المعايطة يكتب: صناعة اليأس والمواطنة الفاعلة
02-06-2013 03:01 PM
المواطنة الفاعلة عنوان رئيس من حديث الملك في ورقته النقاشية الرابعة , وجاء الحديث عنها في سياق المشاركة في الحياة السياسية والعامة , والرسالة ان يكون كل منا شريكا ومشاركا في حياة وطنه , وان تكون المشاركة تعميقا للنهج السلمي .
والحديث عن النهج السلمي يعني ان تكون طريقة التفكير ايجابية تعتمد منهجية تبني , وهذا يعني ان لاتكون القوة والعنف جزء من اليات تواصلنا او حل مشكلاتنا , فاخرون جربوا ومارسوا لغة العنف والقوة , واغلقوا ابواب السلمية وحمل كل طرف سلاحه فسالت الدماء وصنعت حاجزا يفصل عن اي ديمقراطية او بناء لان ما تهدمه الدماء هو بنية الدولة ومؤسساتها وصفاء الجميع تجاه الجميع .
والمواطنة الفاعلة تاخذ اشكالا عديدة منها ما اشار اليه الملك وهو اعتماد المعلومة الموضوعية , وهي قضية هامة لان جزءا من مشكلتنا اليوم ان معلوماتنا عن قضايانا تعتمد على ما نسمع وما يقال , وليس بالضرورة ان من يفعل هذا يكذب او يتعمد الحديث بموعلومة ناقصة بل هو غياب النهج السليم , ولهذا نتداول في كل مجالسنا اراءا غاضبة او ساخطة معتمدين على ما يقال , وهذا يترك اثرا سلبيا على علاقة بعضنا ببلده ,وهناك قضايا عديدة انبثقت منها مواقف عامة لكن على اساس حديث عام او معلومة غير مكتملة.
صناعة الياس نقيض للمواطنة الفاعلة , والياس ان يصل المواطن الى مرحلة يرى فيها وطنه وموسساته ومجتمعه قد وصل الى مرحلة لايمكن اصلاحه , ولعانا هنا نستذكر حديث الرسول الكريم عليه السلام : ( من قال هلك الناس فهو اهلكهم او اهلكهم ) اي هو من صنع الهلاك في المجتمع او هو من هلك , وهذه الفئة التي تصنع الياس , والكلام هنا لايعني ان لانقف عند الاخطاء والمشكلات فهذه ضرورة لكن ان نعطي لكل خطأ حجمه ووزنه دون التعميم والتضخيم الذي يعطلنا جميعا الا بانتظار هلاك المجتمع وتبعثر الدولة .
واحيانا نسمع من بعضنا قولا بان كل المؤسسات خربانه وان كل المسؤلين لايعملون وانه لاثقة باي مؤسسة الا جلالة الملك , ويعتقد هؤلاء ان الامر مفرح للملك غير مدركين ان اصدار الحكم بالموت على كل الدولة الا شخص جلالة الملك هو الياس بعينه لان الملك لايمكنه ادارة الدولة دون مؤسسات ودون فعالية كل مواطن وهو ما يدعونا اليه جلالته في كل اوراقه واحاديثه .
المواطنة الفاعلة تعني النهج الايجابي والتفكير بالاصلاح , وهنا نحتاج الى عقلية ترى عند الاخرين امورا ايجابية لا ان نختزل الخير في ما نرى حتى لو كان ما نرى مصالحنا , والامر لايتعلق بالافكار بل بالبعض الذي لايكون فاعلا الا عندما يكون من طبقة المسؤلين , اما اذا غادر المسؤلية فيصبح مروجا لكل ما يصنع ويعمق اليأٍ س , ويصدر كل ما يوحي بان الامور الى هلاك والمنطلق هو ياسه من عودته الى مواقع التاثير وليس الياس من الدولة والناس .
ولعلنا هنا بحاجة ان نراجع بعض معادلات العلاقة الداخلية التي نكتشف احيانا انها كانت خاطئة وان بعض العلاقات بين البعض والدولة قامت على الانتهازية والمكاسب وليست القيم النبيلة .
المواطنة الفاعلة عنوان وطني كبير يحتاج منا الى ان نعطيه المساحة الكبيرة , فهو المفتاح لمزيد من الاصلاح , وهو المحفز على العمل من الجميع ايا كانت مواقفهم وانحيازاتهم السياسية