لماذا تباع السجائر في الاردن بهذا الثمن الرخيص جدا ، وقد كان الاولى ان يتم رفع سعر علبة السجائر الى خمسة دنانير ، وهذا الثمن سيؤدي اما الى ترك التدخين ، او التقليل من عدد السجائر التي يتم تدخينها يوميا ، والاستفادة من رفع سعر السجائر ، لرفد الخزينة بأموال لتغطية العجز؟لماذا لا يتم فرض ضريبة اضافية على ارباح المصارف ، بدلا من زيادة اموال الاغنياء والمصرفيين والمساهمين ، وتكديسهم لمئات الملايين سنويا ، فيما يتم حرق اصابع المواطن الفقير ، برفع اسعار السلع الاساسية ، ولماذا لا تصبح الضرائب عادلة ، من حيث النسبة والتغطية ، فيدفع الغني ما عليه ، حقا ، بدلا من تسللنا الى رغيف خبز المواطن ، واسطوانة الغاز؟
لماذا لا يتم فرض ضريبة معقولة وكبيرة ، على تملك العرب والاجانب للعقارات في الاردن ، بدلا من الضرائب الحالية ، ليتم رفد الخزينة بمبالغ مالية كبيرة ، ولماذا سمحت الحكومات ببيع الاراضي بواسطة وكالات خاصة ، ولماذا تم السماح بضياع عشرات ملايين الدنانير ، على الخزينة ، كرسوم لم يتم دفعها في هذه الحالة؟
لماذا لا يتم فرض ضرائب مرتفعة على الكحوليات المستوردة ، واذا كان الاصل تحريمها ومنعها ، فلماذا يتم استيرادها بأسعار عادية وبيعها بأسعار عادية ، وايهما اولى بالرفع ، اسطوانة الغاز ، وكعك اطفال المدارس ، ام الخمور ، وهل مطلوب من الدولة ان لا تدعم المحتاج والموظف ، وترحم السكير في هكذا حالة؟
لماذا لا يتم فرض ضرائب على قطاع الاتصال وشركاته تحقق ارباحا بمئات ملايين الدولارات سنويا ، اليس من الاولى ان تحصل الحكومة على نسبة جديدة من هذه الارباح ، بدلا من رفع السلع التي تمس حياة المواطن ، ولماذا نفهم الاستثمار في بلدنا ، بأن يأتي المستثمر ويوقع عقدا لبناء عقارات بمليار دولار ، ويأخذ ارضا مقابلها ، يصبح ثمنها بعد عشرين عاما مليار دولار ايضا ، واين هي الجدوى في مثل هذه الحالة ، واين مكاسب الخزينة من هكذا ظرف؟
لماذا لا يتم تحصيل القروض من كبار المزارعين ، وعليهم ذمم بمبالغ كبيرة ، لم يتم تحصيلها حتى الان ، وهذه المبالغ ، كفيلة بدعم الخزينة ، بل ودعم عملية الاقراض مجددا ، بدلا من اختفاء الملايين ، وووصول الوضع الاقتصادي الى هذه المرحلة الصعبة ، وبدلا من التشاطر على صغار المزارعين؟
لماذا لا تحصل دائرة ضريبة الدخل المبالغ المالية ، التي لها في ذمم بلعض المواطنين ، ولماذا لا تحصل امانة عمان وبقية البلديات ، بقية الاموال التي لها بحوزة الناس ، لتصحيح الاداء ، بدلا من القروض ، وبدلا من اضطرار الحكومة اليوم ، لرفع الاسعار؟
لماذا يتم الاستمرار باستخدام السيارات الحكومية ، ايام الجمع والعطلات ، ولماذا يتم الاستمرار بصرف كوبونات البنزين لمدراء الدوائر وحملة الدرجات العليا ، ولماذا يستخدم الوزير لدينا اكثر من سيارة واحدة ، ولماذا لا يعاد النظر بالمياومات واسس المياومات ، والسفريات وغير ذلك ، بدلا من رفع اسعار الوقود؟
لماذا لا ترحم الحكومات الناس ، على الاقل ، وتمنح كل مواطن قطعة ارض ، ولو نصف دونم ، من ملايين الامتار المربعة التي تمتلكها الحكومات ، ولماذا لا يتم تحسين حياة الناس بوسائل بديلة ، مثل توزيع الاراضي ، ومنح الشباب قطع اراض زراعية لزراعتها؟
الاسئلة بالعشرات ، والاجابة واحدة... حيث لا اجابة سوى ان المواطن هو الوسيلة الاسرع لجمع المال ، حتى لو تم خطف رغيف اولاده من بين يديه.
ولا حول ولا قوة الا بالله.