الاستقلال مسيرة عطاء وإنجاز
د. جورج طريف
31-05-2013 03:12 AM
تشهد مختلف محافظات والوية المملكة هذه الايام الاحتفالات بالذكرى السابعة والستين لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية، وهم يستذكرون بفخر واعتزاز محطات النضال والتضحية الاولى وتاريخ العطاء والانجاز الذي سطره رجالات الاردن جيلا بعد جيل ليتمكن الوطن بعزيمة ابنائه وبحكمة قيادته الهاشمية من النهوض والنماء على مدى عقود تطورت فيها مناحي الحياة وتعزز وجود الدولة الاردنية على خارطتي الوطن العربي والعالم.
ويمثل يوم الاستقلال نقطة تحول حقيقية كبرى نحوتقرير المصير وارساء قواعد دولة القانون في اطار دستوري وضع البلاد على طريق الديموقراطية والتعددية وحقوق الانسان، التي تقوم على فصل السلطات الثلاث وتكرس مبادىء الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص وتحقيق العدالة بين شرائح المجتمع واطيافه كافة في وقت كانت تعيش فيه الامة العربية في صراعاتها مع الانتداب والاستعمارالغربي من مشرق الوطن العربي الى مغربه.
وفي اول خطاب للعرش تلى اعلان الاستقلال لخص المغفور له الملك الشهيد عبدالله الاول بن الحسين العبر والاهداف من الاستقلال التي يسعى اليها ابناء الاردن وقيادتهم الهاشمية التي واصلت السعي لتحقيق وحدة العرب وعزهم ومجدهم وصون كرامتهم حيث قال «....... ونحن هنا بعد استقلال قد اعلن، واستقرار قد حصل وعهد قد احدث، نقول اننا قد قمنا بما وجب علينا لنيل استقلال ناجز...... وغايتنا هي الاستقرار في هذا الجزء الغربي من بلاد العرب. المطل على بحر الروم، والمنفذ الى عالم الغرب، والباب الذي يدخل الى بلادنا منه فسلامته في وحدته والخطر عليه من فرقته والمشيئة لله والرغبة للامة التي وطدنا النفس على خدمتها، لا نخدعها ولا نطوح بحياتها ولا ننظر الا الى عزهــا ومجدهـا وصون كرامتها واعلاء شأنها وسلامتها في امور دينها ودنياها معاهدين الله على خدمة الايمان ورفع لوائه وجمع كلمة العرب مسلمهم ومسيحهم تحت ظل رايتهم وفي وطنهم، ولا فرق بين هذا وذاك، ويد الله مع الجماعة، هذه هي غايتنا وتلك هي حدودنا، وقانا الله شرور الاعداء»
لقد شكل اعلان الاستقلال تتويجاً للسياسة الحكيمة والواقعية للملك المؤسس عبدالله الأول، وثمرة لنضالات الشعب الأردني ممثلاً بحركته الوطنية الواعية، وترجمة لتفاعلات الواقع الوطني والإقليمي والدولي، وجاء عهد الملك طلال رحمه الله ليكرس الحكم النيابي الدستوري فضلا عن الاعمال الكبيرة الخالدة التي قام بها الراحل الكبير المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه في مختلف مرافق الحياة، ورفع مستوى الوطن في كل المجالات
هذا هو الاردن الذي اراد شعبه الابي وقيادته الهاشمية ان يكون سند امته العربية والاسلامية انطلاقا من مبادىء الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه لتحرير الارض العربية والانسان العربي، ليكون موئلا للاحرار والمهجرين، ومثالا في صناعة كفاءات بشرية قادرة على تحقيق الانجاز تلو الانجاز على مختلف الصعد... الاردن حكاية بطولة وعطاء سطرها ابناؤه البررة بصمودهم وتضحياتهم في سبيل تجاوز المحن والتحديات ليصونوا عهدا تاريخيا وميثاق شرف بين الشعب والقيادة يقوم على اسس دستورية ويستند الى شرعية دينية وحقائق تاريخية وثقة مطلقة في حاضر ومستقبل الوطن وازدهاره في ظل راعي المسيرة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه. وكل عام والاردن وقيادته وشعبه بالف خير.
(الرأي)