"الحروب القذرة: العالم ميدان حرب" وثائقي اميركي
09-06-2013 03:19 PM
عمون - خرج الى صالات العرض الاميركية فيلم وثائقي ينتقد حملة الاغتيالات السرية التي شنتها الادارة الاميركية للرئيس باراك اوباما ضد اشخاص يشتبه في انهم على صلة بمنظمات ارهابية، معتبرا ان هذه الاعمال تساهم في تشويه صورة الولايات المتحدة وحشد الاعداء لها في العالم.
ويحمل هذا الفيلم اسم "الحروب القذرة: العالم ميدان حرب"، ويدين فيه الصحافي جيريمي سكاهيل الاغتيالات التي نفذتها طائرات دون طيار، او قوات خاصة في جنح الظلام.
ويرى سكاهيل ان هذه النوع من العمليات يولد حالة حرب متواصلة "تفلت من أي سيطرة".
ويهدف هذا الفيلم الوثائقي الى رفع النقاب عن اسرار العمليات التي جرت منذ هجمات الحادي عشر من ايلول 2001، مع التركيز على المدنيين الذي وقعوا ضحايا هذه العمليات في كل من افغانستان واليمن.
ويروي مثلا تجاوزات القوات الاميركية الخاصة في قرية غرديز الافغانية، حيث قتل خمسة مواطنين من بينهم سيدتان حاملتان، ورجل شرطة افغاني تدرب لدى الاميركيين.
ويعرض الوثائقي ايضا مقاطع من فيديو صورته عائلة افغانية يظهر فيه افرادها محتفلين ويرقصون، قبل دقائق على مقتلهم جميعا على يد الاميركيين.
وقد اثار هذا الحادث المروع حالة من السخط في القرية، حيث تعالت التهديدات بقتال الاميركيين في حال تكرر الامر.
وبعدما فرت وسائل الاعلام من المكان، اعلنت القوات الاميركية الخاصة ان المستهدفين في هذه العملية كانوا من المقاتلين، لكنها عادت بعد وذلك واقرت بارتكاب خطأ قاتل.
ويقول جيرمي سكاهيل لوكالة فرانس برس "لقد توصلت الى نتيجة بعد سنوات من العمل الصحافي في تغطية النزاعات، اننا حين نستهدف اشخاصا مدنيين فاننا بذلك نوسع قائمة اعدائنا".
وليس المقصود من هذا الفيلم ارشاد الجمهور الى طريقة تفكير معينة حول الحرب على الارهاب، ولكن "ان تظهر رواية اخرى مختلفة عن تلك التي نسمعها دائما عبر وسائل الاعلام".
يصور هذا الفيلم في اليمن زعيما قبليا كان عضوا في البرلمان يتحدث عن غارة وقعت في العام 2009 اذ اطلق صاروخ اميركي من طراز توماهوك على قرية موقعا اكثر من اربعين قتيلا من بينهم اطفال.
وتبنت الحكومة اليمنية هذه الغارة، مؤكدة انها استهدفت معسكرا لتدريب عناصر تنظيم القاعدة، الا ان البرقيات الدبلوماسية التي سربها موقع ويكيليكس بعد ذلك اكدت ان الغارة كانت اميركية.
ويركز الجزء الاكثر اثارة للجدل في الفيلم على اغتيال رجل الدين الاميركي اليمني المتشدد انور العولقي في ايلول 2011، في غارة نفذتها طائرة اميركية من دون طيار.
وكانت ادارة بارك اوباما اقرت في ايار الماضي انها أمرت بتصفية العولقي، وبررت السلطات ذلك بانه يأتي على خلفية تورطه في عمليات ارهابية في الاراضي الاميركية.
لكن سكاهيل يرى ان اغتيال العولقي كان فقط بسبب خطابه المتشدد، وانه كان الأولى أن يحاكم أمام المحاكم الاميركية لا ان يغتال بغارة جوية.
ويصور هذا الوثائقي الشيخ العولقي على انه كان داعية معتدلا مقيم في فرجينيا، تحول من الاعتدال الى التشدد بسبب المناخ المعادي للمسلمين في الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.
ويقول "لقد ساهمت الولايات المتحدة نفسها في تكوين شخصية هذا الانسان الذي عادت وقتلته". أ ف ب