36 مليار دقيقة اتصال في الأردن
06-06-2013 12:19 PM
عمون - كشفت بيانات حكومية، مساء أول من أمس، عن ارتفاع حجم الحركة الهاتفية عبر شبكات الاتصالات الرئيسية في المملكة خلال العام 2012؛ إذ أظهرت هذه البيانات أنّ الأردنيين تحدثوا ما مجموعه 36 مليار دقيقة اتصال معظمها على الخلوي.
وبحسب أرقام نشرتها هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، سجلت الحركة الهاتفية للأردنيين على مختلف الشبكات الرئيسية ارتفاعاً بنسبة 28 %، خلال العام الماضي، وذلك لدى المقارنة بحجم الحركة الهاتفية للأردنيين خلال العام السابق 2011، والتي بلغت وقتذاك قرابة 28 مليار دقيقة اتصال.
وتشمل الأرقام سابقة الذكر الحركة الهاتفية على مختلف الشبكات؛ صادرة وواردة؛ ومن الخلوي الى الثابت وبالعكس، كما تشمل جميع أنواع المكالمات محلية ووطنية ودولية.
وتتزامن هذه الزيادة في الحركة الهاتفية للأردنيين، مع زيادة اعتمادهم -كغيرهم من مستخدمي الخلوي حول العالم- على هذه الأداة لتسيير أمور حياتهم اليومية الاجتماعية ولأغراض العمل، وبالتزامن أيضاً مع النمو المتواصل في قاعدة اشتراكات الخدمة الخلوية في المملكة؛ حيث انتشرت الخدمة بشكل كثيف بين الأردنيين مع زيادة حدة المنافسة بين الشركات المقدمة للخدمة وتراجع أسعارها الى مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي أسهم في توفير عائلات كثيرة ومتنوعة من عروض الاتصالات تناسب احتياجات شرائح المجتمع الأردني كافة.
ومن جهة أخرى، أظهرت بيانات هيئة الاتصالات -التي تجمعها بشكل سنوي من الشركات- أن الأردنيين من مستخدمي الهاتف المتنقل ما يزالون يعتمدون على الرسائل القصيرة كخدمة أساسية للتواصل الاجتماعي أو لأغراض العمل؛ حيث أظهرت الأرقام ارتفاع حجم الحركة الهاتفية للرسائل القصيرة لتسجل خلال العام الماضي 2.3 مليار رسالة قصيرة، وذلك بالمقارنة مع حوالي 1.6 مليار رسالة قصيرة حجم الحركة الهاتفية لخدمة الرسائل والمسجلة في العام السابق 2011. ويظهر من الأرقام الخاصة بالحركة الهاتفية الصوتية وحركة الرسائل القصيرة أن الأردنيين ما يزالون يعتمدون على خدمات الهاتف المتنقل بشكل كبير في حياتهم الشخصية؛ حيث زادت قاعدة اشتراكات الخدمة لتتجاوز التسعة ملايين اشتراك معظمها من فئة المدفوع مسبقاً، وارتفعت نسبة انتشار الخلوي الى أكثر من 142 % من عدد سكان المملكة، فيما تظهر أرقام رسمية أخرى أن الخدمة الخلوية دخلت أكثر من 98 % من منازل الأردنيين.
وأسهم في انتشار الخدمة تراجع أسعارها وأسعار الأجهزة الخلوية مع المنافسة الشديدة في أسواقها؛ حيث زادت قاعدة اشتراكات الخدمة الخلوية بشكل كبير مع اقتناء المشترك الواحد أكثر من خط خلوي، ويتجه المستخدمون لاقتناء أكثر من عرض لتخفيف كلفة فواتيرهم للاتصالات الخلوية.
غير أن خبراء في القطاع يتوقعون أن يرتكز مستقبل القطاع خلال المرحلة المقبلة على خدمات الإنترنت عريضة النطاق وخدمات البيانات، أكثر من الخدمة الصوتية، وذلك مع انتشار خدمات الجيل الثالث والهواتف الذكية التي أصبحت تشكل نسبة 50 % من مستخدمي الهواتف المتنقلة في المملكة.
وتتوقّع الحكومة ومشغلو الاتصالات خلال المرحلة المقبلة استقرار أو تراجع نمو اشتراكات الهاتف الخلوي بعد وصولها إلى مرحلة متقدمة من الانتشار تجاوزت عدد السكان وفرص نمو كبيرة لخدمات الإنترنت، فيما يتوقّع تراجع الاعتماد على الهاتف الثابت.
وبدأت شركات الاتصالات الرئيسية تركيز المنافسة وتوجيه عروضها منذ بداية العام الماضي نحو الإنترنت عريض النطاق عبر جهاز الحاسوب أو الخلوي، وذلك مع وصول نسبة انتشار الخلوي الى مرحلة متقدمة تجاوزت عدد السكان، فضلاً عن الانخفاض الكبير في أسعار خدمة الخلوي، الذي أوصل تعرفة الخلوي الى مستويات غير مسبوقة، ما ضغط على الشركات نحو البحث عن مصادر إيرادات جديدة تمثلت في الفرص المتاحة في سوق الإنترنت التي ينتظرها المزيد من التوسع خلال المرحلة المقبلة.
ويعزّز ذلك إمكانية تقديم خدمات المحتوى والخدمات الإضافية والتطبيقات المبنية على الإنترنت، وهو أيضا ما بدأت تتوجه له شركات الخلوي والاتصالات لا سيّما مع الانتشار المتزايد للهواتف الذكية التي يتوقّع لها أن تشكّل مستقبل استخدام خدمات الاتصالات خلال السنوات القليلة المقبلة. وكان أول دخول لخدمات الخلوي والإنترنت منتصف التسعينيات من القرن الماضي، فيما يرجع تاريخ الهاتف الثابت لأكثر من أربعة عقود مضت.
(الغد)