الأتراك يواصلون تحدي حكومة أردوغان
02-06-2013 12:24 PM
عمون - اشعل محتجون نيران واشتبكوا مع الشرطة في مناطق بمدينتي اسطنبول وانقرة التركيتين اليوم الاحد ولكن الشوارع كانت اهدأ بشكل عام بعد يومين من اعنف مظاهرات ضد الحكومة في تركيا منذ سنوات.
واشعل مئات المحتجين نيران في منطقة تونالي في العاصمة انقرة في حين اطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومسحوق الفلفل لصد مجموعات من الشبان من رماة الاحجار قرب مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في اسطنبول.
وكان ميدان تقسيم الواقع بوسط اسطنبول حيث تركزت الاحتجاجات اهدأ بعد سحب شرطة مكافحة الشغب شاحناتها المدرعة في ساعة متأخرة من مساء السبت.
واشعل متظاهرون النار في الهواء الطلق بين سيارات مقلوبة وزجاج مهشم وحجارة ووقعت عمليات كر وفر في الشوارع الجانبية بينهم وبين شرطة مكافحة الشغب التي كانت تطلق وابلا من الغازات المسيلة للدموع بين الحين والاخر.
واثارت هذه الاضطرابات احتجاجات ضد خطط الحكومة لاعادة بناء ثكنة عثمانية قديمة لتضم متاجر او شقق سكنية في تقسيم في اسطنبول والذي يعد مكانا للاحتجاجات السياسية منذ فترة طويلة .ولكن الاحتجاجات اتسعت لتتحول الى تحد اوسع لاردوغان وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.
وقال وزير الداخلية التركي معمر جولر امس السبت إنه تم اعتقال 939 شخصا في أكثر من 90 مظاهرة مختلفة في أرجاء تركيا. وقال مسعفون ان اكثر من الف شخص اصيبوا في اسطنبول كما اصيب عدة مئات اخرين في انقرة.
وصدمت ضراوة رد الشرطة الاتراك بالاضافة الى السائحين الذين فوجئوا بالاضطرابات في واحدة من اكثر المناطق التي يزورها سائحون في العالم. وقوبل ذلك بانتقاد من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجماعات حقوقية دولية.
واطلقت طائرات هليكوبتر عبوات الغاز المسيل للدموع في احياء سكنية واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لاجبار محتجين على الخروج من مبان . واظهرت صورة على يوتيوب شاحنة شرطة مدرعة تصدم محتجا لدى اقتحامها حاجزا.
وقال محمد هاسبينار وهو موظف حكومي على المعاش يبلغ عمره 60 عاما اثناء احتمائه في مدخل احد المباني في الوقت الذي كانت فيه الشرطة تطلق مسحوق الفلفل في شارع خلفي بأنقرة "كل المستبدين يستخدمون نفس الاساليب وهي قمع شعوبهم."
وشهدت تركيا تحولا منذ تولي اردوغان السلطة قبل عشر سنوات حيث قام بتحويل اقتصادها من اقتصاد يعاني من أزمات إلى اسرع الاقتصاديات نموا في أوروبا.
ولا يزال اردوغان هو السياسي الأكثر شعبية في البلاد إلى حد كبير إلا أن معارضيه يشيرون إلى ما يصفونه بتسلطه وتدخله كمحافظ من الناحية الدينية في الحياة الشخصية للناس في الجمهورية العلمانية. ويتهمه البعض بانه يتصرف كأحد سلاطين العصر الحديث .
وأدى تشديد القيود على بيع الخمور وتحذيرات من اظهار مشاعر الحب علانية في الاسابيع الاخيرة الى اثارة احتجاجات. واندلعت احتجاجات سلمية أيضا بسبب مخاوف من أن تؤدي سياسة الحكومة إلى أن يجر الغرب تركيا إلى الصراع في سوريا.
وقال متظاهر في شارع جانبي من ميدان تقسيم اثناء محاولته غسل عينيه من الغاز المسيل للدموع "انها (المظاهرات)بشأن الديمقراطية وسوف تكبر."
ودعا اردوغان الى وقف الاحتجاجات فورا وقال ان حكومته ستحقق في ادعاءات استخدم الشرطة القوة المفرطة. ولكنه ظل على تحديه.
وقال في كلمة تلفزيونية "إذا كان هذا الأمر يتعلق بتنظيم التجمعات وإذا كان هذا حراكا اجتماعيا يجمعون فيه 20 فإنني سأقوم وأجمع 200 ألف شخص. وإذا جمعوا مئة ألف سأجمع مليونا من حزبي."
وقال انه تم استغلال اعادة تطوير الحديقة في تقسيم كحجة للاضطرابات وحذر حزب المعارضة الرئيسي وهو حزب الشعب الجمهوري من تأجيج التوترات.
ورغم تركيز اردوغان على حزب الشعب الجمهوري الا ان الاحتجاجات ضمت اناسا من أطياف مختلفة معارضين لاردوغان ولم ينظمها حزب سياسي واحد على ما يبدو.
وبعد انسحاب الشرطة من ميدان تقسيم قام انصار حزب منبر السلام والديمقراطية التركي المؤيد للاكراد باداء رقصة كردية على سبيل الاحتفال على بعد ياردات فقط من قوميين كانوا يلوحون بالعلم التركي. وهتفوا جميعا معا "كتف بكتف ضد الفاشية."
وانضمت الى هذا الهتاف مجموعة من مشجعي كرة القدم من اندية اسطنبول التي يوجد بينها تنافس شرس وهي فناربخشه وبشيكطاش وغلطة سراي.
واعرب المحتجون عن غضبهم من التغطية المحدودة للمظاهرات من قبل محطات التلفزيون التركية مع انحاء كثيرين باللائمة في ذلك على الترهيب الحكومي. وسجن عشرات من الصحفيين في عهد اردوغان.
وكتب على سيارة بث تلفزيوني تركت في ميدان تقسيم"وسائل اعلام عميلة للحكومة للبيع". رويترز