يحق لنا أن نسمي المواطن الذي يساهم بأمانة وإخلاص وشجاعه بعملية الإصلاح الوطني بلقب " المواطن المصلح ". وهو عندما يقوم بذلك بؤدي مسؤولياته وواجباته الوطنيه ؛ وهو يمارسها في كل عمل يقوم به أو قولا ينطق به.
أعمال المواطن المصلح تكاد لا تحصى ؛ ولعل أول عمل منها في النظافه ؛ نظافة البيت ؛ نظافة القرية أو المدينه ؛ نظافة موقع العمل ؛ نظافة الشارع أو الطريق. فلا يلقي النفايات فيها ؛ بل يحفظها في كيس نفايات حتى يمتليء ؛ ثم يضعه في مجمع النفايات ؛ فتأخذه المؤسسة المختصة وتحرقه ؛ فيبقى الوطن نظيفا . أما إذا تراكمت النفايات فهي تجمع الذباب والبعوض والحشرات الأخرى ؛ وتحرق الصحة العامة.
وثاني عمل في مسؤوليات وواجبات المواطن ؛ هو مكافحة الفساد . ليس عيبا بأية حال من الأحوال ؛ إذا شاهد المواطن فسادا في مشاركته في عمله مع غيره أن يمنع ذلك الفساد ؛ وليس عيبا إذا لم يستطع منعه أن يبلغ المسؤولين عنه أو المؤسسة المعنيه بالفساد الذي شاهده ؛ لآنه واجب ومسؤولية أعلى من غالبية الواجبات والمسؤوليات. وتحمي الثروة الوطنية التي تنفع الوطن كله ؛ والموطنين جميعا. أما إذا ترك المواطن الفساد يستشري ويتفاقم فيضر أول من يضر المواطنين الفقراء ؛ فيزيد فقرهم.
وثالث عمل مهم ؛ هو القول الحسن ؛ لأن الكذب مكروه ممقوت ؛ والكاذب محتقر مهما كانت درجته ؛ وهو مذموم بين الناس . قال الله سبحانه وتعالى :" كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا ." وقال: " وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ. " وقال: " إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ."
ورابعا في الأخلاق العامه ؛ مثل تعاطي الخمر ؛ والميسر ؛ والأزلام وغير ذلك ؛ من المعاصي ؛ قال سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ~ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ." وقال سبحانه : " وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ." وقال : " قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. " وقال: " وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا."صدق الله العظيم. ومن المعاصي : الخيانة ؛ والغدر ؛ والتعدي ؛ والتجني ؛ والبغضاء ؛ والقهر ؛ والفتنة ؛ والعصيان ؛ والأذى ؛ والتكبر ؛ والتجبر ؛ والسخط ؛ والشغب ؛ والفحشاء ؛ والمنكر ؛ والبغي ؛وغير ذلك مئات المعاصي التي على المواطن الإمتناع عنها.
وأخيرا أن يؤمن بالله ؛ ويتقي به ؛ ويستجير به ؛ ويطلب عفوه وغفرانه ؛ وأن يزيد إيمانه بتلاوة قرآنه ؛ ويجاهدا في سبيله ؛ ولا يخونه أو يخون رسوله ؛ قال سبحانه وتعالى:" ياَ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ." وأن يسبح اسمه طاعة لقوله تعالى : " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى سَنُقْرِئُكَ فَلَا َنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وأن يلجأ إلى العمل الصالح مهما كلفه ذلك ؛ وأن يطيع الرسول ويعتصم بأقواله وأحاديثه ؛ وأن يصلي عليه ويسلم حالما يذكر إسمه ؛ صلى الله عليه وسلم. وقال سبحانه وتعالى: " إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا . " وعلى المؤمن أن يتذكر أنه يناشد الله وهو يصلي :
" اللهم صلي على سيدنا محمد ؛ وعلى آل سيدنا محمد ؛ كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهي ؛ وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ؛ كما باركت على سيدنا إبراهيم ؛ وآل سيدنا إبراهيم ؛ في العالمين ؛ إنك حميد مجيد."