كفى ترويجاً للتبغ .. قتلتمونا به
05-06-2013 08:06 PM
عمون - بصوت تقتله البحة، وجُمَلٍ من الكلام قطّعها السعال، يقول الحاج مصطفى المصري : "أول عمري كانت إعلانات الدخان وأشكال علب السجائر تجذبني، أما الآن فأنا لست بحاجة لإعلان كي أشتري الدخان، فدمي هو من يدفعني لشرائه، فأنا أدخن منذ أكثر من 40 عاماً "، الحاج مصطفى قد وصل لمرحلة متقدمة من الإدمان، لكن البوابة التي تسلل منها الإدمان إلى قلبه في بداية تدخينه هي بوابة الإعلان والترويج، إضافة إلى تلك "النسور والأسود والغزلان وفرسان الكاوبوي المرسومة على علب السجائر" كما يذكرها لنا الحاج مصطفى ، وللأسف من يدخل من هذه البوابة يصعب عليه الخروج منها، لأنه يكون قد علق بين أشواك الإدمان.
في إشارة إلى جوانب من حجم المشكلة، يبلغ عدد ضحايا من يَعبُرون بوابة الترويج والإعلان عن التدخين إلى الإدمان أكثر من 6 ملايين شخص سنوياً، منهم أكثر من 000 600 شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق دخان التبغ بشكل غير مباشر، وتواجدهم قرب تلك البوابة السوداء، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب نصف أطفال العالم يستنشقون هواءً ملوثاً بدخان التبغ، وبسبب تدخين التبغ أيضاً يموت شخص كل 6 ثواني، والعامل المشترك بين هذه الأرقام وغيرها هو الموت والمرض، فالوفيات الناتجة عن التبغ تفوق الوفيات الناجمة عن الإيدز والعدوى بفايروسه والسل والملاريا ، وتفوق ضحاياه أيضاً ضحايا أعتى الحروب الطاحنة.
يجيب الشاب أ.ع على سؤالنا :"إذا خيّرت بين رغيف ساندوتش وبين سيجارة وأنت جائع ولم تدخن منذ مدة، أيهما ستختار؟"، أجاب دون تكلف، وبابتسامة ثقة "الموضوع ليس بحاجة لسؤال؛ طبعاً السيجارة"، لم نستطع بعد هذه الإجابة إلا الاعتذار منه، على اعتبار أننا كنا ساذجين ونسأل عن شيء واضح!!، كم هي مؤلمة هذه القناعات، فهذه الإجابة تنقلنا إلى تصور الخسائر في الصحة على حساب التبغ وقس على ذلك، فليست غريبة تلك الخسائر البشرية والمادية التي تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل النظم الصحية، لاسيما إذا كان المتسببين بها يملكون هذه القناعات بتجذر وتسليم مطلق لقيود الإدمان، وكم يثير الاستغراب أيضاً رفض الشاب أ.عذكر اسمه في تحقيقنا بدوافع شخصية،ولكنه يبرر ذلك بقوله: "أنه يعتبر التدخين شيئاً معيباً ومخجلاً خاصة أمام أسرته ووالداه"، كما يعتبره" أمراً سلبياً للغاية على الصحة، ولكنه متمسك به لأسباب خارجة عن إرادته، فهو لا يستطيع الابتعاد عنه نهائياً!!".
الانجذاب للتدخين والعامل النفسي وخطورته
لم أكن أكثر انصداماً عندما عاينت حالة مجموعة من أصدقائي المدخنين، وتجاربهم الخاصة مع هذه الآفة، فعمر العطيات؛الناشط الشبابي ، يتحدثعنتجربته مع التدخين فيقول: " كنت واحدا من أكثر الناقمين على المدخنين، لقد شاركت في حملات ومبادرات مختلفة، تدعو لمعالجة واضحة لهذه الظاهرة، ولكن قبل 4 سنوات من الآن تغيرت علاقتي مع التدخين، وربطتنا علاقة أصفها بالحميمية، لقد تعرفت في إطار الصدفة وعبر صديق لي على نوع عالمي من السجائر، لا اخفي أني انبهرت بها وبشكل علبتها الجذاب، خاصة اني علمت لاحقا بأنها من الأنواع المصنفة عالميا بشهرتها وإقبال المرفهين عليها، انجذبت تلقائيا لها، وأصبحت جزءا من حياتي اليومية، حتى مع الارتفاع المضطرد في سعرها لعدم توافرها في السوق المحلية، فإنني أبحث باستماتة عنها، وكما أنها أيضاً تسبب لي العديد من المشاكل مع والدي، كما أنني لا أنفي اطلاقا معرفتي الكلية بمخاطر التدخين، ولا أخفي ايضا اعترافي بأن ما افعله انفصام فكري، نظرا لعلمي المسبق بخطورة ما أقوم به على صحتي، لكنني أعترف ايضا بأن علاقتي بالتدخين لم تقم أصلا على حاجتي للنيكوتين، أو ادماني عليه، لقد انقطعت عن التدخين لفترات متعددة ولم أعاني من أي مشاكل تذكر حينها، لكن تدخين هذا النوع من السجائر أصبح جزءا من شخصيتي و "الكاريزما" الشخصية، وحين انقطاعه عن السوق لا أدخن نوعا آخر، لم أفكر أبدا بترك التدخين ولا أفكر بذلك مستقبلا، لقد أصبح التدخين بالنسبة لي متعة لا أرغب بالتخلي عنها"، لم ينهي عمر كلامه حتى استلّ "أعواد الموت" كما يصفها والده، وأشعلها بطريقة أقرب إلى الافتخار والاستعراض، حينها وليت مدبراً ومعقباً "لا تؤذني بدخانك اقتل نفسك بعيداً عني"، وفي نفس الوقت يُطرح سؤالٌ ملح في مخيلتي: أليست جريمة بشعة تلك الدعاية عن نوع السجائر الذي يتعاطاه، والتي صورت التدخين بشكل البطولة والرجولة والبرجوازية المرفهة؟، لاشك بأنها جريمة كبرى بحق الفرد والمجتمع والبيئة.
الإعلان والترويج فخ يجب إزالته
كيف أؤثر على نفسية الأفراد لأدفعهم للإقبال على التدخين؟ هذا ما تفكر به العقلية الشيطانية التي تستخدم إعلانات زائفة ومموهة لتسويق التبغ وكأنه سلعة رفاهية تصنع السعادة ولحظات الفرح، وقد نجحت هذه الإعلانات إلى حد كبير، فاستطاعت صناعة قناعات إيجابية واهمة وجاذبة لدى الكثيرين ممن وقعوا في شباك القاتل الأسود، إعلانات استعانت بالخدع السينمائية لإبهار المستهلك واستعانت بنجوم من الفن والتمثيل، وبصور ولقطات لسياسيين بارزين وهم يدخنون التبغ، لتحفيز الأفراد على الاقبال بشراهة على الشراء، كل هذا وأكثر من أساليب التلاعب بمشاعر وتوجهات الأفراد تدار بالعقلية الشيطانية لشركات التبغ وبائعيه، التي تأسر من خلال الإعلان والترويج إرادة وسلوك الأفراد، لتستدرجهم إلى براثن الإدمان الذي يحمله الدخان إلى أحشاء المدخنين، ليصبح إعلاناً داخلياً خبيثاً لا يسمح للمدخن بالابتعاد عنه لأكثر من دقائق معدودة، كما أن بائعي التبغ في السوق "المفرق" وتحديداً في "القهاوي"يستخدمون الشباب المراهقين ليبيعوا التبغ وذلك لكي يكونوا قريبين من أقرانهم في نفس الفئة العمرية، ولا يجد أقرانهم أية حرج للإقبال على الشراء بل وحتى يعطي حافز للشراء والتواجد في تلك "القهاوي"، ولدى سؤالنا الشاب عبدالله البستنجي الذي بالكاد تجاوز مرحلة الطفولة ويجلس على عتبات إحدى "القهاوي" التي يعمل بها أحد أصدقائه، كم من الوقت تمضي في "القهوة" أجاب: "أمضي أغلب وقتي هنا مع الأصدقاء، وتحديداً من الساعة الرابعة مساءً وحتى العاشرة ليلاً"، وهنا سألناه عن أبرز ما يشتريه من "القهوة" فقال: "الدخان أولاً ومن ثم القهوة"، حينها سألناه أيضا عن ما إذا كان عمل صديقه في "القهوة" يجذبه إلى هذه العادات، قال:" أكيد وجود صديقي هو الدافع الأساسي لجلوسي هنا وتمضية أغلب الاوقات"، هنا انتهى لقاءنا وتمنيت لو أنني أذهب مباشرة إلى وزارة العمل لأقدم شكوى بحق صاحب "القهوة" بسبب تشغيله للشباب (شبه أطفال) ليكونوا بحكم أفخاخ ومصائد لأقرانهم بشباك التبغ، لكن للأسف فقد تخليت عن هذه النية عندما رأيت في ظهيرة اليوم الثاني العديد من الـ"مقاهي" تتبنى نفس العملية ويتجمهر حولها طلبة المدارس بعد انتهاء دوامهم ليتناولوا سجائر التبغ بشراهة، وهو منظر مؤلم ومستفز وما يزيد إيلاماً كبائن علب السجائر التي تقابلها فور دخولك العديد من "المولات" وهي معلقة بطريقة جاذبة وعليها إعلان منسق ومصممة بشكل "مغري" كما يصفها مروان وهو الموظف المسؤول عن قسم "المدخن" في أحد المولات، إذاً فالمشكلة مستفحلة ولا بد من جهود لمنع كافة وسائل وأشكال الترويج والإعلان أكان من قبل شركات التبغ ام من قبل تجار وبائعي "المفرق"، والتي وإن لم تدفع الافراد على تدخين التبغ في حالات معينه، فإنها ترتكب جريمة بشعة تتمثل بترسيخ تصورات بأن علب السجائرأمر عادي وتباع مع المواد التموينية، وبذلك تكسر جميع الأفكار التي تحمل انطباعات سلبية ورافضة له، ومع الأيام يصبع أسهل فأسهل الاقبال على تدخين التبغ.
ماذا يسبب تدخين التبغ؟
مع الأسف يسبب الموت، لكن الموت مرحلة متأخرة في كثير من الأحيان لعذابات مريرة مع الأمراض المزمنة، كالإصابة بالسرطان أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو تصلب الشرايين وانسدادها والالتهابات الرئوية والأمراض الصدرية و النفاخ وغير ذلك من الأمراض المزمنة والقاتلة، كما يتسبّب ذلك الدخان في إصابة الرضّع بمتلازمة موت الرضيع الفجائي، وفي إصابة الحوامل بضرر يؤدي إلى انخفاض وزن أطفالهن عند الميلاد، ويسبب أيضاً العديد من الأعراض المزعجة كرائحة الفم الكريهة إضافة إلى ما يرافق تدخين التبغ من عادات مؤذية كتدخينه في وسائط النقل العام والأماكن المغلقة، ومما يزيد هذه المأساة ألماً، هو أن التدخين لا يتسبب بهذه الأمراض والموت فقط لصاحبه، بل لكل من يستنشق الدخان الذي ينفثه هو وسيجارته المسمومة، ذلك أنّ دخان التبغ غير المباشر يقف وراء حدوث عُشر الوفيات المرتبطة بالتبغ، إذاً ليس من المبالغة القول بأن تدخين التبغ يقف خلف أكثر الآلام والأمراض المنتشرة، كما انه "يحرق النقود" وفق وصف الطالب الجامعي خالد محمد، فثمن السجائر على رأس أولويات المصروف اليومي، وفي كثير من الأحيان يذهب كامل المصروف اليومي ثمناً للسجائر حسب تجربة خالد اليومية، وما هذا إلا "غيض من فيض" بالنسبة لأضرار التدخين الكبيرة بحجم المعاناة التي يسببها للبشرية، ولا نستطيع إغفال الضرر الناجم عن السحابات السوداء من دخان التبغ على البيئة فحقول التبغ تشكل 4.3مليون هكتار من الأراضي المزروعة في العالم، و 69% من محصول التبغ يزرع في البلدان النامية، كما أن دخان التبغ يحتوي على ذرات وغازات تتشكل من أكثر من أربعة آلاف مادة معظمها سام أو مؤذ، بينما تحتوي الغازات على 400 مادة ضارة، وتظهر دراسات ضرر التدخين من جانب تسببه في كثير من الحرائق حيث يتسبب بما نسبته 13% من حرائق المساكن والمكاتب و 14.5% من حرائق المرافق العامة والمسارح والمطاعم و 20% من حرائق الغابات والأعشاب والحطب.
كيف يقتلك دخان التبغ؟
يحتوى دخان التبغ على ما يزيد عن 4000 مركب مختلف وهو يمتـلك خواص مهيجة ومسرطنة، ومن المواد الموجودة في دخـان التبغ؛ النيكوتين، أول أكسيـد الكربون، اكرولين، أكـاسيد النيتـروجيـن والعــديـد مـن المركبـات الأخرى.
وفي استعراض سريع لمكونات هذا القاتل ومواصفاتها نجد بأنه يحتوي على:
النيكوتين : هي مادة كيميائية طيارة ، توجد في ورق التبغ وتكون على شكل مائع زيتي عديم اللون ، يصبح مائلا للصفرة بمجرد ملامسته للهواء ، وهو مركب سام جدا وخطر ، ومن استخداماته مبيد حشرات وعقار مخدر.
غاز أول أكسيد الكربون : هو غاز سام ينتج عن الاحتراق، و ينتج عن عوادم السيارات ونسبته في الدخان المنطلق ( 2% ) للغليون و ( 8% ) للسيجار و ( 1% ) لسيجارة مما يفسر ارتفاع نسبة أكسيد الكربون في دم المدمن .
القطران :هو المادة اللزجة الصفراء التي تؤدي إلى اصفرار الأسنان ونخرها وإلى التهاب اللثة وهي أشد المواد خطرا.
آمونيا: يستخدم في مود تنظيف الأرضيات.
تولوين: مذيب صناعي.
الزرنيخ: سم النمل الأبيض.
فينول: مطهر أرضيات.
بيوتين: غاز الولاعات.
سيناميد الهيدروجين: سم يستعمل في غرف الإعدام.
البلوكنيوم: هو عنصر مشع ويتركز في رئة المدخن ويفتك بها.
أسيتون: مزيل الصبغ.
ميثانول: وقود صواريخ.
كادميوم: يستعمل في بطاريات السيارات.
كل هذه المواد والسموم كفيله بصناعة الموت.
كيف نوقف هذا القاتل؟
لا زال هذا السؤال يشغل الكثير من المنظمات الدولية والدول والجهود المبذولة في سبيل مكافحة التبغ، وقد رأى النور العديد من الاتفاقيات والمبادرات والبرامج الساعية للحد من انتشار التبغ والتقليل من اضراره وآثره السلبية، ومن أبرز تلك الآليات؛ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ، وهنا نعرّج على عدد من جوانب هذه الاتفاقية:
اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ:
تعد هذه الاتفاقية من أهممواثيق مكافحة التبغ حول العالم، وتمثل هذه الاتفاقية خطوة كبيرة ومهمة على طريق الوصول إلى مستويات الصحة المثالية، كما أنّها فعلاً إحدى أكثر المعاهدات التي حظيت بقبول واسع وسريع في تاريخ الأمم المتحدة، حيث تغطي الاتفاقية الآن حوالي 90٪ من سكان العالم ، وقد انضمّ إليها أكثر من 170 طرفاً مع أنها لم تدخل حيّز النفاذ إلاّ منذ عام 2005، وتتيح الاتفاقية أبعاداً قانونية جديدة للتعاون على مكافحة التبغ، وقد اتخذ ما يقرب من 80٪ من الأطراف المصدقة على الاتفاقية العديد من الاجراءات، اعتمدت من خلالها أو عززت التشريعات الخاصة بمكافحة التبغ، بعد التصديق على الاتفاقية .
وتفرض اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية، التزامات قانونية على الأطراف فيها،وفيما يلي بعض من تلك الالتزامات:
حماية سياسات الصحة العمومية من المصالح التجارية وأيّة مصالح راسخة أخرى لدوائر صناعة التبغ.
اعتماد تدابير سعرية وضريبية للحد من الطلب على التبغ.
حماية الأفراد من التعرّض لدخانه.
تنظيم محتويات منتجاته والكشف عنها وتنظيم عمليتي تغليفها وتوسيمها.
التحذير من أخطار التبغ.
حظر الإعلان عن عنه والترويج له ورعايته.
مساعدة المدخنين على الإقلاع عن إدمانه.
مكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجاته.
حظر المبيعات التي تستهدف القصّر والمبيعات بواسطتهم.
تمتلك هذه الاتفاقية كوابح ناجحة،وإذا ما طبقت بالطريقة المأمولة فإنها كفيلة بإيقاف هذا القاتل والحد من الكوارث التي يسببها، ويعد حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته من أكثر بنود هذه الاتفاقية أهمية على اعتبار أن هذا الحظر سيخفض عدد الأشخاص الذين يقبلون على التدخين ويمنع الكثيرين من الاستمرار فيه، لا سيما مع تكثيف التحذيرات من مخاطر التدخين وأضراره، فلابد من دعم هذه الاتفاقية ونشرها ووضع آليات للرقابة على تطبيقها من قبل المصادقين عليها وإلزام جميع الاطراف غير الموقعة بالانضمام لها والالتزام ببنودها.
هل من سبيل للإقلاع عن التدخين؟
كل من محمد الخوالدة، وعبد الرحمن القضاة، وحسين النعيمات، ومريم حيمور، يقولون بأنه من المستحيل الإقلاع عن تدخين التبغ، لكن أمل القيسي وأحمد المجالي وسلطان البيروني يخالفون هذا الرأي، ويعتقدون أنه بالإمكان الإقلاع عن تدخينه، هذا الاختلاف ليس اختلافاً في وجهات النظر، ولكنه فقدان للعزيمة والإرادة في حالة اليأس، وامتلاك لها في حالة الأمل والإصرار، نعم، فالعامل الأول للإقلاع عن التدخين كما يشير كثير من المختصين هو الإصرار والإرادة الحقيقية الداخلية، وقد كشفت استطلاعات أن الملايين من الأشخاص استطاعوا أن يقلعوا عن التدخين، ويتخلصوا من قيود الإدمان ويتنفسوا هواءً نقياً بعيداً عن دخان التبغ، وذلك لأنهم قرروا أولاً، ومن ثم ثابروا لتحقيق قناعاتهم وإيمانهم بضرورة ذلك ومضوا قدماً حتى تخلصوا من ذلك القاتل.
كما أنه هناك العديد من الطرق لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، بما في ذلك استعمال علاجات استبدال النيكوتين، وفي حين أنه قد تكون جميع هذه الأشكال من المساعدة مفيدة، فإن أهم عوامل الإقلاع الناجح عن التدخين هو التمتع بالحافز والوازع الداخلي الذي يدفع نحو الإقلاع عن تدخين التبغ، والثقة بإمكانية ذلك والإيمان بأهميته.
إذا علينا أولاً أن نوقف الترويج والإعلان عن التبغ ورعايته، وننطلق لنستخدم هذه الوسائل لنزرع إرادة الإقلاع عن تدخين التبغ في قلوب المدخنين، للتكفل بطرد ذلك القاتل و حماية الصحة والنفس من الأمراض والآلام التي يسببها التبغ.
لنوقف الترويج لأعواد الموت، ونعطي الأمل لبذرة الحياة أن تنمو بصحة وأمان.
أعد التحقيق ثائر فواز فرحات