الطوال يُذكر : " شركة وشهادة"
11-06-2013 12:15 AM
عمون - بدأت في عمان الإثنين، أعمال مؤتمر الإعلام العربي المسيحي في خدمة قضايا العدل والسلام وحقوق الانسان، الذي ينظمه المجلس البابوي لوسائل الاتصالات الاجتماعية / الفاتيكان، بالتعاون مع المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في الاردن.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور محمد المومني خلال حضوره الافتتاح، ان الحديث عن دور الاعلام في اشاعة قيم العدل والسلام وحقوق الانسان لا ينفصل عن التغيرات التي يشهدها العالم والوطن العربي، مشيرا الى دور وسائل الاعلام في بلورة تلك الاحداث وتشكيل الرأي العام حولها، لاسيما وانه يمتلك الكلمة العليا في التأثير، وصنع الاحداث.
واضاف المومني، ان الكلمة والصورة كالرصاصة ان لم تقتل تحدث اضرارا متعددة، ما يستوجب التركيز على ان تحمل الرسالة مضمونا يدعو لنبذ العنف والصراع، واشاعة الامن والاستقرار واحترام حقوق الانسان وترسيخ التعددية، مشيرا الى دور رسالة الاعلام في تعزيز الحوار بين الامم والشعوب والحضارات والاديان.
واكد ان الدولة شرعت بتطوير قطاع الاعلام بالشكل الذي يمكنه من ايصال رسالة اعلامية تجسد القيم الاصيلة للمجتمع، وتسهم في حماية النسيج الاجتماعي، وتحافظ على الوحدة الوطنية، مؤكدا ان جل وسائلنا الاعلامية ملتزمة بالحفاظ على الثوابت والمهنية واخلاق المهنة ومواثيقها، رغم اختلافها على بعض المسائل لكنها تلتقي عند الثوابت الدينية والاجتماعية والاخلاقية وتذود عن القضايا العادلة لامتينا العربية والاسلامية وقيم الحرية والعدالة وحقوق الانسان.
وقال رئيس المجلس البابوي لوسائل الاتصالات الاجتماعية للفاتيكان المطران كلاوديو ماريّا شيلي، انه من المهم لنا كمشتغلين في قطاع الاعلام أن نعي طبيعة المؤسسات والقيم التي نمثلها، حتى يتسنى لنا تقديمها اعلاميا بشكل سليم وواع، الى جانب فهمنا لنظرة الاخرين لمؤسساتنا وقيمنا، وانعكاس صورة الفهم على وسائل الاعلام.
وبين كلاوديو ان الادوات التكنولوجية الحديثة تساعدنا على تطوير الحوار الاخوي بين الناس، من مختلف البلدان والثقافات والاديان، حيث يتيح لنا عصر الاعلام الرقمي التعرف على تقاليد الآخرين وقيمهم، مضيف " انه وحتى يثمر مثل هذا التعارف، يجب ان يكون التواصل مبنيا على الصدق والتخاطب اللائق والاستماع الجيد باحترام".
واضاف ان عدم التعامل مع المفاهيم والانطباعات المغلوطة عن مؤسساتنا وقيمنا لدى الآخرين لطالما اضاعت الجهود الرامية للتواصل معهم.
من جهته تلا البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، ما جاء في الارشاد الرسولي حول المسيحيين في الشرق " شركة وشهادة": والذي جاء فيه "من واجب وحَقِّ المسيحيين في الشَّرق الأوسط، المشاركةُ التَّامّة في حياة الوطن من خلال العمل على بناء أوطانهم، وينبغي أن يتمتَّعوا بمواطنة كاملة".
واكد ان وسائل الإعلام المسيحي ليست سجينة المصالح الفئوية بل هي حرّة تعشق الحرية والحقيقة، الى جانب مخافة الله، معتبرا ان صوت الحق هو المواطنة وهو الهوية والإيمان الحي المعاش على أرض الواقع.
وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الاب رفعت بدر، ان منطقتنا العربية بحاجة إلى تعزيز قضايا العدل والسلام وحقوق الانسان باعتبارها قضايا ملحة، دون ابطاء، مثلما انها بحاجة للاعلام الصحي والصحيح الداعم للقضايا الانسانية النابعة من الخالق ذاته، وتصب في كرامة الجنس البشري.
واضاف ان العرب المسيحيين كانوا ومازالوا رواد الفكر والثقافة والكرامة الإنسانية، عبر ما يعيشونه هم أو ما يُتاح لهم في مجتمعاتهم المتباينة في مناخات حرية التعبير والتفكير والعبادة والاسهام الحضاري في الميادين كافة.
واعرب الاب بدر عن امله أن يختفي العنف الاجتماعي بمختلف انواعه، وان يبقى مجتمعنا شاهدا لحضارة الحياة بعيدا عن الظواهر الاجتماعية المؤلمة.
وتخلل المؤتمر الذين يستمر يومين، تكريم المركز للدكتور محمد المومني، والمطران كلاوديو ماريّا شيلي، اضافة الى تكريم الدكتور عصام السخنيني، أستاذ التاريخ في جامعة البتراء لمؤلفه عن التاريخ العربي المسيحي وتعرضه للاضطهاد في بداية الكنيسة، والفنان موسى حجازين تقديراً لعطائه في حقول المسرح السياسي وحرية التعبير. (بترا)