** المناصير : لسنا القصير ، و" سوريا في عداوة مع الاردن"..

عمون - وائل الجرايشة - توافق أعضاء لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب على طلب الاعتذار من قبل السفير السوري في عمان بهجت سليمان.

وبينما اتفق جميع الاعضاء - بمن فيهم المؤيدين للنظام السورية - على أهمية الاعتذار من قبل السفير السوري خلال الاجتماع الذي عقدوه في دار البرلمان عصر الاحد ، اختلف الاعضاء على الآلية حيث افترح النائب حسن عجاج عبيدات أن يكون الاعتذار باستدعاء من الخارجية الاردنية.

واتفق الحضور - بحسب ما ذكر في ختام الاجتماع مقرر اللجنة النائب طلال الشريف - على خطوط عريضة ابرزها أن تصرفات السفير غير مقبولة ولا تمثل الدولة السورية ، مؤكدين على أهمية العلاقة الطيبة مع الدول الشقيقة .

ولفت الشريف الى ضرورة أن يدافع الاردن عن نفسه ، مطالبين بالاعتذار عما بدر منه.

من جهته قال رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب النائب بسام المناصير ان الاردن لم يتخندق لا مع المعارضة ولا النظام السوريين، لافتا الى انه كان يتوقع ان يشكر الاردن على موقفه.

وأضاف المناصير خلال اجتماع للجنة الشؤون العربية والدولية لمناقشة تصريحات السفير السوري بهجت سليمان ان الأردن لم يطالب بإسقاط النظام السوري بل دعا لحل سياسي منذ اليوم الأول، والأردن استقبل اللاجئين.

واعتبر ان تصريحات السفير السوري بمثابة تهديد الاردن ، وقال المناصير في رد غاضب "أن الاردن ليس القصير لكي تهدد بهذه الطريقة .. ونحن لم نعترض على الميج 29 " ، واشار في مقام اخر من الجلسة ان من حق الاردن الدفاع عن نفسه فتركيا نشرت صواريخ باتريوت وهي اسلحة دفاعية .

وقال " كنا نتمنى ان تعترض هذه الصواريخ (إسكندر) الطائرات الحربية الإسرائيلية وما سبقها ، لكننا نسمع فقط ( الرد في الوقت المناسب)" ، وطالب السفير السوري بالاعتذار الرسمي عن التصريحات التي وردت على لسانه، مشيرا الى انه من حق الاردن نشر أي سلاح على أرضه يراه مناسبا.

وقال " من يريد ان يدافع عن سوريا فهنالك مجلس شعب سوري يدافع عن النظام هناك " ، وتابع " السفير السوري تم تنبيهه من قبل الخارجية سابقا لكنه اصر على اطلاق التصريحات المستفزة".

النائب باسل العلاونه شجب وأدان واستنكر التصريحات الصادرة عن السفير، وقال "نحن أعلنا أننا لا نتدخل في شوون غيرنا والشعب السوري يقرر مصير نظامه" ، وطالب السفير بالاعتذار وإذا"لم يعتذر يجب ان نتعامل معه بالطرق السياسية والدبلوماسية بما فيها طرده من المملكة".

النائب قاسم بني هاني شكر الحكومة التي وجهت إنذارا للسفير الذي خرج بتصريحات لا تمت للأعراف الدبلوماسية.

أما النائب هايل ودعان الدعجة قال ان السفير يعتبر وسيطا بين اي بلدين ولا بد ان يحمي مصالح بلده أما ان ينتقل السفير إلى الشأن الداخلي في الدول التي يقيم عليها ، فذلك يعتبر مخالفا للأعراف ، مثمنا ما صدر عن وزارة الخارجية الاردنية، مضيفاً "يجب ان يضيف البرلمان على ما ورد من الخارجية المطالبة بالاعتذار".

بدوره سجل النائب حسن عجاج عبيدات ملاحظة على رئيس اللجنة بسام المناصير بعدم العودة إلى اللجنة عند إصداره بيانا ضد السفير ، وقال " لا بد من التصريحات التي تطلق تفيد الشعب " مؤكدا على ضرورة الحفاظ على امن الاردن مشددا على أهمية السياسة المتوازنة للحفاظ على الوطن والعلاقات مع الدول .

وتمنى عبيدات ان لا تتطور التصريحات بين المناصير والسفير لتخلق أزمة بين البلدين ، وقال " لا يمكن عند حدوث اي مكروه بالأردن او سوريا إلا ان تتأثر الدولة الاخرة" ، وقال " أنا كنت أسجل في كتاباتي بمقالات كتبتها دور الاردن وسياساته الحكيمة والمتزنة وعلى مجلس النواب ان لا يصعد الأمور لتصل إلى تدهور العلاقات".

وأضاف " هناك مصالح للشعب الاردني في سوريا " متطرقا إلى الشأن الزراعي تحديدا ، وطالب بان نستوعب الأمور وقال " علاقات لأردن بسوريا والأردن غير مرتبطة بشخص واي خارجية تستدعي سفير غير مرغوب فيه تطلب مغادرته" ، وأوصى بإنهاء السجال وطالب باستدعاء السفير من قبل الخارجية ويقدم اعتذاره مشددا " من الخارجية دون غيرها".

الى ذلك قال النائب طلال الشريف ان حديث السفير "أهوج" وطالبه بالاعتذار ، وأضاف " سنرد ردا مناسبا" ومطالبا السفير بالاعتذار.

النائب حازم قشوع اكد على ان ما تحدث به السفير لا يخدم سوريا في هذه المرحلة ولا تحتاج إلى " عدائية " ، مشيرا إلى ان المناورة العسكرية (الأسد المتاهب ) ليست ضد احد لكن من حقنا الاستعداد لأي شيء قد يمس امتنا.

وقال قشوع " لسنا دولة كرتونية " وتتعامل مع الأمور بحكمة.

النائب طارق خوري شدد انه لا احد عنده كرامة يسمح بالإساءة إلى الاردن، وقال " من غير الممكن ان نخسر سوريا في الوقت الذي اقتربت المعركة في سوريا على الانتهاء".

وتابع خوري " نحن في وضع يجب ان تكون حكماء" ، وقال للمناصير " هل نحن في عداوة مع سوريا ؟ " ليجيب المناصير " سوريا في عداوة مع الاردن".

وقال خوري " يجب ان نعرف اين وضعت الباتريوت ولماذا وكيف ستستخدم؟".

كان المناصير ذكر بما وصفها "المواقف المعادية" من قبل النظام السوري بحق الاردن منذ عشرات السنين مستذكرا دخول الدبابات السورية الى مناطق اربد ( النعيمة) في سبعينات القرن الماضي.

من جهته قال النائب مصطفى شنيكات ان تصريحات الوزير لا يوجد فيها ادنى من الحكمة التي لا تخدم سوريا ، وزاد "انا مع سوريا لست مع النظام ومن اجل سوريا ومصلحة الاردن " ، ووصف حديث السفير بانه "فلت كثيرا من الحكمة والعقل".

واضاف شنيكات " كان الاولى ان يكون السفير حريصا على بلده وعلاقات بلاده مع الاردن " ، مطالبا باخذ اشد موقف تجاه السفير من قبل الخارجية الاردنية ، مشددا على اهمية ان لا ينسحب الامر على العلاقة بين البلدين.

واشار الى ان هنالك تحديات خارجية وازمات محلية تحتم التعامل بموضوعية مع ما جرى.