facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العلمانية والعرب *سلام الربضي

08-06-2013 10:06 PM

الاستقلالات الوطنية، يجب أن تبقى، تقسيماً جغرافياً فحسب، وليس تقسيماً حضارياً بفوارق أساسية. وإن كان للتاريخ عبر، على صعيد إشكالية العلاقة بين الدين والدولة، ففي طليعة هذه العبر ما يلي :

1- ربط الدين في أيدي الحكام: يؤدي حتماً إلى استغلال الدين لأغراض سياسية.وهذا واقعنا الحالي.

2- إذا تغلب دين على دين: يعني تحويل أتباع الدين الثاني إلى سكان درجة ثانية. والمساواة غير ممكنة في مثل هذا الإطار.

3- داخل كل دين يوجد اختلاف: خاصة إذا ما تم الجمع بين السلطة الدينية والدنيوية، في يد حاكم من فئة دينية معينة. وبالتالي، يقال حكماً وهابياً،علوياً،شيعياً سنياً، مارونياً..إلخ.

4- النظام الذي يجمع ما بين الدين والدولة : لا يمنع ذلك الصراع القائم بين الطامعين بالحكم سواء كانت عائلة أو الرعية أو حتى أقرب المقربين.

5- وضع الدين في الحكم : يجمد المجتمع ويمنع ويوقف التطور.

6- إن أي بلد لم ينص دستوره على دين للدولة : يتحول الدين إلى عنصر تفجير مجتمعي، وتخلف سياسي، لأنه من المستحيل إرضاء أتباع كافة الأديان. ولبنان خير مثال على ذلك.

كل تلك الحقائق والعبر، المتشبعة، والمتضاربة، بحاجة لتقييم. ولقد جرى الكثير من النقاش والحوار حولها، وتحت عناوين مختلفة: الإسلام والحداثة، الإسلام بين الذات ومنجزات العصر، الإسلام بين الماضي والمستقبل، الإسلام بين راحته الفكرية المألوفة وبين الأفكار الأخرى المختلفة، مسيحية، ليبرالية، ماركسية، تكنولوجية. وإلى يومنا الحاضر، لم يستطع العرب والمسلمون، الإجابة بوضوح وبصورة حاسمة عنها. بل على العكس، فهناك بلبلة فكرية سائدة وغالبة على كل ما يطبع، وما يعتقد وما ينشر في هذا المضمار.

وهذه الاتجاهات هي اليوم في أشد أزماتها، صراع ظاهر وخفي، صامت وصاخب، فكري وعسكري وأمني وثقافي. وخير مثال على ذلك، ما تعانيه المذاهب الإسلامية حالياً، من خلافات فيما بينها، أو داخل المجتمع الإسلامي بشكل عام، ما بين معتدل وأصولي وسلفي وأخواني وليبرالي. كما لا يمكن تجاهل، أحدى أهم الاضطرابات الفكرية السائدة في وقتنا الحاضر، وهي القائمة على إشكالية كيفية التعامل مع الآخر، وللأسف أكثر تحديداً الآخر ليس الأجنبي غير العربي فقط، بل هو هو أيضاً، المواطن المسيحي العربي، كما هي حال مصر وسوريا والعراق ولبنان.

إننا نواجه عصراً، سقطت فيه الحواجز، واتصلت الشعوب بعضها ببعض، اتصالاً لا انفصال فيه، تتداخل فيه، وسائل الإعلام البصرية والسمعية، المقروءة والمكتوبة حيث الثقافات ممزوجة ومتداخلة ومتواصلة. وعصرنا يشهد ولادة ثقافة بشرية، مشتركة، لا هي مسيحية فحسب، ولا هي إسلامية فحسب، لا هي ماركسية فحسب، ولا هي ليبرالية فحسب، لا هي روحانية فحسب، ولا هي مادية فحسب، ولا هي تجريدية فحسب، ولا هي تكنولوجية فحسب. إنها ثقافة الإنسان وكل إنسان، ثقافة الإنسانية وكل الإنسانية، وكل محاولة للانفصال عن هذا التيار العالمي الجارف محاولة يائسة أو مضيعة للوقت وهدر للجهود.

ويبدو إن كل تلك العبر التي يعلمنا إياها التاريخ أو الواقع الحاضر، لا تترك أمامنا سوى سبيل واحد، ألا وهو النظام العلماني أو المدني. نظام الحرية الدينية والكرامة الإنسانية، القائم على حياد السلطة الديني، وإعطاء الحرية الدينية للفرد. وبالتالي، فصل الدين عن الدولة. إذ إن فصل الدين عن السياسة ضرورة تعلمنا إياها التجارب، وبما فيه التاريخ العربي، فالعلمانية هي احدى أهم الشروط الأساسية لمواكبة ركب الحضارة .

*باحث ومؤلف في العلاقات الدولية





  • 1 مراقب 08-06-2013 | 10:22 PM

    ابدعت يا اخا العرب ، مقال رائع ، ولكنه يريد من له اذان ليسمع وعيون لترى، للاسف هذه الايام معظم العرب بدون اذان وبدون عيون ، معظمهم يريد الاستشهاد والذهاب للجنه للقاء الحوريات وانهر الخمر التي لا تسكر .

  • 2 معاني حيران بأم الحيران 09-06-2013 | 02:28 AM

    حقك ياربضي ,وكلامك سليم

  • 3 أسعد 09-06-2013 | 02:54 AM

    الدوله العباسيه والأندلسيه أزدهرتا ( ونتباهى بذلك ) عندما فصل الدين - الى حد ما - عن الدوله .

  • 4 حراث ابن بدوية 09-06-2013 | 03:34 AM

    نعتذر...

  • 5 العلمانية .... ذلك العالم المجهول 09-06-2013 | 08:05 PM

    هناك الكثير من المجتمعات حققت حضارة وازدهار وتقدم تكنولوجي و...و.... الخ لكن سرعان ما تفتت هذه المجتمعات لان ما انجزته من تقدم وحضارة لم يكــن قائما على الاخـــلاق نعم فالاتحاد السوفيتي مثلا أصبح 11 دويله أو يزيد وحروب ونزاعات بينها وهم أصلا أبناء وطن واحد أليس هكذا ، لننظر أيضا الولايات المتحده ديــون مدويه ومؤلمه تصل الى تريليونات !!حققت حضارة لكن هناك مليوني لقيط أو أكثر نسب بطاله تصل الى 11 أو 12% ظلم وقهر للشعوب ونحن منها ، من هنا نقول أن العلمانية معنى بغيض ان كان يصل بنا الى هذا المستوى من العيش والعلاقات لكن ان كانت قائمه على الاخلاق ووجود الرقابه الذاتية في كل واحد منا تجاه مجتمعه ووطنه دون المساس بمصالح وحريات الاخرين نحقق من خلالها اسلوب حياة نظيفه بعيده عن كل ما يذهب العقل والخلق كبعض الدول الغربية العلمانية التي توزع المخدرات على المدمنين وتجيز بقوانينها زواج المثليين و...و...و.. الخ وأنتم تعلمون ذلك ..


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :