من تاريخنا المجيد ؛ معركة الكرامه (2)
د. معن ابو نوار
03-06-2013 09:51 PM
بإعتراف أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين ؛ نشرت جريدة المانشستر يونايتد الحقائق التالية عن معركة الكرامه:
" بدأت المعركة في وقت واحد وعلى جبهة واسعة ؛ وامتدت من شمال جسر الأمير محمد في وادي الأردن ؛ إلى غور الصافي جنوب البحر الميت . لقد بدأت في الساعة الخامسة والثلاثين دقيقه (30؛5 ) من صباح يوم 21 آذار 1968 ؛ واستمرت ستة عشر ساعة (16) في قتال شديد على طول الجبهه."
ومن مجرى الحوادث ثبت أن العدو الإسرائيلي أراد الإقتحام من خلال أربعة محاور رئيسية ؛ تؤدي جميعها حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة عليها إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك وهي:
1. محور العارضه: ويأتي من جسر الملك الحسين ( جسر ألنبي سابقا ) إلى الشونه الجنوبيه ؛ إلى الطريق المحاذي لوادي شعيب – إلى السلط .
2. محور وادي شعيب: ويأتي من جسر الملك الحسين ( جسر ألنبي سابقا) إلى الشونه الجنوبيه ؛ إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي السلط .
3. محور سويمه : ويأتي من جسر الأمير عبد الله إلى غور الرامه _ إلى قرية ناعور – إلى على الطريق الرئيسي بين عمان والقدس .
4. محور الصافي: ويأتي من جنوب البحر الميت – إلى غور الصافي – إلى الطريق الرئيسي حتى مدينة الكرك .
أنظر الخارطه المرفقه.
لقد ثبت أن العدو الإسرائيلي استخدم على كل محور من تلك المحاور مجموعة قتال مؤلفة من وحدات المشاة المنقوله بنصف مجنزرات مدرعة ؛ ووحدات الدبابات ؛ كما تساندها على كل محور وحدات من مدفعية الميدان ؛ والمدفعية الثقيلة ؛كل ذلك بالإضافة إلى ما تحمله كل وحدة من أسلحتها المسانده ؛ مدافع الهاون ؛ ورشاشات (500) ؛ ومدافع مقاومة الدبابات (6) رطل.
كما قام العدو الإسرائيلي بهبوط مظلي من القوات الخاصة المنقولة بطائرات الهيلوكبتر على قرية الكرامه ؛ وعلى غور الصافي ؛ وكل ذلك في وقت متقارب ؛ وبموجب خطة واحدة شاملة في عملية هجوم واحدة.
وعندما شعر قادة وحدات الهجوم الإسرائيلي بفشل خطة الهجوم في وقت مبكر؛ استنجدوا بسلاح الجو الإسرائيلي الذي لبى استنجادهم باستخدام أعداد كبيرة من طائراته المقنبلة والمقاتله في قصف الغالبية العظمى من مواقع الجيش العربي الأردني الأماميه ؛ وقوات الحجاب على المحاور الرئيسية ؛ ومراكز القيادات ؛ والتموين ؛ وأية حركة من حركاته دفاعا عن الوطن.
وفي قرية الكرامه ؛ حافظ نشامى القوات المسلحة الأردنية ؛ وإخوتهم المقاومون العرب على شرفهم وكرامتهم عندما دارت المعركة بالسلاح الأبيض ؛ وحتى إنهارت حدة الهجوم الإسرائيلي ؛ واضمحلت معنويات رجاله ؛ وهرب بهزيمته من القرية الشجاعة الباسلة.
ولأول مره طلب العدو الإسرائيلي من أية دولة عربية " وقف إطلاق النار " وأصدر جلالة القائد الأعلى أمره بأن يستمر القتال دفاعا عن الوطن حتى يخرج العدو من ميدان المعركه ؛ ويطرد نهائيا غرب نهر الأردن.
لا شك أن مستوى المقدرة على القتال ؛ من قبل جميع رتب الجيش العربي الأردني ؛ كان مناسبا وحاضا على التصميم العظيم على الفوز بالنصر. وكان النظام الجيد ؛ والطاعة العفوية التي لا تتردد ؛ واندفاع القادة على كل مستوى ؛ وكان وجود القائد الأعلى المعظم بين جنوده في الخط الأمامي ؛ ووجود القادة الكبار بين جنودهم في جميع الأوقات ؛ من الأسباب العديدة التي انتزعت زمام المبادرة من العدو ؛ واحتفاظ الجيش العربي اردني بزمام المبادره حتى نهاية المعركة ؛ هي التي حققت النصر المبين.