الأزمة المالية العالمية التي حدثت عام 2008 وأزمة منطقة اليورو أظهرت عجز في السيولة في الأسواق الأمريكية والأوروبية، وقد أدت بطبيعة الحال إلى سعي المؤسسات المالية الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى البحث عن بدائل تمويلية من مصادر ومناطق أخرى في العالم كالشرق الأوسط وشمال شرق آسيا وغيرها، وقد ركزت على المناطق التي تحتوي على فوائض نفطية كبيرة، لإقامة المشاريع في بلدانها وغيرها في مجال الخدمات والصناعة والبنية التحتية أو إقامة مشاريع لإعادة إعمار الدول التي أصابتها الاضطرابات السياسية، والتي تعطلت مرافقها نتيجة للاضطرابات.
تفيد مصادر الأمم المتحدة بأن عدد سكان العالم العربي من المحيط إلى الخليج هو 350 مليون نسمة.
أن نسبة 20% من هذا العدد وهو 70 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر المدقع وهو أقل من 2 دولار للشخص الواحد في اليوم أي أقل من 700 دولار في السنة أي يحتاجون إلى 50 بليون دولار سنوياً لسد رمقهم.
الدخل القومي السنوي للعالم العربي هوأتريليون دولار تقريباً، أي أن 50 بليون تساوي 5% من الناتج القومي السنوي ولو استثمرنا خمسين بليون آخر سنوياً أي ما مجموعه 10% من الدخل القومي لقضينا على الفقر والبطالة في العالم العربي كله.
السيولة مكدسة في أجزاء كبيرة من هذا العالم العربي، ولو قامت تلك البنوك في الاستثمارات الحقيقية في المناطق التي تحتاج إلى استثمارات لأمكننا رفع سوية الإنسان العربي في كل أقطاره، بتوزيع عادل ومنصف، دون الانتظار لتوجيه المؤسسات المالية العالمية لتوزيع الاستثمارات وحرمان مناطق دون مناطق.
البدء بالنظر لاحتياجات الأمة لزرع الأمن والاستقرار بها جميعاً، لأن ما يزعزع جزءاً منها يصيب الأجزاء كلها.
قال تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).
لقد ركز سبحانه على الإصلاح أولاً وقال بعد ذلك فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء أي ترجع إلى أمر الله، ولم يقل حتى ترجع إلى أمر أمريكا وروسيا أو أذنابهم.
وفي آية أخرى قال تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون).
لم يستفد الكثيرون من الدين الإسلامي السمح ومن المعتقدات الإلهية العظيمة، لقد عاد الكثيرون لعصر الجاهلية، فهاهم المناذرة يحاربون مع الفرس وهاهم الغساسنة يحاربون مع الرومان ويحارب الفرس والرومان بعضهم بأبناء العمومة والأخوة.
وأحرّ قلباه...
أفيقوا وتوحدوا واستخدموا خيراتكم التي منحكم إياه الله في مكانها الصحيح لينعم الجميع ويعيش الكل في وئام وسلام ونبذ الخلافات الانتباه وللمخططات الاستعمارية والتفتيتية وشرذمة الأمة لتقوية الأعداء والطامعين.