لقد ارتبط الجنوب بذاكرة الاردن شعبا وقيادة حيث الشهامة والنخوة ومواقف الرجال الرجال الذين كانوا كالسد المنيع الذي يحمي الوطن في ساعات المحن ، اجل قدموا التضحيات والشهداء على ثرى الاردن وفلسطين ، ان ما حدث في الجنوب قد يكون نوع من الاحتقان الاقتصادي والاجتماعي الذي الذي لم تلفت االيه الحكومات السابقة ، هل نلقي اللوم والعتب على المسؤولين الديجتاليون الذين لم يعرفوا شيء عن الجنوب غير الطريق الصحراوي الذي يسلكونه في طريقهم للخلوات والمؤتمرات الاقتصادية التي عقدت في منتجعات العقبة ، هل توقفوا في الحسينية أو معان أو الطفيلة أو الكرك، هل جلسوا مع الناس البسطاءوتحسسوا اوجاعهم واحتياجاتهم ،هل يعرفون شيء عن البطالة والفقر المدقع الذي انتشر بسبب بعض خططهم الاقتصادية البلهاء التي لم تكن سوى حبر على ورق ومياومات ومشاركات في ورش عمل لا تغني ولا تسمن من جوع، لا ترى وجوه بعض هولاء المسؤولين الا على شاشات التلفاز قابعين في مكاتبهم الفخمة في عمان ، لماذا البعض يحاسب اهل الجنوب وينتقدهم ويعتبرهم عبء على هذا الوطن ، ماذا ينتظر المواطن الاردني من هولاء الفئة من الديجتاليون التي تصطف في طوابير من اجل جواز سفر او اقامة في احد البلدان الاجنبية ، هل يستطيع البعض ان ينكر بان الجنوب يحتوي على العديد من ثروات الاردن من بوتاس وفوسفات واسمنت ونحاس وغيرها التي كانت ترفد الاقتصاد الاردني والتي كان نسبة منهم يعتاش من وراء هذه الشركات التي سرحوا منها واصبحوا يعتصمون في شوارع عمان يطالبون بالانصاف والعيش بكرامة ،هل ننسى ان الماء الذي يطفىء عطشهم ويملأ مسابحم في عمان ياتيهم من الجنوب، لقد تربينا منذ الصغر على مقولة الملك والقائدالراحل الحسين بن طلال بان الانسان اغلى ما نملك، لماذا دائما تنتظر الحكومات ان يقوم جلالة الملك بحل جميع المشاكل ،اين ذهب بعض اصحاب الدولة والوزراء والاعيان والنواب الذين تربعوا على كراسي صنع القرار واشبعوا الناس تنظيرا ، هل اصبح دورهم يقتصرعلى ترأس الجاهات في المناسبات الاجتماعية، هل فرغ شمال ووسط وجنوب الاردن من رجال الفزعة واصلاح ذات البين وفك النشب امثال دليوان المجالي و عوده ابو تايه وهارون الجازي وعوده النجادات وحسين الطروانة وعبد الحليم الحمود ومثقال الفايز وغيرهم من شيوخ ووجهاء محافظات الاردن ،أم فرغ الاردن من رجال بحجم وطنية وصفي وهزاع وحابس وغيرهم من الغيوريين على الاردن، نحن هنا لسنا بموقف دفاع عن بعض الخارجين عن القانون او المتمردين علي سيادة الدولة ، لا نريد ان نزايد على اهل الجنوب فالشمس لا تغطى بغربال و فرسان البادية الاردنية اهل حكمة وحنكه ، ان ماحصل قد يكون لتراكمات تقصير بعض الحكومات السابقة التي نسيت او تجاهلت اهل الجنوب واوضاعهم الاقتصادية والمعيشية الصعبة ،لقد ابدعت الحكومات خلال العقد السابق فقط في بيع مقدرات الوطن وخصخصت الشركات الوطنية التي انشئت اصلا لغايات تنموية وتحسين الاوضاع المعيشية للمواطن الاردني ، هل فكر البعض بحجم الاعتصامات والمظاهرات التي اصبحت سمة غالبة في مؤسسات ومحافظات الاردن، نحن لا نحمل حكومة النسور تقصير واخطاء الحكومات السابقة التي لم تتقن سواء عمليات البيع لمقدرات الدولة ، بل ان الحكومة جاءت في ظروف اقتصادية وسياسية عسيره وورثت مديونية كبيرة وموازنة خاوية ، وللأسف وفي ظل هذه الظروف يخرج البعض علينا بمصطلحات الالغاء لدور الدولة الرعوية لنترك الناس فريسة للفقر وخلق بيئة لعدم الاستقرار الامني والاجتماعي بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي،اين يريد هولاء المنظرين ان يذهبوا بالوطن، ولماذا لا نتعلم من بعض الدول العربية التي تسعى لتحسين اوضاع مواطنيها لماذا نطبق الجانب السلبي من كل نظرية او تجربة التي قد لا تتوافق مع اوضاعنا وبئيتنا ، نحن نريد ان نتكاتف كاسرة واحدة حريصة على مصلحة الوطن بان ننزع فتيل اي مشكلة او خلاف وان نبادر الى ترميم البيت الاردني من كل شرخ، وحمى الله الاردن شعبا وقيادة.