هو أكثر من مجرد يوم عابر .. !!!!
حمزة المحيسن
30-05-2013 03:53 AM
أعتقد جازما بانه لو قدر لكارل بنز ( أول مخترع للسيارة ) أن يبقى حيا في عالمنا اليوم لعمل جائزة شبيهة للجائزة التي صممها نوبل للسلام والذي يعتقد البعض ان ( نوبل )أبتدعها تكفيرا عن الذنب للإستخدام المدمر للديناميت في الحياة ....فالسيارة باتت تحصد أرواح الآلاف من البشر في العالم ...وفي الأردن فإنها تحصد المئات من الأرواح ، ولو قمنا بتجميع ما فقدنا من أنفس طيلة السنوات التي تلت الحروب التي شاركنا فيها او خضناها لوجدناها تجاوزتها أضعافا مضاعفة ...!!!
للأسف السيارة في حياتنا اليوم باتت هي الاخرى تستخدم كاداة من ادوات التفريغ للكبت النفسي والعاطفي ، فالبعض إذا كان يشعر بالحنق او الضيق من رئيسه في العمل أو زوجته بالمنزل ستجد أن أسرع خطوة يفرغ فيها معاناته هي الدوس على " دواسة " البنزين وكلما كانت المخزون النفسي من الكبت كبير وثقيل جدا ستجد ان ذلك يتناسب تناسبا طرديا مع حجم الدوس على " دواسة " البنزين والنتيجة حادث إصطدام بسيارة أو عابر طريق من سوء حظه أنه مر من امامه في لحظة إنفعاله التاريخية نفقد من خلالها أرواح بريئة ونيتم بعدها عائلات كريمة .
أما قمة اللامبالاة في حياتنا العامة عندما يعتبر البعض من اولياء الأمور ان السيارة الخاصة وسيلة واداة تسلية لا يوجد ما يمنع من إستخدامها للترفيه عن الأبناء ..فمفتاح السيارة في متناول الجميع ...فمن المستحيلات أن لا تصادف في الشارع يوما مراهقا يقود سيارة بسرعة جنونية طائشة يتخيل نفسه فيها قائدا لسيارة سباق الفورملا "1" ، لتكون المآساة حصد أرواح بريئة لأطفال او نساء يمرون في مسار سباقه الأرعن ، ومن اللامبالاة أيضا ان البعض يعتبر ما في السيارة من أضوية " غمازات " عبارة عن إكسسوار جمالي فلا يستخدم بفعالية إلا في مواكب " الزفة " والأفراح ومن جميع الأماكن في السيارة فتجده يسير بالسيارة تماما وكما قال المثل " مثل الأطرش في الزفة " وعليك ان تسير خلفه وانت تمارس لعبة " التحزير " والتخمين إلى أين المسير لتكون في النهاية ضحية من ضحايا الخطأ في التخمين ...!!!
ومن الإنصاف القول أيضا انه من أسباب حوادث الطرق في الأردن (والتي يطول عرضها وشرحها ) هو سوء التخطيط والنتفيذ للطرق وتعبيدها في بعض الأماكن فلو قدر إليك مثلا أن تمشي عبر الطريق الصحراوي من العقبة إلى عمان وبالعكس ستتفاجأ في بعض المقاطع من هذا الطريق عبارة عن حفر تغطس السيارة فيها غطسا او تجعل السيارة تفقد مسارها بشكل متوازن ..بل ان البعض عندما يحاول الهروب منها يعرض نفسه وسيارته للخطر حتى يتجنبها ...والمصيبة تكون اكثر في السير عليها ليلا ...فلا نور فيها سوى لضوء القمر .
نعم هنالك ردع في القانون لكل ما سبق من تجاوزات ولكن هنالك مخالفات كثيرة نرتكبها بدون أي إهتمام او إكثرات ...فكل ممنوع مرغوب للأسف الشديد من البعض ...لذلك يبقى الأمل في كل الاجهزة المعنية في التوعية والإرشاد من إعلام ووعض ديني وإرشاد ان يكثف من دوره لمكافحة التهور واللامبالاة في إستخدام الشوارع والطرقات ...فكل نفس اردنية تعيش على أرض الأردن هي غالية بكل معنى الكلمة ...تستوجب منا جميعا أن نتقي الله فيها ...في يوم المرور العالمي أقول بل وفي كل يوم أقول رافقتكم السلامة جميعا ..!!!