عمل استبيان كتابتي بذلك تعبيراً واستلطافاً بأحاسيسي العربية والقومية والإسلامية .
حتى وضعت نفسي بالشك بأنني مشاهد وعن كثب لبرنامج محبوب العرب فلو كنت مشاهداً حقاً ما أثرت ذلك أصلاً حتى أكملت كتابتي بالاقتباس عن هذا البرنامج من الآخرين وبطرق أخرى بمعرفة ما هو برنامج (محبوب العرب).
حتى جلست دقيقه صمت مع الذات بكل صراحة وسألت نفسي ؟ هل ولد هذا البرنامج (محبوب العرب) من قبل الساسة لتغطية انفجار الأمة ؟ وهل زمرة برنامج محبوب العرب جنوا حقاً ثمار قطاف الربيع العربي؟ وهل عبروا عن فرحتهم بلغة الطرب العربي أم عبروا عن محنتهم بدل (الصمت العربي) بهذه الأفعال ؟ ولماذا ابتعد الجمهور العربي عن واقع الحال وأعطوا اهتمام بحجم اكبر لهذا البرنامج بوقت ساعته حتى فرغت الأماكن العامة من الناس وإهمال سبل معيشتهم ولأجل مشاهده (محبوب العرب) وبالتصويت عبر الرسائل للطريق بمثلث ذهبي وهل حقاً بمعنى الكلمة الوصول إلى (القمة) أم الوصول إلى (الغمة) ؟ وهل هذا اللقب سيلقب إلى لقب فارس العرب الأغر ؟ وهل لصاحب اللقب بالحصول على جائزة نوبل للسلام ؟ وهل سينحت التاريخ آية من الانتصار لصاحب اللقب محبوب العرب ؟ وهل الوصول بلقب (محبوب العرب) سيؤدي بالربيع العربي بالاكتمال ؟ كل هذا لا علم لي بالإجابة إلا عند عالم الغيب .
وأخيراً أفوض أمري لله العليم الحكيم