كل مواطن خامس في دولة اسرائيل اليوم هو عربي
14-06-2013 03:55 PM
لنغلق الفجوة
عمون - عن (هآرتس – أسرة التحرير)
كل مواطن خامس في دولة اسرائيل اليوم هو عربي. ومع ذلك، معظم اليهود الذين يعيشون في اسرائيل لا يرون العرب. فهم لا يلتقونهم في الشارع لان العرب يعيشون في معظمهم في بلدات منفصلة، أو في احياء منفصلة داخل المدن المختلطة. كما أنهم لا يلتقونهم في أماكن العمل لان العرب يجدون صعوبة في شق طريقهم الى سوق العمل الاسرائيلية، وبالتأكيد يجدون صعوبة شديدة في ملء الوظائف المنشودة. كما أنهم لا يلتقونهم في الوزارات الحكومية وذلك لان الحكومة نفسها لا تفي بالهدف الذي حددته لنفسها من حيث تشغيل العرب – 7.8 في المائة فقط من موظفي الدولة هم عرب. ومفهوم ان ابناءهم ايضا لا يلتقون ابناء العرب لان جهاز التعليم الرسمي العربي مفصول عن الجهاز اليهودي.
هكذا تعيش دولة اسرائيل كدولتين منفصلتين، واحدة عربية واخرى يهودية، والفجوة بين الدولتين من حيث مستوى المعيشة، مستوى الدخل، جودة التعليم ومستوى التشغيل هائلة. هذه فجوة بين دولة اسرائيل اليهودية، التي هي دولة غربية متطورة، وبين دولة اسرائيل العربية، التي هي ليست أكثر من دولة عالم ثالث.
والان يأتي باحثان كبيران – البروفيسور عيران يشيف، رئيس دائرة السياسة العامة في جامعة تل أبيب ود. نيتسا كسير من بنك اسرائيل – فيحددون بالكمية الثمن الهائل الذي تدفعه دولة اسرائيل لكونها دولتين في داخل دولة واحدة. وحسب تقدير يشيف وكسير، فان اسرائيل تخسر عشرات مليارات الشواكل بسبب الاخفاقات التشغيلية والتعليمية لعرب اسرائيل. وبتقديرهما، اذا نجحت الدولة في اغلاق الثغرة التي يعاني منها العرب، فانها ستتمتع بنمو بنحو 40 مليار شيكل حتى 2030 وبنحو 120 مليار شيكل حتى 2050.
وتظهر حساباتهما بانه من أجل اغلاق الثغرة يجب تنفيذ استثمار هائل في السكان العرب – نحو 8 مليار شيكل في السنوات الخمسة القريبة القادمة. ومع ذلك، فان المردود على الاستثمار سيكون عاليا بقدر لا مثيل له وسيصل حتى استرداد سنوي بمعدل 7.3 في المائة في السنة. ان مصلحة اسرائيلية عامة عليا هي توظيف جهود كبيرة لمساعدة المواطنين العرب على اكتساب التعليم والانخراط في سوق العمل الاسرائيلية.