المال السياسي قد يلتهم كل شيء !
29-12-2007 02:00 AM
في ظل التغيرات العالمية المتسارعة يجد المثقف الأردني أن الحكومة الأردنية لا تستوعب منحنيات التغيير ،فيما تظهر الأجهزة الأمنية على مستوى عال من المراقبة والتطور ،وهذا ما قد يثير التباين المختلف بين تراجع وضعف وزارة التنمية السياسية وباقي الوزارات وتطور وزارة الداخلية،وارتقاء الأجهزة الأمنية في القضاء على الشللية التي كان يعاني منها المواطن في الدوائر المختلفة ، فيما ظلت الشللية تنخر في باقي الوزارات ولهذا سعدنا كثيرا في تولي باقي المناصب المهمة لرجالات الملك. فمعظم التغيرات الايجابية للشعب وتحسين أوضاع المواطن تمت عبر الديوان الملكي ،المؤسسة التي يثق بها الملك، ووضع بها نخبته لإتمام مشاريعه البنيوية وتطوير بعض المناطق سيما النائية منها، فمعظم الوزارات ما زالت تسير بطريق كلاسيكي ممل أو تحسين غير مدروس!.
ففي الوقت الذي أصر به جلالة الملك على إتمام الانتخابات البلدية والبرلمانية قبل نهاية العام، داعياً شعبه إلى التصويت بثقة للنائب القادر على توجيه الحكومة للخلاص من كوارث التأزم الاقتصادي ، طالب جلالة الملك أيضا بأن يرتقي الشعب عن النظرة الضيقة في اختيار النائب ، ولكن فيروس شراء الأصوات تخلل في أركان المجتمع ليفسد عدة أفراح كان من الممكن أن نحتفي بها في مجلس النواب القادم ، لتعطي صورة عن تطور المجتمع الأردني ثقافيا و علميا ولكن وبوضوح سيظهر تباين كبير بين المجتمع الأردني وتمثيله في مجلس النواب .
المال السياسي ليس فيروساً مؤقتاً انتهت فعاليته مع الانتخابات بل سينخر في المجتمع وسيتمدد إلى أبعد مما ظنت الحكومة،وهذا يدعى فساداً وليس ليبرالية أو الوجه الآخر للإمبريالية كما يعلق البعض .
فالمواطن الآن سيجد أن الرشوة طريق سهل للحصول على المال ، تختلف عن العمل لعدة أشهر سيما في ظل تقلص الدخل المادي مقارنة مع الغلاء الفاحش القادم، فمع صرف مائة مليون على الحملات الانتخابية ،لم تواجهنا الحكومة السابقة في أسماء مشتري ضمائر المواطنين ، وهذا يعني أن الحكومة السابقة إما كانت راضية أو غافلة عن شراء الأصوات،وهل الفساد والرشوة علاج للخلاص من تضخم الأخوان أو تلقين المعارضة درسا في اللعبة السياسية ، هذه رؤية حكومة البخيت التي ما وجدت من يتحسر عليها بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة .
الأمر لم ينتهي بل يشير إلى منحنيين خطيرين جدا وهما :
أن أصحاب رؤوس الأموال سوف يتمادون في شراء ضمائر الناس ، وهنا أحذر من " أردنة " الظاهرة ..
والمنحنى الثاني أن شراء الأصوات سوف يفتح شهية المواطن كما أشرت إلى شهية الرشوة ، بعد أن كانت هذه الآفة بعيدة عن شعبنا ، ونخرت شعوب قريبة.
هذا ما تركته بعض فصول الإدارة السيئة لانتخابات أدخلتنا عوالم الديمقراطية وعوالم الرشوة و فايروسات المال .
Omar_shaheen78@yahoo.com