"المتسللون" وثائقي يسرد محاولات الفلسطينيين دخول القدس
10-06-2013 02:52 PM
عمون - يسرد المصور الفلسطيني خالد جرار في كاميرته مشاهد حية لفلسطينيين وهم يحاولون الدخول الى مدينة القدس، متسلقين الجدار الفاصل الذي يقيمه الاحتلال، وبعيدا عن الحواجز الرسمية، وذلك في فيلمه "المتسللون" الذي امضى أكثر من اربع سنوات في تصويره.
ويحمل هذا الفيلم اسم "المتسللون" وهو الوصف الذي اطلقته اسرائيل على اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون العودة الى اراضيهم داخل اسرائيل منذ اخرجوا منها العام 1948، وقد استغرق العمل به اربع سنوات ونص السنة، بحسب المصور.
ويقول جرار "في العام 1948، يوم النكبة، كثير من الفلسطينيين هربوا الى لبنان وسوريا، وحينما حاولوا العودة تم منعهم، واطلقت عليهم اسرائيل مصطلح (متسللون) وكأنهم غرباء عن ارضهم".
والتقط خالد صوره الحية، من مختلف النقاط التي يحفظها الفلسطينيون عن ظهر قلب، في بيت حنينا، وبير نبالا، والزعيم، وقلنديا البلد، وحوسان.
ويقول "طوال كل هذه المدة رصدت محاولات الدخول للمدينة من كافة المناطق المعروفة للفلسطينيين، والتي تحظى برقابة اسرائيلية دائمة".
ووضعت اسرائيل منذ العام 2000، حواجز على كافة الجهات المحيطة بالمدينة، بحيث باتت توصف هذه الحواجز بالممرات الحدودية الدائمة.
ويتضمن الفيلم، الذي عرض ليلة الاحد على مسرح القصبة، مشاهد لمحاولات شبان ورجال ونساء في الدخول الى مدينة القدس متجاوزين الجدار والحواجز.
ويخطف الانظار مشهد سيدة تدعى ام صخر جوبية، وهي تحاول الاتصال مع ابنتها في بيت حنينا من تحت الجدار الحديدي الذي اقامته اسرائيل هناك.
وفصل الجدار الحديدي الام عن ابنتها في العام 2009، حينما اغلقت اسرائيل منفذا في منطقة بيت حنينا، ولم ترى الام ابنتها منذ ذلك الحين.
وقال المصور جرار بان ام صخر جوبية توفيت قبل اقل من عام، ولم يعرف بعد ما اذا تمكنت الابنة من وداع امها ام لا.
وترتفع وتيرة محاولات الدخول الى المدينة في شهر رمضان من كل عام، وهو الامر الذي دفع اسرائيل الى السماح بين الفينة والاخرى بالدخول بدون تصريح، لكنها كانت تحدد الاعمار للرجال والنساء.
ويرصد المصور جرار بكاميراته مشاهد من ساعات الفجر وعند المساء وفي وضح النهار، تظهر مطاردات بين حرس الحدود وشبان يحاولون دخول المدينة.
ويروي الفيلم حالات نصب واحتيال يتعرض لها كثير من الفلسطينيين، من قبل سائقي حافلات يعرضون عليهم نقلهم الى وسط المدينة لقاء مبالغ خيالية، لكنهم يتركونهم في نهاية المطاف في منطقة خارج حدود القدس.
ويظهر الفيلم عشرات الشبان وهم ينتظرون مكالمة هاتفية من منسقين على الطرف الاخر من الجدار يمتهنون ادخال الناس الى المدينة المقدسة. ثم تأتيهم الاشارة ويتدافعون نحو مركبة بيضاء اللون، ويصعد نحو خسمين شابا على متن هذه الحافلة.
وتختلف اهداف قاصدي القدس بين من يبحث عن عمل او يسعى لتلقي علاج او يأمل بزيارة اقارب او الصلاة.
يقترب المصور في كاميرته من افراد من شرطة الاحتلال، ويلتقطهم وهم يعتقلون عددا من الشبان بعدما تمكنوا من العبور الى المدينة.
ويقول شاب، امتهن تنظيم عمليات العبور "من الممكن ان يتم توقيف اي شخص نجح في الدخول، اما ان يتم توقيفه لساعات تحت الشمس، او اعتقاله وفرض غرامة مالية".
ويضيف "انا اعتقلت لمدة 45 يوما، ودفعت غرامة عشرة الاف شيكل، بعدما تم القاء القبض علي وانا داخل الجدار".
ويعرض الفيلم عائلات من اطفال ونساء ورجال، وهم يمرون نحو مدينة القدس، عبر مستنقع من المجاري تحت الارض، وتسمع اصوات بكاء الاطفال.
ويتنقل المصور، في كاميرته مجددا لصور شبان وهم يستخدمون الحبال والسلالم للقفز عن الجدار الفاصل، وكذلك صور لاطفال يهربون الكعك عبر فتحات اوجدوها في الجدار، ليباع الكعك في مدينة القدس. أ ف ب