كتب: عاصم العابد

ننعم في وطننا العزيز، بأمن وإستقرار ملموسين بارزين، يستدعيان ان تتبعهما الطمأنينة.

ومعلوم انّ الأمن يستدعي الأمن وانه يزيد في منسوبه، لإدراك المواطنين مزاياه ونعمته وفضائله، فيصبح الكل مساهما فيه حريصا عليه وعلى استمراره وتعزيزه.

الأمن الذي ننعم فيه لم يأت بسبب امتناع الأشرار عن استهدافنا، فلم يكف أعداء الاردن عن التربص به ومحاولة زعزعته من خلال العمل الإرهابي او من خلال التخريب الإعلامي او من خلال التخريب المالي او من خلال التخريب الاستخباري او من خلال إثارة الفتن والضغائن او من خلال محاولة اللعب بمكونات وطننا او من خلال العبث بالتشريعات لتتيح اكبر الفرص للفاسدين.

الأمن الذي ننعم فيه هو خلاصة تخطيط استراتيجي عميق و عمل ميداني دؤوب وتنبه استباقي واحترافية استخبارية عالية.

ونعلم ان هناك الكثير من العمليات العدوانية التي استهدفتنا فاستبقتها العيون اليقظة والسواعد القوية وابطلت مفعولها وسحبت صواعـقها، قبل ان تتحقق شرا واذى ورعبا، وخاصة ما تم مؤخرا. والمعلوم ان المنظومة الأمنية الأردنية التي تعمل على مدار الثانية لا تعلن عن انجازاتها لأسباب متنوعة مختلفة تاركة الواقع والإنجازات تتحدث عنها.

وبعد ان نشيد بيقظة ومهنية و اقتدار شبابنا في المنظومة الامنية الاردنية، ندعو انفسنا الى التحلي باليقظة والمسؤولية والوطنية التي تحرص على رفد القدرة الامنية الاردنية بكل ما يمكنها من استمرار محافظتها على امننا الذي لا يقدر بمال والذي لا يغني كل مال الدنيا عنه.

المزيد المزيد من الوعي على قيمة الامن ونعمته، ففي ايدينا زمام المبادرة و في ايدينا ان نحافظ على منعتنا و امننا و طمأنينتنا، ويترتب علينا من اجل ذلك ان لا نترك على الغارب حبل اي مشكلة صغيرة او كبيرة في اقصى الجنوب او اقصى الشمال وان لا نهملها باعتبارها بعيدة عنا، فالأمن الوطني كل متكامل كالأواني المستطرقة يسيل ما فيه على ما فيه.

واذا اخذنا معان مقطعا عرضيا للاردن، فيتوجب ان لا تترك مأساتها معان لقوى الأمن وحيدة للتعامل معها، ولا ان تتم معالجتها بالقوة، بل يتوجب علينا ان نطلق مبادرة وطنية عاجلة، تأخذ في الاعتبار ان اهلنا المعانية هم عظام الرقبة وانهم اول الاردن واول الصحافة واول الجنوب واول الأمن، فمعان كانت وستظل عمود البيت وواسطه المكين.