*(شذى المفتتح)
شقائق النعمان أو ورد الدحنون الأردني العصيّ على التدجين ، تنتخب اليوم أجمل دحنونة كي تنشغل مثل سيدة القصر بأفراح الدارة المحفوظة ، تشرع الأبواب وتفتح النوافذ وتفرش للأضياف ما يليق بحضرتهم الأميرية ، وما تنسى أن تقدم الحَبَ والماء لبلابل على الشبابيك راحت تغرد نقراً وارتواءً ، وبالقرب رشت عطراً من طلّها الفواح بالحرية و الانطلاق آنيةً وقواريرَ وآصاتٍ ، تتهادى هي جذلى تتراقص بخطوات تلمس أصابعها المحناة الأرض فتعلو أغاريد المكان ، سيدة القصر هي اليوم بأفراح وطنها العظيم ، لذلك سيبدأ حفل الاستقبال بعد قليل حيث تنحني جميع الوصيفات ، وها قد بدأت كؤوس الزنبق وجلول الياسمين ومغناجات القرنفل تدلف إلى المكان ، وبعد قليل أيضاً سأكون في حضرة الدحنون في انشغال سمو سيدته المضيفة ، كي أقطف لقلمي هذا من ورده الإحتفائي بعد أن نؤدي تحية عسكرية ، ونجعله في باقات سنهديها هاهنا تباعاً بفرح آسر وفخر غامر ، لقائد الوطن وجند الوطن في فرح الوطن .
*(المشهد النشموي)
تشرق شمس اليوم الأول من العام الرابع عشر على جلوس معشوق الملايين ، تدلف أشعتها الفرحة تداعب الوجنات الوضيئة والقسمات البريئة ، وتهتف بالأسرة الكبيرة مثل أم رؤوم أن هيا إلى الكرنفال العظيم ، يتقاطر نحو الشوارع و الساحات والحقول صعوداً إلى قمم العرس المبارك ، فها أبناء الشهداء ، أسر الشهداء ، بواسل عبدالله ، حماة الحياض ، سياج الوطن ، فرسان الحق ، العيون الساهرة ، سواعد الإنقاذ ، ملائك الرحمة ، نسور الجو المحفوظ ، نشامى العمليات الخاصة ، أحرار وحرائر ، صغار بوضاءة الياسمين ، فرسان التغيير ، وما تقف الأسراب ولا يتعطل الجمع وما يحول حائل دون الاصطفاف النشموي لتهنئة القائد المفدى ، أما مشهدية العطاء العظيم فتختزلها إشراقة صبح بدوية ، يد حانية لا أكرم ولا أرق تمسك ببنوة وأبوة في آن ، برواق بيت من الشعر في مكان قصي ناءٍ ما أقربه إلى قلب الضيف الحبيب ، فها جلالة الملك الرائع مثل تلكم السارية التي ترفرف عالياً فوق سماء القصور العامرة ، يدخل الفرح والأمان إلى أعطاف أسرة تقسم عشقاً وانعتاقاً بحياة المليك ، فمن توه راح الشاعر يذرف دميعتين فرحا إذ أن المشهد أكبر من كل شعر الدنيا ، لكننا ومعنا الدحنون المستبشر بالغد البسام ، قرأنا مطلع ما سطرّه قبل أن يلحق بأرتال العاشقين نحو قلب ملك من أعظم ملوك الزمان :
" .. أيُّ بُشرى .. تُهيبُ بالإنشادِ ..
وحبورٍ .. يمورُ طيَّ الفؤادِ /
تلكَ ، عبدالله ، المُنى .. حافلاتٍ ..
في ركابِ البُناةِ .. و المجدُ حادي .."
( مسك الختام )
[ أيُّهذا المجدُ الأردنيُّ العظيمُ ، لو سُميتَ .. لسُميتَ :
جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ، فتسمو أرواحٌ وتقرُّ عيون ..
وبعدُ .. فإن سبحة الفعل الإنعتاقوي ما زالت تجرُّ ، وستبقى ما بقيت الخيل مطهمة نحو الفوز العظيم ، و ..كل عام ، و أردن الهواشم الأشم ومليكه المفدى وشعبه العظيم في العرب العرب الأكرمين ، بألف خير و .. لنا خير الفرح في ذكرى جلوس جلالته الميمون .
Abudalhoum_m@yahoo.com