أمريكا تبدأ تسليح المعارضة السورية لكنها تتحرك بحذر
14-06-2013 02:49 AM
عمون - (رويترز) - بعد أكثر من عامين من الوقوف على الهامش يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما البدء في تسليح المعارضة السورية لكن من المستبعد أن يقلب ذلك سريعا دفة الأمور التي مالت في الآونة الأخيرة لصالح الحكومة وحليفها حزب الله الشيعي اللبناني.
وجاء قرار أوباما إرسال سلاح لمقاتلي المعارضة في وقت أعلن فيه البيت الأبيض أنه يمتلك أدلة على أن حكومة الرئيس بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة.
وأوضحت الحكومة الأمريكية أنه بالرغم من تأكيدها أن الأسد تجاوز "خطا أحمر" رسمه أوباما فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية فإنها تعتزم أن تتحرك بحذر وبالتنسيق مع حلفائها فيما يتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها.
ومع حاجة مقاتلي المعارضة الماسة إلى السلاح بعد انتكاسات لحقت بهم على أرض المعركة مثل سقوط بلدة القصير الاستراتيجية قال بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي إن أوباما قرر زيادة الدعم العسكري للمعارضة من حيث "النطاق والحجم" على حد سواء.
وذكر مسؤول أمريكي أن هذا سيشمل ارسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة. ويمثل هذا تحولا في السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ضد تقديم مساعدات فتاكة للمعارضة السورية وهي السياسة التي كان تهدف إلى عدم جر واشنطن إلى صراع آخر في الشرق الأوسط.
ورجح مسؤولون في إدارة أوباما أن يقتصر أي تسليح للمعارضة على الأسلحة الصغيرة والذخيرة وليس الأسلحة المضادة للطائرات التي قد يكون لها تأثير فوري على مجريات الأمور.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الامدادات قد تشمل أسلحة مضادة للدبابات وسيجري تنسيقها مع وكالة المخابرات المركزية.
وانقلبت دفة الصراع بعد وصول الاف من مقاتلي حزب الله المدعوم من ايران لمساعدة الأسد في سحق الانتفاضة التي يقودها السنة في الأساس منذ أكثر من عامين والتي تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنها حصدت أرواح 93 الفا على الأقل.
وجاء الاعلان الأمريكي أمس الخميس بعد سلسلة من الاجتماعات العاجلة عقدها البيت الأبيض بشأن سوريا وسط تصاعد الضغوط في الداخل والخارج على أوباما كي يتحرك بقوة أكبر وشمل ذلك نقدا لاذعا من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. وتردد أن الاجتماعات كشفت عن انقسامات بين مساعدي اوباما في هذا الأمر.
وكشف البيت الأبيض عما وصفه بأنه نتائج قاطعة بشأن أسلحة الأسد الكيماوية وقال إن مسؤولي المخابرات يعتقدون أن ما بين 100 و150 شخصا قتلوا في هجمات بالأسلحة الكيماوية.
وقال رودس للصحفيين "بعد مراجعة دقيقة وجدت اجهزة مخابراتنا ان نظام الاسد استخدم اسلحة كيماوية منها غاز الاعصاب سارين على نطاق صغير ضد المعارضة عدة مرات في العام الماضي."
وأكد أن الأدلة المتعلقة بالأسلحة الكيماوية دفعت أوباما للموافقة على تعزيز الدعم المقدم للمقاتلين. وتابع "سبق وأن قال إن استخدام الأسلحة الكيماوية سيغير حساباته.. وقد كان."
وجاء القرار الأمريكي بينما يسدد مقاتلو الأسد وحزب الله أسلحتهم إلى الشمال ويقاتلون قرب مدينة حلب ويقصفون مدينة حمص.
ويجتمع مسؤولون أمريكيون وأوروبيون يعتريهم القلق من الخسائر التي تتكبدها المعارضة مع قائد الجيش السوري الحر -وهو القوة المقاتلة الرئيسية للمعارضة السورية- في تركيا خلال أيام. ومن المتوقع أن يطلب سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر المزيد من العون.
والآن تعتقد الحكومات الغربية التي توقعت منذ شهور سقوط الأسد قريبا أن الدعم الذي تقدمه طهران وحزب الله سيمنح الأسد اليد العليا في الصراع. لكنها تخشى أيضا من أن يعزز ارسال أسلحة للمقاتلين من نفوذ متشددين اسلاميين سنة أعلنوا ولاءهم للقاعدة.
وكان أوباما أكثر حذرا من بريطانيا وفرنسا اللتين حملتا الاتحاد الأوروبي هذا الشهر على رفع حظر عن تصدير الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية. وهو يعتزم التشاور مع حلفائه خلال قمة لمجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية الأسبوع المقبل.
ومع ذلك أوضح البيت الأبيض أن أوباما لا يزال يعتزم التعامل بحذر. وقال رودس إنه لا يوجد تأييد كبير لاقامة منطقة حظر جوي على غرار ما حدث في ليبيا. ويرى بعض مساعدي أوباما في اتخاذ مثل هذه الخطوة خطورة بالغة بسبب الأنظمة السورية المضادة للطائرات. ولم يلوح رودس بأي أعمال عسكرية أخرى.
وحث بعض الجمهوريين أوباما على التحرك بقدر أكبر من الحزم.
وقال السناتور الأمريكي بوب كروكر الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "التأكيد الرسمي لاستخدام الأسد أسلحة كيماوية يبرز الحاجة الملحة لأن تقدم الولايات المتحدة هذا النوع من الدعم الحاسم الذي يشمل السلاح والتدريب لجماعات المعارضة السورية في أقرب وقت." وأضاف "أريد أن أحث الرئيس على ممارسة القيادة."
لكن ديفيد سوليميني نائب رئيس معهد ترومان للأمن القومي قال "لحسن الحظ يدرس الرئيس الخيارات العسكرية بحذر. هذه ليست ساحة يمكن أن تتحرك فيها أمريكا بمفردها."
وقال البيت الأبيض في بيان له إن ليل الخميس إنه قد تأكد له استخدام نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، للسلاح الكيماوي عدة مرات، بما في ذلك غاز السارين، على نطاق ضيق، مؤكدا أنه قرر التحرك عبر زيادة دعمه للمعارضة المسلحة، في حين تراجع السيناتور جون ماكين عن إعلانه السابق حول تلقيه معلومات عن توجه واشنطن نحو تقديم السلاح للمعارضة.
وجاء في بيان البيت الأبيض أن واشنطن تأكدت من استخدام السلاح الكيماوي، بما في ذلك غاز الأعصاب "سارين" وذلك "على مستويات محدودة ولعدة مرات." وأضاف البيان أن الإدارة الأمريكية: "ستزيد سرعة ومنسوب" الدعم المقدم للمعارضة.
ويأتي بيان البيت الأبيض بعد قليل على إعلان مصادر في الكونغرس أن البيت الأبيض أبلغ النواب بنيته اعتبار أن نظام الرئيس بشار الأسد قد "تجاوز الخط الأحمر" مع توفر معلومات أمنية ذكرتها شبكة CNN تشير إلى أن غاز السارين مسؤول عن مقتل ما بين 100 إلى 150 شخصا على الأقل في سوريا.
واشار البيت الابيض يقول ان اوباما قرر تقديم دعم عسكري في سوريا لكن يرفض تقديم تفاصيل ، مقرا البيت الابيض للمرة الاولى بأن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي، وهذا الواقع "غير المعادلة" بالنسبة الى الرئيس باراك اوباما.
كما قال (البيت الابيض) ان لا قرارا حتى الان بفرض منطقة حظر جوي في سوريا ،مؤكدا ان الرئيس الامريكي اعاد حساباته بشأن سوريا.
وقال جون ماكين: علينا تحييد سلاح الطيران السوري في أسرع وقت ممكن ، لكن الرئاسة الاميركية لم تعلن في الحال ما اذا كانت قررت تسليح مقاتلي المعارضة السورية، مشيرة فقط الى انها قررت زيادة مساعداتها لهؤلاء من المعدات غير القاتلة، ومشددة في الوقت عينه على انها "تتخذ قراراتها بالتوقيت المناسب لها".
وقال البيت الابيض انه سيواصل السعي لعقد مؤتمر في جنيف لحل سياسي في سوريا لكن لا "يتوهم" ان عقده سيكون سهلا وانه انه سيقدم مزيدا من المساعدة للمعارضة السورية سياسيا وعسكريا في الاسابيع القادمة..
واكد ان اوباما سيتشاور مع الشركاء في مجموعة الثماني بشأن سوريا الاسبوع القادم ، وقال البيت الابيض يقول "سنتخذ قرارات حسب جدولنا الزمني" بخصوص الخطوات القادمة بشأن سوريا وسيطلع الشركاء الدوليين والامم المتحدة على المعلومات وسيتشاور مع الكونجرس في الاسابيع القادمة.
وقالت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي ان " مسؤول في مجلس الامن القومي الاميريكي يؤكد استخدام نظام الاسد للسلاح الكيماوي .. و تخطيه الخطوط الحمراء" ، وفي حين ان البنتاغون قدم للبيت الأبيض خطة لتسليح المعارضة السورية في حال قرر ذلك، وتشمل إيجاد منطقة حظر طيران في سوريا بحسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.